سرماديا

سرماديا

ديوان أطوار إغتراب


من  ديوان

 أطوار إغتراب

-----------------
هذه أنت  -  تحت قوس مدينتى  -   فهرس ألوانى - نبوءة - خلى لى - مهاجرا فى غواش القلب - لا شيء سوانا - أيتها الغربة - اسم حبيبتى - كيف لا أحيا - إعصار - على أهداب إبتسامة - أو تدرين ماذا حدث؟ - غرباء على حافة الذاكرة
------------ خالد العرفي


هذه أنت
------ 
هذه أنت
على ما أذكر
من أطوار إغتراب
وصال مستحيل
ووهم وسراب
حياة مضت مع تباعد مسافات
وزفرات ألم
وجنون وحماقات
هذه أنت
ذكريات وذكريات
ونور فى غياب
---------
هذه أنت
عرفتك و لم أعرفك
مشطورة ملامحك
بين ما عرفت وما لم أعرف
نصفين على مرآة
هذه أنت
زمردة ساكنة
عيني إرتياب
هذه أنت
---------
أترى شطرك الذى لا أعرف ماذا يشبه ؟
تراكى حقا ماذا تشبهين
من السراب ؟
أهذه أنت
روح نصفان ؟
أأنت كغيرك ؟
أأشك؟!
فى لمعة البرق
و إرهاصة القصيد
أحقا أرتاب ؟
وأنت جدائل مطرى
على العمر الجديد
لا أظن..
وهذه أنت
شئ كما السحاب
---------
هذه أنت
جنون الدرب
بكارة لغتى بين ماء و صحراء
شطرك الذى أعرف
وفيه أظل أكتب
ويظل شطرك الذى لا أعرف
لم أره أبدا
مروجا للروح
وراء الححاب
هذه أنت
---------
أم أنت
على ما أذكر من أطوار إغتراب
وصال مستحيل
ووهم وسراب ؟
أأنت حقا
وهم ؟
أم مستحيل ؟
أم سراب ؟
أخبرينى أهذه أنت
بين ما عرفت وما لم أعرف
رحلة غربة
أم سرّ  إغتراب ؟
-----------------------------------------------------------------
تحت قوس مدينتى

أى صخب على لسان البحر
بهواجز مفقودة ينادينى
فى ليلة وهج من قلب واهن
وغائر الأوهام يفنينى
والريح تتأبط ظلاما
ينتظران
إنخراط قصيدة فى ماضٍ مأزوم
لحظة إحتضار
لينقضان
على آخر سطر تحت قوس مدينتى
عليه اسمى
------
فى مدينتى الموت للقصائد جرعات
لجراح شابت منتظرة
تتساقط معها الروح أليمة
قطعة قطعة
بين أنين أبيات
وظل الريح ينبح على المدى
-----
هنا دموع الموت على الأغصان
ما زالت يقظة
فى عمق جرح غائر خفى
على بعد خطوات
 من آخر ورقة
يذروها خريف على شفاه موصدة
تنتظر شروقا وغروبا  تخاصما
أيهما يكون سرمدا
والسماء بلا دم يسرى
لحياة
هنا دموع الموت
تبقينى
ولا نجاة
------
أى صخب ليلة بُتر جناحاها
أى شئ آخر سيكون منتهاها
ورماد موتى المدينة على وجه الشمس
مبثوث فلا نراها
وليل لا يمضى إلا على أشباح كلمات
تجوس فى هياكلهم
تقلدهم للموت إنتظارا
والليلة ما زالت تغوي البحر
بكأس ملآنة إحتضارا
أى شئ
وعين الروح مبحرة
ثمرة شئ
لا تعرفه المدينة
------
وحينما تهمّ قصيدة أن تهوِى
فى كف لقاء مفقود يعانقها
يتعلم الموت مخاصرة الريح
من جديد
على جسدى
فى مجامر عظيمة
من سويداء قلب زهرة بتول
وذاك أنا
أجول
أروض لهما الغموض
الموت والريح
بين شفتى آخر سطر
من لا معقول
بباردتين يتأمل المسطور
لا يبصرون فيه المنظور
على جثث موتى
تحت قوس مدينتى
-----------------------------------------------------------------
فهرس ألوانى

