سرماديا

سرماديا

ديوان عناقيد الروح - كامل


قصائد
 ديوانى
 عناقيد الروح * لآل
--------------- خالد العرفي
وفى دمّى الشّعر يبكى- لم أعرف - يا أنت - الفجر الذي ذهب - أتذكرين - نسمة ذكرى - ويتلألأ الحنين - كلما أردت أن أطير - البحر الذى يغنى - أنا أذكر - أين حبيبى - بلاد الروح - رحّال - أرخت زمامها - مجرد همسة - مقام الهوية - للصمت صوت - بين الأندلس وقرطبة- لأنى تذكرتك- أنظم من الحزن- كما كنت دوما
وفى دمّى الشعر يبكى
------------------
أن ألقى السمع لصوت أسى يكسر خشوع الليل
يسائلنى عنك
ولا إجابة  من صبح
عذاب
----
مرارا جربّتُ الصوم
عن السفر 
لبلاد الشّعر فى عينيك 
أتعلمين ماذا حدث
القدر ولا سواه
دوما كان مغرب سنابلى
قصيدة تائهة  
فكيف أصوم 
وفى دمّى الشّعر
شمس تبكى
----
أخبرينِ كيف أعرف  
لغة وجد قتلنى 
ألست أنت الشّعر 
يا أنت
الوجد فتّح السنابل
شوقا
-----
ولا يبقى إلا الحلم  
شريدا منا
تائها
نتسائل ألم نتقابل  
قبل هذا اليوم 
قبل أن نكون روحين
عند الشّعرى
أو الثريّا
------------------------------------------------------
لم أعرف
----------
في الطريق 
إلى ضوء النهار لكوكب بعيد 
شهقة شوق 
أكبر من نجم 
لا يسكنها إلا وجهك على أفق الكون 
لا يغادر ذاكرتى 
منذ كنت 
ولا أعرف
-----
كان لابد أن أكون شاعرا 
لأصف هذا الحب 
لكنى لم أعرف أبدا 
كيف أقرض ديوانا للوجد 
خذلنى بيت واحد
من الشّعر 
خاسر أنا 
إلا من تسديد الحزن
أنهارا من دمّى 
كثيرا كثيرا 
سددت حبّا
يا أنت
---------------------------------------------------
يا أنت
-------
ماذا يثير ضياء الشمعة 
يا أنت 
ألست من زيتونة نور لتعرفي 
أظننى أفهم 
أيتها الزهرة 
كيف يخلد القصيد إلى الشجن 
حينما 
سرقنا الطير مهاجرا  
فلم نعرف
كيف هو اللحن 
لأمنية يوقظها شعاع  
لتبتسم  
فى ضياء شمعة
بين كفيّنا
------------------------------------------------------
الفجر الذي ذهب
------------
يحكى في أرضى
على لسان زهرة  
عن الفجر الذي ذهب 
فى المستحيل
مستطلعا
يتسائل ألم نلتقِ  
في هذا المكان 
أنا والشمس 
موجتان 
فى بحر ما مضى 
من عمر
----
فى طريق الجرح الذى يرعف
سحاب
يشقّ زرقة سماء النهار
بقصيدتين للشمس
من لازورد
بإبتسامة ضحى وردى
هذا هو اللقاء 
يدعوني فأجب
----- 
تتسائل فى ومضة ألم ترنِ 
أنا لن أنسى 
هذا الحلم
يا ابنة السماء
----
نركض صوب مخمل أسطورة  
صامتين
أنا
وزرقة السماء
تحكى 
عن الفجر الذي ذهب
باحثا عن سراج حلم
فى عينى محال
ولم يعد
من رحلة حنين
---------------------------------------------------
أتذكرين
----
أتذكرين
أتذكرين يوم أن تقابلت
على صخرة  مرفيء 
نبضات قلبينا
بثانية مسروقة  
من نشيد الصمت
أتذكرين  
يوم أسكناها  
لحظة ميلاد لغة عالم آخر 
شمسنا 
أتذكرين كم ثانية  
تبقت منا
للبشر
--------------------------------------------------
نسمة ذكرى
----------
مرتان. ثلاث
الموت مرة واحدة
والحياة محال
لصدفة لا تأتى
وبدائع القدر لنا
مكتوبا يسرى
----
الموت مرة واحدة
قبل أن يسألنى متى أعود
فى لمسة يد
أو فى غربة حزن
شروق قصيدة
على جسد فان
----
وتجيب عنى
دمعة تتكأ على نسمة ذكرى
تاه عنها
عنوان الفجر
قبل أن يسألنى شروق قصيدة
متى أعود
من غربتى
فى رحاب صدى الروح 
ويجيبه عنى
دوواين مختومة بمسّك 
عناقيدا
تضوّعت شّعرا
بعنوان الفجر
---------------------------------------------------------
ويتلألأ الحنين
----------
آه يا حاضنة النيل
يا صحبة الطريق
تاه فى بستانك الناجُّون
ولا ناجٍ من هواكِ
بعدىَّ
------
فلا تكترثِ
فما زلت أجمع للتائهين
عناقيد النور
أسبلة على الدرب
لعابرين
خبزا من شّعر
من بين يدىّ تاريخك
قِطر جبينك
يا بلادى
---------------
ولا دليل
فى وادى السنابل الفسيح
إلا ما أعرتنى أندروميدا
من نجوم جبينك
يا بلادى
----
وبشراع نهر لا يموت
غزلته حورية
أبحرُ
بين عينيّ من يقاتل حنينا
فارسا للشوق
لايزال هائما
فى بريّة الشّعر
---
وسرعان ما يتلألأ الحنين
فجرا لبلادى
عناقيدا وعناقيدا
من نور
قطفتها من فؤادى
الأقمار
فى ذكرى حبّ
لا يتكرر
بك يذكّرنى كل ثانية
يا بلادى
------------------------------------------------------
كلما أردت أن أطير
-----
 أذكر أول قصيدة
ذهبت فى الزمن مهاجرة
وأذكر
سرقة جناحيّ بقُبلة
سّرا
وكلما أردت أن أطير
بكيت
فينبت لى بيتان
من شّعر الغربة
أحلق باحثا عن وطن
بفؤاد
بالدموع شوقا توضأ..
