سرماديا

سرماديا

جدارية هذا ما أذكره *****


جدارية
 هذا ما أذكره..
من أشياء عادية

من جداريات ديوان حدائق القمر
---- خالد العرفى
على غصن حرف منزو
-----------------
 فى أرض القصائد
هناك،
فى هجرتى لا يعرفنى إيقاع
ولكنى أزرع من جسدى
على جوانب القصيد
المستحيل
ماضٍ فى المدى
-----
وعند مفترق الطرق
دوما أنطلق
حتى إذا بلغت مشرقا بعيدا
لا يُرى
عُدت ومُهر قصيدة
فى قبضتى
أسرجه فى عمق زرقة السماء
فينطلق مبحرا
من بين أناملى
مفاتيحا وصوارى
لغد جديد
للورى
-----
أنا آخر رحيل حائم
أمام جناحى الموت
أوهمه ويوهمنى
يعرفنى كهجرة
بلا جناحين
على وجه الأطلال
وهكذا يُفهم الأمر معى
عليك أن تستند إلى جدار المشهد
لترانى
أمشط خصلات لغة مطمورة
على غصن حرف منزو
مفترشا ذهبية قلادة
فى غواش القلب
مهاجرا
حينئذ ترانى
أخوض فى الخضم
صاغيا
فى حديقة خلف الزمن
مبهرة
الحقيقة
-----------
الحقيقة،
لم يكن هناك شيئا
خلا أنقاض تعلمنى
كيف تحملنى زيتوتة
من مشرق اللغة
لأبقى على صورة القصيدة
حنينا وأجنحة
لمرثية مزهرة 
ظل الريح
---------------
 فى مدينتى
الموت جرعات
وظل الريح ينبح على المدى
أترك له من رداء الصمت
ما يتشبث بطرف أذياله
إن لم نحمل عليه يعود لاهثا
ونباحه فى الهواء هباءا سُدى
ظل الريح ..
رماد..
---------------
رماد موتى المدينة
على وجه الشمس
مبثوث فلا أراه..
وليلي لا يمضى
إلا على أشباح كلمات
تجوس فى هياكلهم
تقلدهم من الموت إنتظارا
والليلة ما زالت تغوي البحر
بكؤوس ملآنة إحتضارا
وأى شئ
وعين الروح مبحرة
ثمرة شئ
لا تعرفه المدينة..
مرثية
---------------
فى أقصى بقعة
من ساحة فصّ خاتمى النجم
شيئا فشيئا،
آخذ حفنة تلو الحفنة كل يوم
من رمادهم المهجور
فوق الركام
أصنع خاتما مضيئا
وطيرا من لغة
أطلقها على المدى
لواقح للغمام
وقطوف دانيات لمرثية
لم تحن بعد..
وأنا،
فى أدنى بقعة من اللغة 
بهذا أعترف
---------------
بلون الأرجوان
نضجا أحصد فى موسم الروح
زهرة أقحوان
بهذا أعترف وأؤمن
إلا نذرا
---------------
وما قلت من إنكسار الخُطى
إلا نذرا
معقودا ألوانا
أحيانا محرقة
بسراب تسامر الهاوية
بما لم ينبت بعد من كلأ
ليرعوا فيه أدهرا
رسول المساء
---------------
وريثما أرتب ما لى
فى نهار ساعِ بهمس صمتى
إلى رسول المساء
دوما،
أضع الفقد فى الخزانة
وأدع وراء ظهرى
ألم الذكريات
----
وهكذا أظل كعادتى،
أدرك ماقال البحر للسماء
فى سدول ليل غريب
يقاتلنى
على الكلمات
فأسقطه من ذاكرتى
عند مطلع الفجر
وأرجع متفقدا
ما كان لى
ومرة تلو المرة
يعود الليل منهزما
إلى السُبات..
بلا ذاكرة
نشيد منسى
---------------
تحملق الحرية فى حديقة كفى
ترمقنى منبأة من طرف خفى
بنشيد منسى
فى أغنية شهيدة
لا يوقظها إلا المطر
على أنصاب وتماثيل
لاتعبأ كيف صار الطائر مدينة
ولما غابت أسيرة سجينة
أبياتى فى المدينة
على مرمى البصر
كعادتى
---------------
كعادتى،
أعرف خط المطر
حين أرحل و يرحل
أعرف أن كل شئ ممكن
على هامش التاريخ
يمكن أن أحيا فيه وأموت
بشطر بيت مرسل
جندى أربض متأهبا
فى خط النار
لا أتوقف عن القتال
إجابة
-----------
تعالى نحن نسأل
فهم راقدون فى قاع جُبّ
مازلنا نرى وهم زالوا
ولا يكفى للإجابة تاريخ  
فى النهاية،
من يجيب ؟
والشيطان له الوليمة..