فى فهرس ألوانى
تاريخ وأحمال
وشموخ وذهول
وأصداء منارات مرافئ بعيدة
تجاوبنى عن ألف سؤال

-----
فى فهرس ألوانى
أحلام دانية وآمال معلقة فى آخر مجرة
من قوة وصمود
ضد الذبول
لم تُرَ بعد
شيء سماوى
أنا وألوانى

-----
فى فهرس ألوانى
نجوم غضة تطل من الروح
وبحر من أجنة قلب مفتوح
محتضنة أسرارى
تربى أحلامى 
شئ إلهى فهرس ألوانى

-----
فى فهرس ألوانى
عناقيد من أغانى ونهر نور
أخوض فيه فوق جوادى
على ضفة
غدير أندلسي عتيد
وأناشيد تنهيد
مرصعة
منسوجة بين خطواتى
فى جسد هذه الشجرة
ولا أثر لها
بعد أن غمرها بحر
فى هذه الجهة
من قلبى
فهرس ألوانى

-----
فى فهرس ألوانى
ساحة نور غامر 
فانٍ بين أمس وغد
هى وأنا وماذا بعد؟
سوى رجفات روح
وحرف قمرى حائر
تحت أغصان الحياة
والرمق الأخير لمحض مآساة
براءة للشمس
بين إعلان وهمس 
عقل صرف ألوانى
وأنا،
فى ظل الجنون
-----------------------------------------------------------------
 
خلى لى..
 خلى بينى وبين قلبي
خلى بينى وبين نفسي
خلى بينى وبين روحي
خلى بينى وبين ذاتى
فما عاد لى
فى حبك من ذلك
أو بعدك
أى شئ
---------
فنى ذلك كله فيك
ولم يبقَ لى من ذلك 
أى شئ
أفلست فى حبك
من كل شئ
الإ من لغة
لى أنحبتيها على قدر
وليس لى منها
من شئ
--------- 
ألا لى ممّا كان لى
بعد ذلك
من شئ
خلى لى ما يبقيني حيّا
دعى لى منى
أى شئ
حتى أنطق مرة
أنى أحبك
حتى أقول ذات يوم
أنى كنت
لو بقى لى بعد ذلك
من ذاتى أو لى منك
أى شئ
لو بقى منى لى بعد حبك
أى شئ
---------
أليس لى أن أقول خلى لى،
أى شئ..
فخلى لى من قلبي
فخلى بينى وبينه
خلى لى من نفسي
فخلى بينى وبينها
خلى لى من روحي
خلى بينى وبينها
خلى لى من ذاتى
خلى بينى وبينها
خلى لى من ذلك
أى شئ
حتى أظل أحبك
بكل ذرة ما دمت حيّا
حتى لو لم أستطع
مرة أقول أنى أحبك
بلغة جديدة لا يعرفها شاعر 
لا يدرى منها
أى شئ
----------------------------------------------------------

نبوءة
ستكون شهبا
ودويّا وهزيم رعد
لا أعلم متى ؟
ومخاض النيزك
الأمّ
لم تحن ولادته بعد
لا أعلم متى ؟
ولا أين ؟
ربما نارا
أو إعصارا
وأجهل على من ؟
أو متى ؟ أو أين ؟
إنما فقط ما أعرفه
ستكون شهبا ودوى رعد
جلّ ما أدركه من نبأ
ربما غدا
أو بعد غد
على مسافة ليلة
أو مسيرة
أقل من قصيدتين
من قلب البركان
عُربا على لسان هدهد
لا يُذبحن
ومن يدرك غائب هدهد
فى الخافقين
من زمن سليمان ؟
إلا بصيرة
ومن يخنث بنزغه كشيطان ؟
خلا الأحمق الوغد
ربما تصيبه ضربة
مما فى مكمنه
بتّارا وهو فى الغمد
فلا تقوم له قائمة
أبدا من شنآنه
إلا أبترا
مكبّا وجهه على نون
ينحر بين ما فى مغمده
وقلم،
وياله من حدّ
فلا نجاة ولا يُحط آنذاك
به خبرا من بعد..
-----------------------------------------------------------------