------
وما أحببتك إذ أحببتك
إلا قدر
أربعون عصرا وعصرا 
يغشانى ما يغشانى
سائلا أين الطريق
أين المفر
---
أعترف
أنى والشّعر فى أحجية
طلسم أسطورة
ليس لها حلّ
----------------------------------------------
البحر الذى يغنى
 ------------ 
 أهكذا يولد الشّعر
ربما
ربما فى رعد كلمة
عابرة سبيل سؤال لا أجابة عنه
من نكون؟
ربما فى سهر المساء
على شاطئ غريب
تحت سفح جبل
ربما
وربما فى حب مسافر عائدا
ولم يصل
ربما
-----
لا أعرف الشّعر كيف يكون
فى ظل الروح
ربما فى ومضة نبتة شهيدة
ربما
وربما لا إجابة
السؤال :
أيكون الشّعر صوت الغريب الشّريد
فى قلب وردة
ربما
وربما لا يكون
ربما
----
حسنا،
الشّعر عرس
على أغصان شمس عذراء
وربما الشّعر يكون
صفد النجوم الغائب
بين نهر وبحر
لا لا
الشّعر شقيق قصيدة جنون
من همسة نسمة
ولا أظن
-----
ربما الشّعر يكون
موطن الغرباء
على حافة مروج
نقاء السماء
ربما
وربما قيد اللارجوع
للروح من وهاد الصمت
ربما ربما
----
وربما الشّعر كان طفلا
حينما
روى الليل للنهار
كيف أنجب الماء
الأسرار
وعن حكاية المطر الموشاة
وعن الرعد الراحل
على جناح قلب
سُدى
ربما هذا هو الشّعر
وربما منفى الغناء
ربما ربما
----------
وربما صار الشّعر شّعرا
والنجم وليدا
حينما بات الوداع 
فى بلاد  بعيدة
أسيرا للدموع
ربما
وربما حياة الحقيقة الخضراء
لإزهار كلمة
ربما ربما
----
أربعون عصرا وعصرا
ظللت
سائلا ما هو الشّعر
تائها وحيدا
ويغشانى ما يغشانى
من جمال الموت
فى صدر البحر الذى يغنى
حاملا أريج زهرة الحزن
تهمس لقمر
قصيدة ربما
-----------------
أنا أذكر حبيبتى**
---------
رأينا القمر يركض
فى خضر محال
ألا تذكرين ماذا قال؟
ألم تكونى معى حينما فتّش السنين
منقبّا عن حبّ
قال سأمنى الإنتظار
وليل اليأس
يلتهمنا
فأهديناه جواد الريح
فانطلق من عين الشمس
وانطلقنا
أنا أذكر حبيبتى
ألا تذكرين هذا القمر البارق
بين مهجتينا
-------
ألا تذكرين عودة زهرة البحر
من أرض الفؤاد
مكلومة بالغروب 
سألناها ماذا جرى
قالت جفّ البحر
فى عرضة جرح
الصبح لم يأتنى
فوهبناها بحور الهمس
من يومها
صارت الزهرة دوحة
والدوحة غدت من الشّعر جنة
أنا أذكر حبيبتى
ألا تذكرين زهرة البحر الباكية
فى مقلتينا
-----
كيف أنسى
كيف نطق خيال العاشقين
من السّراب
حينما رآنا
وكان لا نهر ولا سحاب
فأغثنا
شرب الظمأى
وسقوا عطش الحكايات
تطهروا
وتبرأوا من الإسم
فلا عشق قبلنا
ولا وسم
أنا أذكر حبيبتى
ألا تذكرين خيال العاشقين الظّمِأ
لحكايتنا
--------------
ألا تذكرين حبيبتى
برقة القمر وحزن زهرة البحر
وحيرة الخيال
ألم نرهف سمعا بسمانا
لحديث الصمت
أنا أذكر حبيبتى
أتُراك نسيت ميلاد الشّعرالأول
يوم أن نطقنا
ومهدنا بالشمس
أول ما طرنا
أنا أذكر حبيبتى
أبدا لم أنس
 --------------------------------------------------------------------------
أين حبيبى 
------------
قبل ولادتى
على مسافة قصيرة
من النداء الأخير
والحلم يتوهج في جانب مواز
غير مبال بمطر
كان مصرع الخُطى
عند مصبّ كرمة دموع
بعد أن كتبت على عجل
على حائط المساء
أين حبيبى
-----
لا نشيد سيدّعيه طائر غدا
وذاكرة التغريد
فى الغياب
فلم يكن سهلا الحفاظ على لحن
فى ممر رؤى
إرتدى معطفا طويلا
من ظلّ الظلام
---------------
قبل الهجرة إلى الصمت
أعرف طائرا تبع الذكريات الطويلة
ليزور الحلم
رُوى أنه إحترق
فى خطفة ومضة برق
فى حديقة الإنتظار
 من رفاته ولدت أغانى الطيور
عن زرقة الغياب
وموسيقى العشق
----------
وأعرف كوكب الذاكرة البعيد
فى حياته الأولى
حارسا جسد النسيان
فنبّأ عنه هدهد
وكان الشّعر يومئذ
فى السماء وردة
قبل أن يطير ويكبر
مع المطر طفلا
وعلى لسانه النداء الأخير
وحلم يتوهج
غير مبال بمطر
ودموع الخُطى
تحتضر
بعد أن كتبت على عجل
أين حبيبى
-----
لولا مصرع الخُطى
ما عرفت
حكاية الحلم الذى توهج
وكيف وُلد الشّعر
فى حريق ضوء
بضجيج ليلة مطر
غريبا
يجوب سائحا فى مدن
عينيّ زهرة
-----
بلاد الروح
-----
أنا من تلك الأرض التى يقال لها
بلاد الروح
يقطعها الرحيل فى سنة
مسيرة لحن آخر وداع
ممتطيا العمر
----
فيها الذكريات
تولد أزاهيرا
 بين أغصان أبيات الشّعر