مهما يكن من أمر
------------------
على ضريح قصائدى
شاهد عظيم
أنى فى الهوامش والمتون
أكسر اللغة وأعبر الكنايات
أحيا منذ نطقت
العقل والجنون
لم نعد نحن
---------------
لا أدرى أنا
أم هُم
من احتضنته خميلة الموت
لم نعد نحن
كما كنا ذى قبل
بمرآة الشمس يُرى ماكتمنا
ترسله لهم
خيوطا من دمّ
يتساءلون دوما
ما الذى نبّأت به الشمس عنا
من أسئلة الغياب
ومحاكم تفتيش على كل أفق
رابضة كما السد
لا تفتأ،
أن تفرى عنا الجواب
موتى
---------------
موتى،
 لم يسقط عليهم
من قبل فى حياتهم المطر
ملقاة عظامهم ملهاة مندثرة
موصدة عليهم
أبواب الوهم
تائهون
بين الظنون والرجم
يتيهون
لا عليك،
هكذا لنا الوداع منفى
جبرا علينا لا اختيارا
وغربة فينا لا تخفى
وداع نتركه برائحة أزاهير
تعانقنا
تضمنا ذكراه الدهر
يترك لنا الكلمات الثكلى
ملّت عندنا بعمق النجوى
 مترملة المقام
بين دموع مرّة ودّم
-----
ألم أقل مَوْتَى
لا يرون الشمس جهارا
ويعودون القهقرى
وهي بين عينيَّ نهارا
مَوْتَى
غريب حقا
---------------
غريب حقا،
ألا يسرق منا مدى مجنون
الإشتياق
وصدى عمر يحكى
أن الوليد صار طفلا
والطفل صار طائرا
والطائر صار ملكا
والملك يحكم بين قصائد
ترعرعت ..
بلسان العرب أمدا
تحت سماء بلا صوت يحبّ
إلا صرير قلمى
هذا ما أذكره..
ابن الحياة
---------------
من سنين
لم يصل العُقماء بعد
عجموا.. لم يفهموا السّر
لم ينجبوا
لن يفقهوا جديد الولادة
أن مطرا ينجب على مهد الكلمات
وليدا لنا بين الضفتين
دوما سابحا
على بعد المسافات
نسميه ابن الحياة
كل مرة
نهبه لسر الحياة
ونظل نخفى فيه العمر
فى فمّ مخاض غد
حذرا من منفى الحلم
لوحة
--------------
لوحة لم أعرفها
لم أرسمها
بدمائى الشرقية
بريشة صخب عابر
ما به منى
سوى الضاد
ولسان من عقيق
وبضعة خطى فى الأسفار
تعانق روح الحقيقة
وما كان..
حد الزيف
--------------
  بسطوة حد الزيف
على رقبة طائر غريد
إصطلت الفراشات
فى شرانق الكلمات
ألقيت رمادها تحت البحر
والمطر مبتور
يشجب ويصرخ
مقطوع اللسان
أشياء عادية
------------
أشياء عادية تمضى كل يوم
أشجار تلاقى الموت
تنزف خضرها
باكية أرضا عقيمة
لتعيد شروق الشمس
لتعود للبحر ذاكرة الطفولة
لكنها،
أشياء عادية تحدث كل يوم
الأشجار تموت
تحت الصمت
غصنا غصنا. ورقة ورقة
أعود لأجمعها
من بين خريف الكلمات
لألقيها تحت البحر
من جديد
----
وهكذا،
مسيرة الحياة مبثوثة
بأعين الزهر أليمة
تنتظر موتا
خيوط العنكبوت
---------------
كان الفجر حينئذ
مغمض عينيه
بعصابة شتاء طويل
حينما رحلتُ
---------
لا أدرى
لا أدرى لماذا بكى الفجر
لما باتت الريح الرمادية
فى أعشاش البوم
محدقة فى براءة طفل
لا أدرى ماذا كان السرّ ؟
لما كانت خيوط العنكبوت
تسرى على وجه القمر
لا أدرى لا أدرى
---------
لا أدرى
ولم يصطحب الطفل
إلا وطنا لطائر
يطرز نشيد الحرية
رابضا يغنى صمتا
وحيدا
فى قلب الشعر
فسمعته البرية
فى عينيه كنارى وبلبل حزينان
لا أدرى
لا أدرى لما كان
وطن طائرالطفل
تحت بقايا ملهاة
وإنكسار مرآة
على حافة جراحات الليل
ورهبة مآساة
صرخ الطفل بجرأة
وبيديه شظايا نجم سرمدى
ململم من نور أخضر
ولمعة سيف ذهبيّ
-----------
هربت البوم الداعرة من البرق
كم كانت أعشاش الشياطين
واطئة
تحت ضجيج مظلم
مذعورة
من جلبة ضوء زهرة
بيد طفل يصدح
تفجّرت الأعشاش
تبددت
سقطت قطعا مظلمة
إنتثرت شظايا مهشمة
تحت قدمى الطفل
لا أدرى
لا أدرى شيئا
وقد لاكت أصداغ الليل
أمام الطفل
البوم
بطعم رماد الجرح
ينهشها بكاء الملح
البوم
صرعتها الزيتونة الخضراء
بسيف ذهبيّ
فى قلب الطفل
البوم..
