سرماديا

سرماديا

لحظة سرمدية



"لحظة سرمدية"
------
(بين الأندلس وقرطبة - أيّهذا الفؤاد - لأنى تذكرتك - أنظم من الحزن - كما كنت دوما)



بين الأندلس وقرطبة
---
بالكاد أتذكر
بكاء نوارس البحر
فى الشّتاء الرابع
من سنين شتات الروح
فى ذاكرتى 
----
يا أندلس
بالكاد أتذكر
ياقرطبة
بالكاد أتذكر
كيف أتذكر شيئا من تاريخ
وأطلال قصيدة
سكنت فؤادى
----
بالكاد أتذكر
عامود قصيدة باق
فى ضواحى العصر القديم
بالكاد أتذكر 
صوت خريف مراق
بالكاد أسمع
حفيف أوراق الماء
بالكاد أتذكر
معنى فى سبات 
بين أناملى 
---
لا أدرى منذ متى
أتسائل
عن البحر الذى غفا
فى ثغر الهوى
ربما مرّ الوقت سريعا
آخر دِعة سماء
ربيع الشّعر
ربما نسيت
قبل أن يتمكن غروب
من رسم طيف كوكب
على شراع راحل
فى ملكوت
سؤال بلا إجابة
------
منذ زمن بعيد
مرّت لهفة السنين
ولا أدرى منذ متى
ولون الصباح
باحث
عن شمس ثملت
من قصيدة عذراء
فى مخيلتى
-----
كانت الأصوات كسيرة واهنة
عن النداء
وشفاه الموج شاحبة
أطبقها غياب
منذ ذلك الحين
شقاشق القلب
وخيال الضوء
يناجيان
أمسيات خجلى
تشبه أنشودة ليلة روح
فى نقاءهدج
معالى النجوم
--
عند العامود الباقى
من قصيدة
بالكاد أتذكر
أصداء همس طويل
سارٍ
بين روحىّ بحر وشمس
كان يتنفسان
حياة وجود نديّة 
بالكاد أتذكر 
الأندلس وقرطبة
فى مورد برية  
قبل أن يمرّ
الشّتاء الرابع 
للبرد
على جسدى 
-----
بالكاد أتذكر
متى فقدت ذاكرة البحر
بالكاد أتذكر
كيف كان للشمس ذاكرة
عند عامود باق
من شّعر
بين الأندلس وقرطبة 
فى الشّتاء الرابع
من عصر قديم
---
أتذكر بالكاد
قصيدة شمس وبحر
مرثية لذاكرتى
----------------

أيّهذا الفؤاد

-------

أيّهذا الفؤاد
أتغدو لجمال الوجود فى ذكراى
وأنت راحل
لغصن مستحيل

والوجد يشّق الوجدان منى
بطيف سكن المآق
حنينا من أنهر 
مالها مثيل

----

أيّهذا الفؤاد أترقى للنسيان

فأين منك يافؤادى
الهمس

وشجن طويل

مالى ولك
والتنفس عشقا
فى قلب زهرة
رحيل

لا تتركنى أنت والرحيل
يافؤادى
لشذى نسيم ما لا يأتى
أو يكون

--- 
يافؤادى 

أترقى للنسيان حقا 

وأنت غريق 
أيّهذا الفؤاد كيف ترحل
وأنا وأنت
والذكريات متون
-----

إلى متى يا ملمس الروح
إلى متى أنت

والفجر لم يأتِ
من دهور 
ولا شئ سوانا
 أنا وأنت
للحزن مهاجرون
إلى متى  وهذا الفؤاد وأنت
فى نداء
ضوء همسة حلم
فى وجود
رهين
------------

 
لأنى تذكرتك
---------------
لأنى تذكرتك
فهذه سويدائى
طيف قصيدة أمل النسيان
لأنى تذكرتك