أنا من أرض سماؤها
قناديل
من هديل يمام السحر
وفى أقاصيها زيتونة غدير
عين
يقال عنها العشق
----
أنا من بلاد لا تُرى
إلا فى قصيدة ضوء
على جدارحياة
تهدهد بنات أفكار الصمت
بقبلات
فى ظلال ما لم يأتِ
-----
أنا من تلك البلاد
التى يجرى فيها البكاء
أنهرا من نجوم
بين راحتىّ محال
يقول عنه المسافرون
اسمه البحر
---------------------------------------------------------------------------------
رحّال
----
عندما تستحيل طيّات الحلم
فى الفؤاد إلى نور
أراك
فى قدم أسطورة
ساطعة على وجه النهار
طائرا يملأ جناحاه السماء
ضحى
دوما أراك
صبوات تنادى عمق صمت
رحّال
بين حنايا الحياة
---
فى عينىّ النهار
الظلّ الممحوّ على الحدود
من قديم
وإرث جمّ من الحياة
يناديك
للنهوض
--
فى عمق الروح
بأريج مسير طويل
ذهبيّ
أراك
كيف لا
والنجمان مضاءان
بالإيمان
يرهفان السمع
لنبض الحق
للصفاء
قنديلان
----
أراك
والأبواب مصطفقة
ضد نشاز الظلام
بسيف وعاصفة كلمة
على شعاع مسافر
مسافات
فى زمرة الهمسات الهاجعة
مسيرة ميلادات
فى بداية أسطورة
فى أدنى طرفها لآل
وفى أقصاها ما لا يقال
إلا بين أرواح
لحظات
---
أيقونة ميثاق وعهد
إسمانا
ممهوران بسلاسل صبر
وخطى النهار
على وجه المجهول
والظلّ
والميثاق والعهد
بيننا جبلان
---
أنا وأنت
شئ لم يحدث من قبل
قبل أن يسمى شئ
أسطورة من قبل
ويكون مستحيل
أو محال
----------------------------------------------
أرخت زمامها 
-----------------
  أرخت زمامها نظرتنا
لينسل السيف
على ذى ظلام
أسودِ
---
أعزل الدمّ هل لك منه بقليل
فحرام أن تحيا
ووجهك منه
بمعزلِ
---
سنجعل لك إسما تعرف به
و كنت قبله
و ما زلت بلا وسمٍ
مذبلِ
---
أغراك طول الحلم
غير دار
أنه صبر على معتوه
سفيهٍ مبتلِ
--
يمين الله
ما بنا من عماية
إنما طول أواهة هبة
والموت لك
منجلِ
---
ذو الأمراط
أحصينا سفاهته
يظن أنه بهارب مما له
بمُفصلِ
---
سيأتيك موت
مُحيق بك
غير مُعطل
أو مُرحلِ
---
لن ينفعك شئ
ولاستار إبليس
يسبق إليك منا الردى
من علِ
---
إليك ذو الليل
سنريك سوادا
نسكنك فيه عضوا
بكل منزلِ
---
لا تجذع ذا الأمراط
إنما
حصيد يديك جانٍ
مُصيبك معجلِ
---
دق رأسك بشق
أو كهف 
تُنزع منه بسن شعرة
برأسك تُكللِ
---
نِمْ الآن وأهنأ قليلا
ثم غدا إرتقب
من قبل آتٍ يأتيك منا
عال مجندلِ
---
أرخت زمامها نظرتنا
لينسل السيف
على ذى ظلام
أسودِ
---------------------------------------------------------------------------------
* مجرد همسة *
------
ونجمى هادٍ إلى القريض
بين نور ونار
فى شروق همسة ضوء
كونا بعد كون
بقلب جوهر
والليل يقرأ
---
مستعرا بظلامه
على قلب أخضر
متلصّصّ
الليل الأبتر 
----
تحت همسة ضوء
ممتدّة الجناحين
بغير إنقطاع
قايضنى الليل
من جنون مسّه
 ولا يفقه
لأهديه من الهذيان
أنهرا من عجب
ومن الجنون 
بحور شطط
فى وادى جنّ
الليل
من النور فارٍ 
يهرب 
---
والمعاني مرتقبة
على شفاه مُرّ 
نضجت فى جوف
أمرّ من
ريح الحنظل
---
ألوانا من ظمأ
وعناقيد جوع
فى طريق السفر الطويل الطويل
زادا ومِيرة
إلى طرف ظلّى
مطايا لليل فى كل فجّ
لظلام يعشق
----
لك كل ما تريد
من سيف النور
لتكون علما فى الأدب
بطرف إصبع
سأزيّنك أيها الليل
وعدا كيوم زينة فرعون
عليك لن أضنّ
إن ظللت ليلا
وعدا مردودا لموعد زينتك
وعدا لن أبخل
----
أبشر أبشر 
هدية منى أيها الليل
أن تختار
بين حد من حدود سيوفى
فى عين النهار
أو نصل الخنجر
-----
وما زال الليل يقرأ
تائها
فى وادى جنّ
وأنا منتظر
بسيف الردى
فى عينيه محدّقا
متعجبا لنحره
شذرا أنظر 
----
ها هنا بين القصائد
وقد تركت له من الحزن
كرمات وكرمات
ومن الكمد
عريشات وعريشات
أحاطت به
وألهو متروّحا
أهبه دما لوجهه
ليل شائه
لعل يكون له إسما
غير
ذى كبد أزرق
الليل
---
ومن أنين منتصف شغفه بمِرآة
فيها يرى
الذّل متلظٍ
فى فصولى الأربع
وشفيف أمر فحسب
دروبا على حافة
وادى عبقر
---- 
يواصل السفر المرير
من جديد
كظلّ
إلى تيه المِرآة
ترياقا لمُصرع
تسبقه إليه عين الذهول
يسترق نظرا للمجهول
فى همسة ضوء
من قصيدتى
الليل
يقرأ ويقرأ
---
وكم غلّ
وما زال من قريضى
الليل اللصّ
متسللا يسرق... 