فقرة من رواية شيزر..
------------------
لم تكن ردغة المستنقع الآسن تروق حمزة ! 
كثيرا ما رأى حيّات سامة تأوي إليه. كم نظر ثعبانا أسودا ذى جرس مصلصل، راقدا على حافته، فى حشاش جافة،  تضرب فى الأرض بجذور واهية يسهل قلعها. تفر فزعة، مبتلعة زعافها، أو تقطع رؤوسها. كانت مماليك شيزر أثناء الصيد، تشعل النار فيها، أو قاطعة رؤوس الرقطاء. قاتلة أسوده. كم رأى مثل ذلك أمام ناظريه، فيسمع تهشمه فى النار محترقا، لما فيها قابع من خطر تحت أقدام الخيل. تدوسها، تحت حوافرها، غير مكترثة. فتصبح  رمادا، أو تُحال دُهنا لعجائز شيزر ومرضاها، من برد الشتاء الرهيب..
------------------------------------------------------------------
جدارية نيكروبوليس
(أناشيد الحياة والموت)
----  خالد العرفى
- 1 -
 - ولوج -
----------------
"نيكروبوليس"
يا رسالة النار
فى قلب الوهن
مازلت أنا أنا
مسافرا فى بلاد التاريخ
رحّالا لم أعد
من ألف سنة
----
نيكروبوليس
يا برودة الموت
يا مولد الصمت
لن يكون
اليوم من جديد
-----
ها نحن
نحن فقط والتاريخ
نراوغ الموت فحسب
ننطق الصمت
بتاريخ تليد
تدنينا أيام وتباعدنا أيام
تجمعنا وإن تفرقنا
آمال وآلام
والموعد غيب أسفار
بينى وبين حكيم
نيكروبوليس
---
تلك الأرواح السابحة فى النور
ناءت بعيدا
وأنت يا "نيكروبوليس"
يا سجن الموتى
أتُراكِ نهاية
مردة طريدة
أمأوى فى القاع 
لأشباح شريدة ؟
أيا مدينة الموتى
أحياة لك فى الزمن ؟
وأنت سجينة مدحورة 
وتلك الأطلال منثورة
مُتلى عليها
البيْن والردى
من كهنوت
-----
"نيكروبوليس"
يا مدينة الموتى
والشياطين
يا ذات الإيماءت المبثوثة
تعاويذا
تلتحف موتا
ولعنات محفورة
بين عينىّ وثن
----
مازلت أنا أنا
مسافرا فى بلاد التاريخ
رحّالا لم أعد
من ألف سنة
أدوّن حوليات
ماضٍ بحد السيف
أؤرخ
لمن فيك إندفن
"نيكروبوليس"
أحمل العصور
وأطوى الدهور
أقرأ على أجنحة الملائكة
مرهف السمع
لنور سارٍ فى القلب
لهمس لم يزل
من وراء الزمن
----
لم يزل
غبار الأجداث ورفات الأحداث
وأسمال الموتى
والريح مخاض عاصف
فى قبضتى
جبال
أقرأها. أكسرها
أذروها. أجمعها
أغرسها أسرارا
أفكارا. منارة لناجين
أرسهما فجرا
ينير وجه الوطن
شرقيك يا "نيكروبوليس "
-----
نقطة. سطرا
وشما. أثرا
أعبرتاريخ الإسكندر
من قوس جدار التاريخ الأول
أفرده مدى
بين أناملى
جسرا بين وطن
ووطن
------
نيكروبوليس
يا هامات الزقوم
يا رسالة النار
لم يحن ِلها التاريخ ظهرا
مازلت أنا أنا
الزاوى لعمر
أقرأ على أجنحة الملائكة
أن لا أوطان
لا أوطان
خلا وطن هو الوطن
قبس اللا معقول
لهجرة
وراء الزمن
----
وحينما أأوب والسرّ
حاملين لك هوية الأرض
لون حقيقة
قد إنزوت مع موت
"نيكروبوليس"
تحت العامود الأول
لجدار تاريخ
فى الصدر
-----
"نيكروبوليس"
أنّى لى ألاّ أذكر
لحظة بدء
وفقد
وما من زمن 
-----------------------------
- 2 -
حكيم نيكروبوليس
--------------
حكيم نيكروبوليس
أيها الحكيم
فلتفتح لنا الأبواب
أعبر بنا الحجاب
آنسنى بالروح