مهاجرا فى غواش القلب

كعهدى،
مهاجرا إلى الغربة
بهوية ابن البحر
لكن هذه المرة
حزمت السراب والغياب
وكتبت
 " ميراثا من بعدى  "
ليكن إذن الطريق لأنسى
من أكون وأجاوب
 أأنا أنا ؟
-----
حتما لن أعود إلى موطن هواجز
فى أرض القصائد
هناك،
فى هجرتى لا يعرفنى إيقاع
ولكنى أزرع من جسدى
على جوانب القصيد
المستحيل
ماضٍ فى المدى
-----
وعند مفترق الطرق
دوما أنطلق
حتى إذا بلغت مشرقا بعيدا
لا يُرى
عُدت ومُهر قصيدة
فى قبضتى
أسرجه فى عمق زرقة السماء
حتى ينطلق مبحرا 
من بين أصابعى
مفاتيحا وصواري
لغد جديد
للورى
-----
أنا آخر رحيل حائم
أمام جناحى الموت
أوهمه ويوهمنى
وبالطبع يعرفنى كهجرة
بلا جناحين
على وجه الأطلال
وهكذا يُفهم الأمر معى
عليك أن تستند إلى جدار المشهد
لترانى بين الظلال
أمشط خصلات لغة مطمورة
على غصن حرف منزو
مفترشا ذهبية قلادة
فى غواش القلب
مهاجرا
حينئذ ترانى
أخوض فى الخضم
صاغيا
فى حديقة خلف الزمن
مبهرة
-----
لم يكن هناك شيئا
خلا أنقاض تعلمنى
كيف تحملنى زيتوتة من مشرق اللغة
لأبقى على صورة القصيدة
حنينا
ومرثية مزهرة !
-----
لم أمت بعد
وما قلت من إنكسار الخُطى
إلا نذرا
معقودا ألوانا
أحيانا محرقة
بسراب تسامر الهاوية
بما لم ينبت بعد من كلأ
ليرعوا فيه  ! أدهرا
-----
وفى أقصى بقعة
من ساحة فصّ خاتمى النجم
شيئا فشيئا،
آخذ حفنة تلو الحفنة كل يوم
من رمادهم المهجور فوق الركام
أصنع خاتما مضيئا
وطيرا من لغة
أطلقها على المدى لواقح للغمام
وقطوف دانيات لمرثية
لم تحن بعد
وأنا،
فى أدنى بقعة من اللغة !
-----
بالأمس وسِفرى الأخير
وإلى فجر آخر مرتقب
أنا وهو صعدنا نطير
نشاركه مقعد الإنتظار
لردى الليل 
وظللنا نتجادل كما كنا دوما  
نؤول الصدى
-----
مكثنا أكثر هناك
يتبعنا الرعاة أسفل عدوتنا
ينتظرون شيئا تحتنا
بينما عنق الحقيقة
دوما فى يدى
سوارا من إبريز 
وعنبرا
-----------------------------------------------------------------------------------------------
أيتها الغربة

أيتها الغربة
السؤال لك أنت
نعم أنت أنت
وليس إلا أنت
متى ترحلين صوب التخلى
عن حلم متخفّ من سلالة الحقيقة
يقاتل صخب العواصف
رافّ على الروح
أيتها الغربة
----
أأنت أنا حقا ؟ أم أنت قدر الروح ؟
من أين تأتين ؟
وأين بنا وبك تذهب 
تلك الجروح ؟
لما أبعد من الأمس والغد
أم تراكِ فى البقايا تخوضين ؟
فمتى تشهرين للإنهزام راية ؟
ولم يبقّ منا سوى قوسين
لنضع بينهما اسمك فى القلب
أم تراكِ لأشلائه تقتسمين ؟
أيتها الغربة
  ----
أيتها الغربة
أعرف إنه ذاك الضباب
أعرف هذا وأعيه
وأدرك أكثر وأكثر..
أيضا عن هذا السراب
وستبددهما صيحة نوات البحر
برجفات الحلم القديم
وأمل خُطى فى إغماءة ريح 
وظلال غاضبة ألاّ شمس بيننا
بسكون منتظر عالق جريح
ينوء بحمله أفق سقيم
أيتها الغربة
فى السماء
----
أيتها الغربة
أو لا زلت تأسرين المدينة ؟
أو لا زلت تستذكرين أيامنا ؟
أو تذكرينا ؟
أو تذكرين أول رحلتنا ؟
أو تعرفينا ؟!
وكانت رايتك على أول الميلاد
فحملتنا الكلمة وحملتينا
وهى فى آخر رمق من نزعها
فى ذاكرة مآقينا
أذكري واستذكرى إذن النهاية
وذكّرينا بها أيتها الغربة
----
أليس كان إبحارا بنا إلى المنفي
والليل مثقل بمراثينا
أم لا زلت تصادقين الموت ثكلى
حتى تولدى
فى مآقينا
أيتها الغربة من جديد
كيف لا نهاجر إلا إليك
منذ أن غِبنا وغِبت فينا
وأنت الوطن
أيتها الغربة
---------------------------------------------------- 