-----
بلا عودة
ولا أركان من بصيص فجر
مثقلا بالسؤال
عن نهار
وقصيدتى نجم ليست له
فى عالم آخر
مكتنه
فى كفّ الريح  
الليل يقرأ 
---
أين النجوم متسائلا
والقمر بدرا
فى السماء مستوٍ
بالمعنى 
من قصيدى على غصونه
يُنبئ ويتحقق
----
قصيدتى همسة
تذوب عشقا لمعنى ياقوتى
بطول أحلام
نسمة شمس
ورقة مرمر
صوت همس
وجه قمر مهدهد
لزهرة
بديباجة لحن
فى نور فؤادى
غائبا
فى عمقه الليل
يغرق ويغرق
---
بلغة البحر وحرف السماء
من البيان
ومستحيل المنطق
وحينما أريد فهى الإعصار
وجبال  النار
عاصفة بليل
أو نهار
حرفا أرمى بحسب
من مجمار
سهما يقتل
أبدا
لا يُخطئ 
---
لا يخب موضعا لمرتعد
فى سمّ خياط يطال
مختفٍ من بارقة
محاولا من الموت
لعلّه ينجُ
أخشى أن أفرد جدارية
أو ديوانا
لسام أبرص.. 
لعلّنى أو أرانى 
أفعل ممّا عددت له
من ذيول
أفصلها له فى هنيهة برهة
وممّا أحصيت له
من شقوق
حتى بقايا رأسه..
----
مختبأ الضبّ
والرعد جبّار
وإن يحذر الضبّ
غدا فلسوف
فى جحره يُحرق
-----
منذ أن كان الكون فى مهده
فى همسة ضوء
لقنديل وليدا
وأنا أجمع للسماء
من زرقة الموج
لونا جميلا
ومن خضر الأفنان ومن أترابها
 أحلاما ومنارات
لكل سبيل
ولضربة ريشتى
كل معنى 
---
قال النهار أن طفولة الليل 
كانت مشرعة إلى مجهول
حينها
وفى وهم السراب
ونسيج موتور
الليل ساربا
 كان يقرأ
---
لا يرى النور
وهو مسافر غائب مبتور
عن طرف ظلّى
بعيدا بعيدا
بمنأى عصور
لا سبيل للشريد التائه
فى غيّه
والوجود كله من دهور
ما أجمله
عمّا سلف
يسامرنى  وأسامره
-----
وفى همسة ضوء
من قصيدتى
عن (الجنّ والجنّة والجانّ)
ووادى عبقر
أجول به هنا وهناك
الليل ليتعلم
والقادم أزهى
وأزهى
ليقرأ عن نهار ما سمع عنه
 فى همسة ضوء
من قصيدتى
لم تُرى
الحجرَ تُنطق
---
وتخلو المَثُلات ومنها آتٍ
عن الهلاك
لغىّ الزمان
ومن الموت حرفى مختلف ألوانه
أسود وأصفر
ولما لا
وقد محى الله آية الليل
وآية النهار للعالمين
فى الكون
أضحاها وأبصر..
 -----
مقام الهوية
----------
أى شّعر يكون فى زمن الفتنة
والنقمة لعنات
تنهش جسد وطنى
هاوية  وهاوية
والجهل لغات
أى شّعر
تحت عمى الدخان
وصوت السلاح
دسائس ومكائد
دمّ
والتاريخ لا يُقرأ
أى شّعر
إلا الأمل
مغروس
فى قلب اليأس
أى شّعر يكون ذاك
يا وطنى
لك فى المحنة
-----
لعلّها لعنة الكلمات
رصاصات
وغفلة العقول
نظريات
وتنطق محنتك يا وطنى
عواصف
لعلّ بيت القصيد
دياجير ومؤمرات
مسافات مختفية
غلوا 
تأخذنا إلى عالم آخر
بلا راع ولا رعية
وتتكالب على قصعتك
أكلة وأكلة
كائنات
يا وطنى
----
الله يُوزٍع بالقرآن
والسلطان
ما يشاء
وإنما الضمير
والوطنية
نور دّين
وجوهر حكمة
نجاة 
الوسطية
ولا كلمة ولا شّعر
بيان
سواك يا وطنى
---- 
الدمّ السارى
فينا حياة
بين صلب التاريخ
وترائب الحقيقة
مقام الهوية
أنت يا وطنى
------
إنهض ياوطنى
إنهض
وطنى
كيف تنفيك صروف الدهر
هكذا،
إلى لا تاريخ
إلى ليل    
وما وراء مجهول
أيها الوطن
----
أو حزن وأسى
هكذا،
كل يوم
أو إلى أبد الدهر
الليل
عليك يطول
آنا بعد آن
عاما إثر عام
بين شفتي أمل
وآلام
لاتنصرم
ولا بشارة
أيها الوطن
كأن لا شئ يزول
أو يُرى
----
يا وطنى
من يبتهل يتلمس دعاء
فلا الأرض بأرض
ولا السماء بسماء
الأمهات ما بأمهات
إلا بأجفان مزقتها
دموع وأنواء
وأعمار لازالت معلقة
منتظرة بالغصون
أيها الوطن
----
تعذبت سنون وأرواح
ما عادت تترقب
أملا
سوى القتل والجراح
والأسف مسجون
عليك يا وطنى
أين تاريخك
أين نور الفجر
أين جذورك
والأصول
 أين منك ذراعاك
أين تحتك قدماك
إنهض ياوطنى
ما كنت أبدا
مشلولا
----
وطنى
كيف تنفيك صروف الدهر
هكذا،
من بين أيدينا
إلى لا تاريخ
إنهض إلى نهار
أطلبه حثيثا،
أيها الوطن
إنهض
ياوطنى
  ------------------------------------------------
للصمت صوت
-----------
للصمت صوت
بين الأرواح
أحاديث نور
لغة براح
---
بين ذهول ورهبة فقد
للصمت صوت
فى العقل والروح
إحجام وإقدام
بين نور ونار
حينما يتكلم الصمت
لاصوت لشئ
لا معقول
----