الشقيق
بنور ممهورحقيق
فلننطق أسباب
الدم المهراق
بميقات غربة وجراح
وعذاب السطور
-----
أيها الحكيم
أين الطريق
هاهى شواهد الأخبار
وما بُعثر من أصنام 
على القبور
ما كان من أوهام
ما مرّ من أيام
وما مضى
من دهور
-------
أيها الحكيم
فلنجسّ الأرض جسّات
بين منكبيها
فلنمض للرحلة فى عين النهار
نحن بأولها
فلنوقظ الحيرة الغافية
بكف النار
يا حكيم نيكروبوليس
-------
أيها الحكيم
أين الدليل
والطريق مختف بين الأسفار
أو لعله فى الحزن الدفين
فى الآثار
------
يابنى
ذاك الشئ فى نيكروبوليس
تائه بجبّ
ذهب آخره أول الغياب
ولا قرب
يابنى
نيكروبوليس
لجة ظلام فى ظلام
قرّت بلا قرار
نيكروبوليس
-------
أيها الحكيم
لو كان لى أن أحيا ألف عام
كيف بنى
وهو قدر مكنون
عبرات تائهة
فى آخر الجفون
معذبة على حافة وصال
تلك العيون
-------
أخبرنى إذن
كيف أحيي التاريخ ويحيين
وأنت حكيم
يا بنى
إنه التاريخ
دوما يترنح بين السنين
ماض بعيد وزمن مديد
دهر من صمت
طويل زخيم
نعم أيها الحكيم
أعرف. أعرف
ألف عام فى المحبس
رهين
تاريخ نيكروبوليس
رميم
------
وهل ستحكيه شعرا يا ولدى
ومن يتب عن شعر يا حكيم
إنهما فى قبضتى
التاريخ والشعر
أسجل بالسيف
من قديم
------------------------------
 - 3 –
الكاهن تيسيان
----------
أيها الحكيم
ما هذا الشاهد
يا حكيم نيكروبوليس
أتقصد نثار قبر المدعو تيسيان
بلى هو ذاك
ذاك ساحر. كاهن. ذرّ
خذ إقرأ. قصة أسود الكهان
تلك صحيفته. أول من خان
-------
كم طرق أبواب
لغوان
كم تمطى
كما أفعوان
كم فرّ وأفك
فى السرّ
ماله بين الحق والباطل
فرقان
على ما ذكر
تاريخ "نيكروبوليس"
منقوشا على الجدران
-------
أخبرنى أكثر عنه يا حكيم
يا له من شيطان
لم يسلم منه أحد
الرجيم
من حقد وحسد
الذميم
أنظر النقش. هاهو الوسم
كمد وأغلال قنان
أصفادا بلا أثمان
-------
ألم يغنِ عنه من شئ
 أيها الحكيم؟
لا يا بنى فى النهاية خبيث
الكاهن اللئيم
رُّد إلى هوان
مقاد إلى مقصلة التاريخ
المدعو تيسيان
أنظر هاهو حفر ناطق
أعلى وتحت الجدران
قصة كاهن الكهان
طوفان عهر وخذلان
تيسيان
فى نيكروبوليس
-------
إلى أين نذهب بعد ذلك
أيها الحكيم؟
إلى أين تأخذنى فى إثر الخطيم
فلنمدد خطانا أبعد جدارا
بعد خبر تيسيان
فلم نقرأ التاريخ بعد
لم أرك غيره من كهان
فى نيكروبوليس
-------
أذاك معبر مأمون
بلى بنى. هو كذلك على اليمين
الكاهن فى عذابه
تيسيان سجين
شبحا مشدود الوثاق
بين رأس مقطوعة وروح ممنوعة
والسجان باق
غيم ماض مهترأ
مثقل دفين
فى نيكروبوليس
-------
يا بنى
ستسمع وترى أكثر
من أسى الأرواح
وأكثر
بعد العبور لجدار ثان
فى الظهير الواهى
والمدينة براح
إذ الرقود فى نسيان
مثلما تيسيان
ستسمع وترى
أكثر وأكثر
كلها فى الأسفار
على أعمدة وجدران
أعدك بنى فالتاريخ
مكتظ ملآن
من ماضى الزمان
فى نيكروبوليس
---------------------------
يا نيكروبوليس
يا ملجأ الموتى
من بنى الشيطان
أيها اللاجئون
للمنفى
أين تذهبون
لا تكونوا كبنى إسرائيل
فتقولوا ما لونها..