لا شيء سوانا

أنا أنا

والحزن هو الحزن

وأنت أنت

وهذه اللحظة النائمة على أول العمر

ولا شيء سوانا

ننتظر نولد من جديد

ذات حلم

وقد غفا الزمن أوغاب عنا

فى يوم شجي

أو يأفل أفولا أبديا..
--------------------------------------------------------------
اسم حبيبتى!

وما زلت أنا القصيدة
والشعر كله
نائم فى القلب
مستدفأً بحبك
يذكرنى أنه منك
فلا أنساكى
وما زلت أنت الشعر
على لسانى
--
يقولون لغة أعين
إشارات وكلمات
وأجساد جوفاء
أشياء بلهاء
حسبهم تمتمات
بها يتشدقون
محبّون
مدّعون
كاذبون
أو قد أحب أحد قبلنا ؟!
أو كان فى حب مثلنا ؟!
-----
لا يعلمون أن اللغة كلها
تسرى فى دمى
من قبلة واحدة أرسلتنى شاعرا
ذات ليلة
لا أذكر أم حُلم
أنجبت لى وليدين
نثرا وشعرا
وشيئا من سراب ووهم
يسطون عليهما كل يوم
تُسكرهم كل كلمة
فما بالهم ولم أذكر مرة
اسم حبيبتى
والشعر غير نوره لم يضمّ
وفيه كل اللغات
خبأتها فى قلبى
لكِ ولى وطن
-----
وطنى هذا الاسم
هذا الاسم وطنى
وهل تُسأل الأوطان أين تكون ؟
وهل يشعر المحبّون
حينما ينتظرون
تحت ظلال كرمات كلماتى
وشموسا لا يرون
والريح تهشُم قلبى
فأنثره أوطانا بين أناملى
لهم على المدى
وأنى لهم وطن غير كلماتى ؟
المحبّون
وهل يشعرون
أن قصائدى فيكِ عذب المطر
ولكنّني
لن أمنحهم اسم وطنى
نهرا يسبحون فيه
أو يخوضون سكارى
لن أعطيهم جنسيته
مثلى
لن يغرسوا نبتة واحدة
على ضفافه
سأدعهم ينتظرون أكثر
دائما على حدودى
فما زلت أنا القصيدة
وأنت كل الشعر
على لسانى
 -----
ألا يوجد غير وطنى
لأحلامهم الضائعة
ألا يوجد  لهم من أوطان
تنمو في جسد غير جسدى؟
فلينادوا على الطرقات
على الأغصان
فليصرخوا فى كل آن
فى الصحراء
لن يجيبهم
سوى قصيدى الذى يأوى التائهين
فى حبيبتى
ويقبل مشردين
بين الكلمات
ظمأى فى قلب الضاد
----
كيف يحب الرخام ؟
أو ينبت شجر فى الأوهام ؟
بلا ماء
بدون اسم حبيبتى
لا يرونى حينما أسهد بين حروفه
حتى ترسلنى المزن فجرا
غيثا
وكثيرا ما ينتظرون
تحت ظلال كلماتى
موصدة دونهم الأبواب
لكنه اسم حبيبتى
ولست أنا المطر
فيستسقون ويشربون
ويعود البؤساء
من فورهم يظمأون
والمطر عنهم راحل
بلا غيم فى قلبى
سوى
اسم حبيبتى !
-------------------------------------------------------------
(2) كيف لا أحيا 
كيف لا أحيا فيك ؟!
وكل ما منى لديك
الروح والقلب والذات.. 
كل شئ 
وكل ما كان
هكذا أحبك وبذا أوقن
ما عليك يوما أن تقنعينى
بما لم يكن يوما
وبمَ ما بيننا كان
فكيف إذن
لا أحيا فيك ؟!
وأنا لك كل خاطر
وكل بيان
من روح وقلب وذات !
هذا عنى فيك
ويوما ما ستخبرينى
كيف حييت ؟
وكيف تحيين؟
وكيف أنت منى ؟
لا أعرف كيف ؟
ولا أدرى زمان
لا أدرك  كيف ؟
وأنت كُلك فىّ الآن !
تُرى من منا قد فارقه
إلى الآخر
الروح والقلب والذات  ؟!
تُرى أنحن واحد أم إثنان !؟
بالطبع،
مستحيل نعرف
وأنت هنا وأنا هناك 
فكيف إذن
لا أحيا فيك ؟ 
المكان والزمان
وكل ما منى لديك
الروح والقلب والذات
كل شئ  وكل ما كان
هكذا أحبك وبذا أوقن
أنى أحيا فيك
-------------------------------------------------------------