للصمت صوت
يطوى البعاد
لا شئ مع الصمت
إلا عقول
----
مستعيرة الصمت
هذه القلوب
كل محاولات الظلام
لا تفيد
مصابة دوما فى مقتل
بفشل ذريع
تختفى من الموت
خشية تثقفها
حيرة مربكة
غائب مجهول
----
للصمت صوت
يواصل العبور
للصمت ملامح
فصول وفصول
تهدم مسافات
تشيّد الجسور
لا لإنس ولا لجان
منطقها
لغة أرواح
كما الجنون
----
للصمت صوت
بين إحجام وإقدام
أمور وأمور
أحاديث وأسمار
تطوى البعاد
الصمت
لا يعترف بزمان
الصمت
لا تحدّه حدود
----
للصمت صوت
صدى محال
الصمت
وهج الأرواح
الصمت
لغة المستحيل
حينما يكون
فيضانا لطوفان
---
"لحظة سرمدية"
 خاتمة
(الأعمال الشعرية الكاملة - حدائق القمر)
 والمقدمة والفهارس الكاملة للديوان 
-----------------------------------------
 (بين الأندلس وقرطبة- لأنى تذكرتك- أنظم من الحزن- كما كنت دوما)
--------------------------------------
بين الأندلس وقرطبة
---
بالكاد أتذكر
بكاء نوارس البحر
فى الشّتاء الرابع
من سنين شتات الروح
فى ذاكرتى 
----
يا أندلس
بالكاد أتذكر
ياقرطبة
بالكاد أتذكر
كيف أتذكر شيئا من تاريخ
وأطلال قصيدة
سكنت فؤادى
----
بالكاد أتذكر
عامود قصيدة باق
فى ضواحى العصر القديم
بالكاد أتذكر 
صوت خريف مراق
بالكاد أسمع
حفيف أوراق الماء
بالكاد أتذكر
معنى فى سبات 
بين أناملى 
---
لا أدرى منذ متى
أتسائل
عن البحر الذى غفا
فى ثغر الهوى
ربما مرّ الوقت سريعا
آخر دِعة سماء
ربيع الشّعر
ربما نسيت
قبل أن يتمكن غروب
من رسم طيف كوكب
على شراع راحل
فى ملكوت
سؤال بلا إجابة
------
منذ زمن بعيد
مرّت لهفة السنين
ولا أدرى منذ متى
ولون الصباح
باحث
عن شمس ثملت
من قصيدة عذراء
فى مخيلتى
-----
كانت الأصوات كسيرة واهنة
عن النداء
وشفاه الموج شاحبة
أطبقها غياب
منذ ذلك الحين
شقاشق القلب
وخيال الضوء
يناجيان
أمسيات خجلى
تشبه أنشودة ليلة روح
فى نقاء
هدج معالى النجوم
--
عند العامود الباقى
من قصيدة
بالكاد أتذكر
أصداء همس طويل
سارٍ
بين روحىّ بحر وشمس
كان يتنفسان
حياة وجود نديّة 
بالكاد أتذكر 
الأندلس وقرطبة
فى مورد برية  
قبل أن يمرّ الشّتاء الرابع 
للبرد
على جسدى 
-----
بالكاد أتذكر
متى فقدت ذاكرة البحر
بالكاد أتذكر
كيف كان للشمس ذاكرة
عند عامود باق
من شّعر
بين الأندلس وقرطبة 
فى الشّتاء الرابع
من عصر قديم
---
أتذكر بالكاد
قصيدة شمس وبحر
مرثية لذاكرتى
----------------
لأنى تذكرتك
-------
أيّهذا الفؤاد
أتغدو لجمال الوجود فى ذكراى
وأنت راحل
لغصن مستحيل
والوجد يشّق الوجدان منى
بطيف سكن المآق
حنينا من أنهر 
مالها مثيل
----
أيّهذا الفؤاد أترقى للنسيان
فأين منك يافؤادى
الهمس
وشجن طويل
مالى ولك
والتنفس عشقا
فى قلب زهرة
رحيل
لا تتركنى أنت والرحيل
يافؤادى
لشذى نسيم ما لا يأتى
أو يكون
--- 
يافؤادى 
أترقى للنسيان حقا 
وأنت غريق 
أيّهذا الفؤاد كيف ترحل
وأنا وأنت
والذكريات متون
-----
إلى متى يا ملمس الروح
إلى متى أنت
والفجر لم يأتِ
من دهور 
ولا شئ سوانا
 أنا وأنت
للحزن مهاجرون
إلى متى  وهذا الفؤاد وأنت وأنا 
فى نداء
ضوء همسة حلم
فى وجود
رهين
------------
لأنى تذكرتك
فهذه سويدائى
طيف قصيدة أمل النسيان
لأنى تذكرتك
فهذه جنتك
بالدماء وليدة سهر شريان
لأنى تذكرتك
فهذا أنا ديوان فقد
للعاشقين
أبرم مع الشّعر مواثيق
أن تحكى السنون
ما لم يكتب بعد
من حكايات مسافرة
شوقا
للحن حزين
-----
لأنى تذكرتك
بنظرة مديدة
على أطلال ذاكرة
من الفقد  لك يشدو
أرتنى للسهاد 
طائرا
منذ أن غادر إلى عينيك
من سنين
العمر شاكيا مرتحلا 
برفقة روح
وأنين
عتابا تركانِِِ
لأنى تذكرتك
-----
لأنى تذكرتك
فهذا رسولى يا برية الروح 
ولم يبدأ إلاّ الآن ديوان
فى لحظة سرمدية 
ينهى أحزان
--
لأنى تذكرتك
ملامح من حياتي
على مرمى بصر
لسبيل حيران
ووطنا شريدا
فى دمعة بستان
--
لأنى تذكرتك
طيف قصيدة مهاجرة
مضت
عن جسد فان
--
لأنى تذكرتك
غدا الفؤاد لجمال الوجود
منارة روح
بلا عنوان
-----------
أنظم من الحزن
---- 