الخطيئة
-----
 يا بنى..
الوصايا طويلة
هاهى غير منقوصة
إقرأ يابنى

إقرأ التاريخ
إقرأ إقرأ  
على شموع جراح الليل
هاهو ذاخر موفور
نشيد
طويل طويل
الحقُّ يا بنى
صدق السيوف
حيّ فى الأسفار
-----
ماذا تزود عن ذاكرتك
يا حكيم
يا بنى ليست ذاكرتى أنا
إنما هى هاهنا
محفورة
من العصر الأول
الفارس لم يترجل
يزود بالحسام
هويات مفقودة
وخديعة لم ترحل
شِرك
محجور منذ زمن
ولا أمل
إلا فى جهرة الحقيقة
لا مُناك أيها الشيطان...
-----
قال راوون
أن ابن شيطان مبتور
فقد هويته
خلف جدار من جُدر التاريخ 
سجين بحدّ السّكين
والمصارع قانتة
فى كنانة فارس
عند آخر حافة قصيدة مهجورة
محلقة
بين أنامل كلمة
فوق قوس نصر
لجواد مستحيل
طائر
ولا هروب لابن شيطان
من الردى
-----
يا بنى
هو الفارس
وذاك هو
ابن شيطان ينتظره الموت
بين دفتى حرفين
على عالٍ
يريد أن ينقض
قاب قوسين أو أدنى من ذلك..
-----
أيا سائرين فى الدرب
طهّروا الأسفار
فقد أمنحكم يوما نقطة دم..
بدلا من"دمعاتكم"
لا دموعكم
تروى شجرة زقوم
فى بيت عنكبوت...
----
أتقرأ يا بنى على قوس الفارس؟
أم أقرئك من أسفاره؟!
هاهى مقبوضة
من البيت الواهن
لابن شيطان ..
من سنة إلى سنة
مدارك ومدارك..
----
أحملها فى كفّ المنايا
خضرها دمّى أنا
مجدها
أقبضه من أنفال الرحيل
أرضى
نار ونور
وطنى فى خطى المستحيل
قبس تاريخ
ليس له مكان
فى فراغ
الهزائم
فى جوف إبليس
-----
يا بنى الشيطان
يا نبت النفاق
يا بنى إبليس
عاقرتم دماء الحيّات
كؤوسا وأقداحا
وأزهرت الدوحة
أياما وليال
خضّرت ذاكرة الشمس
قواسا وبراحا
ها أنا أُزّكّى يوم حصادى
(العُشر ونِصف العُشر)
من قصائد ألقيها لكم
تحت ظلال سيف
وكنانة بطول الأفق
ولا تدرون
"وإنما الصدقات .. "
فعوا!
فهى صدقة من الصدقات
أن نقطف رقابا
قُربة لله
-----
يا رداء إبليس فى الأرض
يا بنى الشيطان
يا بنى هوى النفس
سيروا. تيهوا
ابحثوا
فى دروب الأرض
أربعين عصرا وعصر
فلا قبر لك
ولا نبض
إلا إذا جُدنا بشاهد !
لنا نصر
فما لموتى نورٌ
ولا يومهم له طلعُ
إلا من دماء إبليس
ولو عشتم الدهر
أعمارا وأعمارا
----
يا بنى الشيطان
يا شطر بيت واهن
سقط من "هويات نبت" النفاق
لابن شيطان
على ما أظن
على أرفف نِسيان
أما من أسماء لآبائكم؟
أما من نسب؟
أم أعاجم النقاط على جُدر الوهم
أظن
يا من لا أمهات لكم
إلا خطوب
ورحم مَنايا
من سلالة إبليس
حينما لم يسجد لآدم
وذات يوم أو ليلة فى مياسم زقوم
بين أوراق النار
الخطيئة
-----
ابحثوا عن هوياتكم المفقودة
وأسمائكم الملعونة
تحت أشلاء جثث
فى شطر بيت مكسور أكتبه
مجرد خاطر عابر
ينبت ريحانة
تطّهركم
أو تطّهروا بسيفى..
فوطنى لا يمنح الهوية
لأبناء الشيطان
إنما هويتى
بين ريحانة وسيف!
---------------