فهذه جنتك
بالدماء وليدة سهر شريان
لأنى تذكرتك

فهذا أنا ديوان فقد
للعاشقين
أبرم مع الشّعر مواثيق

أن تحكى السنون
ما لم يكتب بعد
من حكايات مسافرة
شوقا
للحن حزين

-----

لأنى تذكرتك

بنظرة مديدة
على أطلال ذاكرة
من الفقد  لك يشدو
أرتنى للسهاد 
طائرا
منذ أن غادر إلى عينيك
من سنين
العمر شاكيا مرتحلا 
برفقة روح
وأنين
عتابا تركانِِِ
لأنى تذكرتك
-----

لأنى تذكرتك

فهذا رسولى يا برية الروح 
ولم يبدأ إلاّ الآن
ديوان
فى لحظة سرمدية 
ينهى أحزان
--

لأنى تذكرتك

ملامح من حياتي
على مرمى بصر
لسبيل حيران

ووطنا شريدا
فى دمعة بستان
--
لأنى تذكرتك

طيف قصيدة مهاجرة

مضت
عن جسد فان
--
لأنى تذكرتك
غدا الفؤاد لجمال الوجود
منارة روح
بلا عنوان
-----------
أنظم من الحزن
---- 
تلك السنون المنطويات
وذيّاك المكابد
وجدانى
زعموا أن الحزن ابنا للشّعر
وقبل الحزن بوجود
معصورا قصائد زهراء
من شوقى
كنت قد عقدت عليه لوائي
الحزن
---
أنا ابن الحزن
ومن غيرى
تعثرت عيناه
بعاصفات وجد
وكم وارت
أنشودة ضياء
يطوي بفؤادي أرض الفقد
ليلا ونهارا
والزمن ما بزمن
وأنا بين مناجاة
وتشاك
----
وهذا البين
لا يوهن حلميا بفجر
يدعونى لأحيا
منادٍ للشمس
بين الأرض والسماء
----
أنظم من الحزن
لآل منطلقة
من حنين
تسكن أقمارا
نبتت وتلألأت
بأدمع الفؤاد
---
أنا ابن الحزن
ومن غيرى أنجب
كذب من زعم
أن الشّعر له أوجد
تلك السنون المنطويات
وذيّاك المكابد
وجدانى
----
كما كنت دوما
----
هكذا كما كنت دوما
زهرة
فى ساحل بعيد
فى محيط السموات
والذكريات تجرى تغنى
مفتونة من الموج
هكذا كما كنت دوما
لا وطن لروحى
إلا تغريدة بحر
تهتز طربا
فى قلبى
----
هكذا
أسكن نبرات فجر بعيد
نشوان
برعشة الضياء 
على ضفاف نهر
شذى قصيدة
فى مروج بحر
رحّال
كما كنت دوما
----

حسنا أفعل
في أمسيات أندروميدا
عبر دروب ذكريات
ضوء قناديل
قارئا وجه النهر
فأنس
----
حسنا أفعل
وذاك الدفء 
الذى غمر قلب
تحدث يوما عن الروح
والوجود
وكيف الحب
فى قلب يأس
---
حسنا أفعل
أرتقي مع ريحانة صيفية
أتذكر أمسيات
ونسيم يقبّل حلما طويلا
فى سديم
ليلة نجمية
---
حسنا فعلت منذ كنت
شمسا فى جبين أندروميدا
تقرأ عن قلب
تحدث فى أمسياتها
عن الروح
والوجود
وعن طائر يغرد
حنينا
من شجن موجة بحر
لطلوع الفجر
---

حينها عرفت فى جهة ما
من قلبى
جوهر حلم غاف
وما هو الحب
حينها علمت فحسب
أنى لم تحدثنى عن رحيقه
من قبل
موسيقى وجود 
تقطر عذوبة
من جبين أندروميدا
----
وهكذا فى الكون
 دوما من قديم
وحيدا أمضى
 بشراع سفر
مع النجوم ..
---------------------------------------