تلك السنون المنطويات
وذيّاك المكابد
وجدانى
زعموا أن الحزن ابنا للشّعر
وقبل الحزن بوجود
معصورا قصائد زهراء
من شوقى
كنت قد عقدت عليه لوائي
الحزن
---
أنا ابن الحزن
ومن غيرى
تعثرت عيناه بعاصفات وجد
وكم وارت أنشودة ضياء
يطوي بفؤاديا أرض الفقد
ليلا ونهارا
والزمن ما بزمن
وأنا بين مناجاة وتشاك
----
وهذا البين لا يوهن حلميا بفجر
يدعونى لأحيا
منادٍ للشمس
بين الأرض والسماء
----
أنظم من الحزن لآل منطلقة
من حنين
تسكن أقمارا نبتت وتلألأت
بأدمع الفؤاد
---
أنا ابن الحزن
ومن غيرى أنجب
كذب من زعم
أن الشّعر له أوجد
تلك السنون المنطويات
وذيّاك المكابد
وجدانى
----
كما كنت دوما
----
هكذا كما كنت دوما
زهرة
فى ساحل بعيد
فى محيط السموات
والذكريات تجرى تغنى
مفتونة من الموج
هكذا كما كنت دوما
لا وطن لروحى إلا تغريدة بحر
تهتز طربا فى قلبى
----
هكذا
أسكن نبرات فجر بعيد
نشوان
برعشة الضياء على ضفاف نهر
شذى قصيدة فى مروج بحر
رحّال
كما كنت دوما
----
حسنا أفعل
في أمسيات أندروميدا
عبر دروب ذكريات ضوء قناديل
قارئا وجه النهر
فأنس
----
حسنا أفعل
وذاك الدفء الذى غمر قلب
تحدث يوما عن الروح
والوجود
وكيف الحب
فى قلب يأس
---
حسنا أفعل
أرتقي مع ريحانة صيفية
أتذكر أمسيات أندروميدا
ونسيم يقبّل حلما طويلا
فى السديم
لليلة نجمية
---
حسنا فعلت منذ كنت
شمسا فى جبين أندروميدا
تقرأ عن قلب
تحدث فى أمسياتها
عن الروح
والوجود
وعن طائر يغرد
حنينا
من شجن موجة بحر
لطلوع الفجر
---
حينها عرفت فى جهة ما
من قلبى
جوهر حلم غاف
وما هو الحب
حينها علمت فحسب
أنى لم تحدثنى عن رحيقه
من قبل
موسيقى وجود 
تقطر عذوبة
من جبين أندروميدا
----
وهكذا فى الكون دوما من قديم
وحيدا أمضى بشراع سفر..
مع النجوم
-----------------------------------------------------
مقدمة
 الأعمال الشّعرية الكاملة 
(ديوان حدائق القمر)
----- خالد العرفي
من يتب عن الشعر، أو يقاطعه مهاجرا، وهاجرا.. إنه يسرى فى الدم.. سجال دائم.. وأدعو الله ألاّ أكون شاعرا.. إنما هو وجود وكيان المعنى واللغة، فى النفس.. وهى كلمات تجرى فى القلب، ومسرى الروح، كالبرق الخاطف، للحظات،  ليستمر هطول المطر.. شئ يستغرق الشعور، كله.. أسبكه قطعة، قطعة.. قطع متجاورات، فى القصيد..  أصوغه كلمة، كلمة.. بستان قريض. كأنه، يُسرّ إلي بحديث، لا يعلم، أنى ولدت به.. يمارس غوايته.. جذور أيكة، وأوتاد فى أعماق النفس، والبصيرة.. يوقظ غفوة، ببريق آخاذ.. يهزّ النفس، للظفر به. ولا تستمر الحيرة والدهشة، طويلا.. كأنى صمت الدهر، عن سنا، تلك المعانى، وينشقّ لسانى، بما غاض به، رحم الكلام. يعلو، على الحواس كلها.. يستولى عليها، فى رحلته، إلى المداد.. كرؤية جامحة، أومض برقها، وعلىّ تأويلها.. لا تمرَّ، على العقل، إلا كنور المشرق.. حينها، يمكننى فضّ أختام أبكار معان.. أطرق أبواب موصدة، لخلق أطياف صورة لاحت، ثم قرّت فى نفسي، بقدر.. وأجوز عابرا، وقد إجتليت الأمر، وشربته سلسبيلا.. مسائلا نفسي، هل من أثر مغامرتى، مع المعانى، شئ بعد، لم أقتنصه، ويفتننى. وسرعان ما أرى القصيدة، أمامى على الأفق، وجها لوجه، أو سبقتنى بين يديّ، ماثلة تضاهينى.. تسائلنى أيضا، كيف أوقعت بى، بين أناملك، بيانا.. فأجيبها، إن علمت يوما، أحدا تاب عن الشّعر، توبة نصوحا، أخبرينى، لأكون أول التائبين عنه، قبل مماتى، وقد خلت المثلات.. وكيف أنت، إذن سرقتينى.. سبحان علام الغيوب، عالم الغيب والشهادة، ذى الأنعم والآلاء والآيات، والأسباب جميعها، الواحد الماجد الواجد، الكبير المتعال.. ومازلت أقول فى نفسي، أنى لست بشاعر. وكأنى أذكر نفسي، وغيرى، أن الشعر، لا توبة منه.. وهذه الكلمة القصيرة، من شجون، من أسمونى فى رسائلهم الشاعر..