إعصار  
ما حيلتى حبيبتى
وقدرى أورثنى هذا الداء العضال
إبتلاءا،
خبالى مهووسين
بؤساء غارقين
فى خيال الأشعار
وأنت الحقيقة الواحدة
التائهة بين الأسفار
أطارد بها متلظيا
بين ألسنة النار
وحين أعود بلا مطر
أتذكر عينيك
فأهدأ،
وسرعان ما يهب
إعصار!
فأروّده فى قصيدة إليك !
-------------------------------------------------------------
على أهداب إبتسامة
أنلتقى غدا على أهداب إبتسامة
هناك،
ونسخر من طول الغيامة
لا فلنجعل موعدنا بعد غد
فلم تزل قصيدتان
لم أكتبهما بعد
فى كيف سنبتدي أو من أين؟
من أول غربتنا إلى صدفة
جعلتهم يلاحقونا
فى عمق القتامة !
-----
ربما حينها ألتمس لهم الأعذار
فلا تغلق دونهم أبواب
ليشموا رائحة الحياة
إلا الذين ماتوا عطاشى
وهم يتاجرون فى الوهم
بحثا عن إجابة
عن أنفسهم 
على حدود قلبى!
فأهديك من رفاتهم زهرة
ظامئة لعينيك
يحملها كنارى الفجر
 يغني لحبيبتى
-----
ولما لا ؟
وحبي لك لم يعطني إلا القصيد
ومنطقا لم يكن لى من قديم
إلا ميراثا !
ينابيع وقد تفجّر
عن ظهر قلب سليم
للسان شعر من الفرات إلى النيل
بين بادية وحضر
يسكنان عينيك
حبيبتى
-------------------------------------------------------------
غرباء على حافة الذاكرة 


ما كان في المقدور
ما يشتهون منى
والقصيدة تحتضر فى حلقى
تترنح إلى آخر رمق
إلى مجهول
منتظرة تولد باسمى
----
فليس من مآثرى
إلا أن أكتب نهاية وهم اللغة
أو أدع من ضلّ للتيه
كعادتى،
موليا ظهرى
ما كان فى وسعى
أن أعير الروح ليحيا طغاة
سائرين على دربى
أن أمنع مرور الزمن
وأن أتقي تُقاة
أمام ذاكرة لا تتحرر
إلا بالخنجر
----
وماذا أذكر من شئ
حتى أنسى ؟!
وماذا يوجد أمامى 
حتى أراه ؟!
ما من شئ !
وهذا الدرب الطويل
وتلك الملهاة
وقد لامست النهاية أسئلة وجروح
تليق بوجد الرحيل
وبصيرة نافذة
أمام أفكار ثكلى
طارقة رأسى
تغوينى بإنكسار
بجديد وهم
لا يعكسه فى العقل
تاريخ مرآة 
وألم قد عاقر جسدى
وقد نسيت البدايات الشريدة
وراء ظلى
----
ونفس الخطوات اللعينة
هى هى
تلغو فى دمى
وقصائد مرّة أخرى
عالقة فى فمى
ميلا وراء ميل
تتبعنى
مشوارا بعد مشوار
تلتهمنى
والغيم بين يدىّ
يداهمنى
يحمل بقايا ما لقى حتفه
منتظرا كلماتى لأطلقها
إلى منفى
----
هنا مازال شئ يستحق حياة
ذاك النسيان
العاصى على فهمى
أهدهده
على حافة ذاكرتى
لأنسى
غرباء عابرين
لأنسى
يوم أن حلّوّا فى الذاكرة
وما كان في مقدورى
إلا أن يكون الثمن دمى
ربما،
غدا أنسى كل شئ
إلا الحقيقة
وما كان من قدر
بالأمس
-------------------------------------------------------------
 أو تدرين ماذا حدث ؟ 