، ولست بشاعر، ولن أكون.. وما أسميت ما نشرته من قصائد، ودوواوين إلا تمييزا لهذه النصوص، عن غيرها مما أكتب، سواء قصة أو رواية، وغير ذلك.. وبحسبى، معنى يظل يطاردنى.. لا أستطيع منه هربا.. كطائر يحلق فوق رأسي، مرة.. ومن حولى، مرة.. يظل ماكثا أمامى،  يدعونى للإمساك به، فإن فرّ قبل الإمساك به، ظللت أنا طائرا خلفه، فى عالم ثان .. محال أن تشبه الشعر بالقصة، وإن كان للبيت الفردى معنى بذاته، فهو لبنة فى بناء أشمل.. القصيدة، هى التى تعطى المعنى الكلى، والمضمون.. وغالب الأمر، أنت لا تشعر بنفسك، إلا فى داخل المعنى والفكرة.. وربما لهذا السبب، حينما شرعت فى قراءة، وترتيب قصائد الدوواوين، التى إنتهيت منها بالفعل.. وجدت أمورا غريبة.. بل عجبت أكثر، أن المعانى التى إستولت على نفسي كلها تُرد إلى معين عميق، ومضمون واحد كبير. خضم، لم يكن لى، إلا أن أنساق، وأغرق فى أمواجه، واحدة تلو أخرى.. كل موجة تسلمنى لمعنى يتضّفر، مع معان أخرى،.. مع ما قرّ فى مكنون النفس، فى قرار بعيد، أكاد أراه بعينى عقلى.. لا يمكن شرح هذا الأمر، بحال من الأحوال، إلا فى إطار، ما اصطلحت على تسميته لنفسي، بالجداريات، التى أتت من مختاراتى، من تلك القصائد، التى أظن أنها إستغرقت لا شهورا طويلة أقول، لكن فترة قاربت على العامين. كل جدارية كانت تنطق لى..، بمعنى كلى، أشبه بمضمون قصة كتبت نصها، بلغة شعرية.. وكأنها قصيدة طويلة تصدح بمكنون نفسي وما خفى فى الروح، مما تناثر على قصائد عدة.. سرد غريب أشعر معه أنى أحاور الطبيعة، وأجازف بالخروج من الكون.. أنفّس فيه عن هموم النفس، وشجون الروح، فى هذا الوجود أمام أسئلة حائرة.. وأنأى فيه، فى نفس الوقت عن الخطاب القصصي .. إن أهم ما يتميز به الخطاب الشعرى، أن تجنح إلى الخيال، وليس الحدث، فى حد ذاته.. تستطيع أن تناجى كل شئ، على على حد سواء.. تتراوح بين ماهو تاريخي وواقعي، أو تذهب بعيدا إلى عالم الأسطورة.. كل شئ ممكن، فى هذا السرد الشعرى، بطبيعته المتفردة وخاصيته فى إستيعاب وتشكيل كل المشاعر والأحاسيس، بحركة دائبة. وفى ذات الوقت، يكشف المضمون العام، عن درجة وعي السارد وقدراته. وهى، هنا قد تتعدى الزمان والمكان، أوحدث ما معين كخلفية لمعنى القصيدة، الذى يتراص بجزئياته، ويتكثف بمفرداته، بحيث يصبح شيئا مرئيا،.. كينونة، ممتدة فى الروح، لمسافة، قد لا يعيها قارئ القصيدة، الذى يتفاعل معها، بناء على التأويل الخاص به، وليس لمبدعها.. على أية حال، أشكر كل من أرسل لى، ممن أعرف، ولا أعرف، وأعتذر مجددا، عن تلق تعليقات، وأرجو تفهم ذلك منى، وإعتذارى عن رفع الدوواين السابقة، من المدونة التى أراجع قصائدها، تنسيقا وإعدادا لها مع تبويب جديد، لتكون بمشيئة الرّحمن تبارك وتعالى، ديوانا واحدا، ووحيدا لى،.. لم أقف على اسم، أو أصل لعنوان محدد، إلى الآن. وقد نشرت مؤخرا، مقدمته بعنوان أنا والشّّعر. وأعتذرعن عدم نشر، أى أعمال شعرية أخرى جديدة لى، فيما بعد، ومنها باقى قصائد ديوان فى مهد الطريق، والذى سأضم ما لم ينشر منه، من قصائد،  وهى فى المناجاة والإلهيات، للديوان المشار إليه..وهاهى المقدمة المذكورة للديوان، بإذن الله تعالى، والتى سبق أن نشرتها بالمدونة، مؤخرا.فلا أحب طريقا سلكه غيرى. أعافه. أميّزه، فلا أحفل به. فقط، أنتكِب ما أراه قويا، وغير مألوف،.. رصينا آخاذا. يستهوينى، ويلائم، ما طبعت عليه نفسي ، فأطرقه، قاصدا، وألوذ به. مكرم عليّ، ومؤثر عندى. يصارح نفسي، ويأخذ ماهيته فيها. يمتّع عقلى، ويشبع وجدانى. لذة للقلب، وعظيم الخطر، فى الروح. ينسكب فى الحياة، ويسبكنى فيها. أخلص منه لشئ ما، له معنى، وقيمة خاصة. حظى منه، أن يكون مرآة لى، صادقة. أدب رفيع خالص، وينتهى بى إلى غايته. يروق لى لفظه ومعناه، فيعظم شأنه، فى نفسي. هذا ما أراه، فقط... وهذا ما أحاوله، وأقصد إليه كلسبيل. ألتمس منه الأثر، بشئ من البصيرة.. تتزاحم فيه أنفاسي.. وعلى هذا المنوال، دعانى الشعر يوما، وكأننى اضطرت إليه إضطرارا. أحاطنى، برغبة خفية جامحة، كدت أغرق فى دائرتها، لا يكبحنى شئ، أوغلت خطايا فيه مبتعدا عن مبتذل المعنى، وفاحش اللفظ.. مما أجد فيه، من رأى، وعاطفة، وشعور. وحتى لا أتحرر، ممّا يوجبه ويفرضه، الطبع