أو تدرين ماذا حدث ؟
إننى أحتفل
بإنتهاء ديوانى
على درب حزني
----
لكننى قبل ختامه
كتبت شيئا هذه المرة
فى عينيَّ أنا
أوتدرين لما ؟
لأخلد الحزن باسمى
خلا ثلاث معلقات
باسم حبيبتى
----
فاعذرينى اليوم،
مرة إن شيئا ذكرت
عن عينيَّ وكتبت
فكم فى تاريخ عينيك
ما كان،
فبهما أقتفى أثرك 
فى النور
-------------------------------------------------------------

سوار القلب
سلام عليك
أيتها الروح
أينما كنت 
تبحرين بشراع الصمت 
بلا وجهة
بوجع الإنتظار
فيمّمّي وجهك 
بسوار القلب
بأحزانك
حلّقى مع الملائكة
ابحثى عن الأمل
فى الملكوت
----
تُرى أى ريح سيلاقى النهار
والأنواء طوته
وهو جريح
ولا أثر لقادم يحمله صبح
والكروان غائب حزين
ولا مرافئ لذكريات
سوى شطآن
تركض بدمائها
من سنين
بلا مشوار
يجبّ الحنين
بلا منارة
سوى القلب السليم
----
أين الربيع
ولا هادٍ
ولا أحد يبكى اليوم
أجنة مؤودة
فى القناديل 
لا أحد يفهم أو يدرك
ولا يكاد يبين
ولا يستوى أعمى ولا بصير
والشئ نفسه دوما
لا ظل ولا حرور
ولا ظلمات ولا نور
لا تساوٍ
فى الأزل من قديم
----
أكواما كبيرة من ضجيج
فى عين الشمس
ضد النور
ضد الحلم الدفين
والأمل خلف الحجاب
متوارٍ فى أعين حور
تضفره جديلة وردية
فى رحم فجر من نور
----
وليس سوى،
أن صوتا لعينا يمضى
فى حدقتى وجود
غافلتين
بعباءة تخفي نفسا صائمة
تجمع الأجنحة النازفة
آبية أن تذبل
تهدر صمتا فى الرقيم
لكنها،
مشغولة برصد الذهول
فى أفئدة زهور
نائمة فى القلب
ومكنون الأسفار
على مسيرالدرب 
تغوى الحلم بأقمار
وشهد نشيد سماوٍ
لا يردده المساء حين يبكي
ليال مسافرة
فى لغة برية
على ضفة النهر 
بإنتظار نيزك هاوٍ
شهبا
على رؤوس الشياطين
----
سلام عليك
من سيلاحق آخر البحر
حتى طلوع الفجر
من سيكسو المروج ذهبا
على ضفة العمر
من سينسج حرير الأمل
بزيتونة الدهر
من يعيد هالة الأقمار
وبسمة النجاة
لأشلاء شمس إختفت
فى دم الحياة
وراء أغصان منتظرة
بُكورالحروف
تطرز تاجا للأفق
بفيروز يطال التاريخ 
وديباج براعم غضة 
أفنان فؤاد قانتة
أبِكارا
سبكها الابتهال
فى المآساة
بما لا تراه أعين ليل
فى شغاف روح
وطنها النور
---
سلام عليك
أيتها الروح المرهقة
أينما كنت
أبحرى بجناجى ملك
لأى جهة 
يمّمّي وجهك
شطر ملكوت الله
بسوار قلب متوّج 
بالذكر الحكيم 
أيتها الروح 
ألست من أمر الله
سلام عليك