السليم، والذوق النقىّ الكريم، .. نأيا عن القبيح والسيئ، من القول.. وكم حاولت، أن أحلل ما كتبته، كأنى ألقى أحمالا ثقالا، عن عاتقى، ممّا أثار فى نفسي شوقا، إلى معرفة تجربة شعورية، تمخضت عنها، مسارات لتيارات، ودلالات، نبعت من إحساسى وانصهرت، فى تلك القصائد.. وما إن قرأتها، كقارئ، لذاتى، رأيت مرآة كبيرة، لم أعرف نفسي فيها، إلا وأنا مستغرق، فى تجليات نفسية وشعورية، تصدح بمكنون النفس، فى عالم آخر، هو عالم لغتى، بين قدرة العقل، على الإختزال والتكثيف، وإرهاصات الروح. فى سباق زمنى، فى غير الزمن، أشرف منه، على النفس، مفضيا بى، إلى حنايا، هذا الفضاء النفسي.. يتملكنى وأتملكه. ومتسائلا، بين أمواج موجة بعد أخرى، هل هذا، ما صنعه العقل وحده.. أم هى آثار، لمعان، بين القلب، والعقل، والروح.. أم ما فاض به طبع جُبلت عليه، وأنا لا أريده فى نفسي، لعدم رغبتى فى أن أكون شاعرا، فى يوم من الأيام، ولن يكون.. فإن كان تصويرا لمعان، لم أستطعها، إلا بالشعر كوعاء ولون أدبي مغاير، وحوى مالم يأت إلا على هذه الصورة، فأنا أولى بالرجوع عنه، إلى ما أحبه حقا، وهو فن الرواية والقصة، حتى لا أنحصر فى الشعر، أو أسجن نفسي، بين أسواره.. وكم عدّلت من كلمات، و حروف، لا أدرى، درى بها، أم لم يدرِ القارئ، وأدركها.. هو شوك.. نعم الشعر شوك ممضِ، ونار تُريع، وتُردى.. كما شبهته، تماما كالسير على إبر، أو أنصال حادة.. تٌدمى، كلماته وإيقاعاته .. بل، وسكتاته.. لا أقل حريرا.. يكفينى، أننى استجبت، لهذه التجربة، بين روية وتأمل وتفكر.. بفيض من الخاطر،.. وبسنا إلهام. لا أدرى، حقا، كيف انسكب، هكذا، فى القلب والروح، قبل العقل والقريحة.. غمر كل شئ، فجَرت فى تلك القصائد منى، حرارة النفس، وقوة الروح. ولا أدرى كيف أصوّر، شعورى إزاء هذا الجانب، وحياله. وأنا طائف، خفيفا سريعا، كالبرق، أكاد لا أشعر أو أحس بنفسي، حينا. و محاولا إلتقاط أنفاسي، بمشقة بالغة، وجهد عنيف، حينا آخرا..  ربوع معان، عكستها عشرات القصائد، فى فترة، تجاوزت شهورا عديدة.. وكأنها معان إختزنتها النفس، وادخرتها للحظة، نادرة غائبة.. فتفجّرت ينابيعا، وجداولا.. وأحيانا سيولا، جرفتنى معها.. سخطت حينا، على نفسي، أورضيت حينا.. وإن إستيأست، وأعرضت.. أتانى الخاطر، دون أن أدرى. غير ما لم أضعه من قصائد، صادمة لى، ولم يقرأها أحد، إلى الآن.. ومتجاوزا، هذا وذاك، بما أشرت إليه، أقول لنفسي زاعما، قد إنقضى معى هذا اللون الأدبى، بعد ديوان أمواج على وجه الشمس، وذهب معه عهد الشعر معى. وليس فى ذلك، من بأس رغم، عشقى له.. أخذت منه طرفا، وأخذ منى أطرافا، ولست أريد إلا حبّ العربية، وآدابها، لا أكثر ولا أقل، ممّا وصفت، فى صدر هذه المقالة.. ولله درّه، من قائل، وأظنه أبا العلاء:  
ما مرّ فى هذه الدنيا بنو زمن  ....  إلا وعندى من أنبائهم طرف
وأخيرا، الشعر شعور، وإحساس يتجلى فى الروح.. الشعر، عين الروح، ومرآتها.. أخذنى، من أعمالى الأخرى. ولإن أخسره، خير لى، من أن أخسر مشروعى فى الرواية والقصة القصيرة، اللذين أجد فيهما نفسي أكثر،.. ومن أن أكون شاعرا، ولن أكون أبدا.. وتفرغا منى، لأنواع كتاباتى الأخرى، من مقال وتأليف أدبى وعلمى ..
وقد وفقت بتوفيق الله تعالى لإسم ديوانى الوحيد، والذى يضم قصائد أحد عشر ديوانا، نشرتها على فترة، تجاوزت أعوام. وقد أعددت هذه الدواوين، لتصدر فى عمل واحد ووحيد، يضم الأعمال الشعرية الكاملة بإسم "ديوان حدائق القمر - الأعمال الشّعرية الكاملة".  وذلك بمَ يقارب مائة وخمسين قصيدة وست جداريات شّعرية. وهاهى الفهارس الكاملة سواء قصائد أو جداريات. والحمد لله كل الحمد الذى أعاننى ووفقنى لهذا العمل الشّعرى الوحيد لى.. وأدعو الله جلّ شأنه أن يصدر مطبوعا، قريبا، بمنّه ومشيئته وفضله العميم.
وأظن أن هذه المقالة، إن أتح لى الأمر، سوف تكون مقدمة طبعة تلك الدوواوين وهى وهى دواوين: (أغانى الشتاء الحزين- سنا الخاطر- لغة الفجر- طائر النور- دعنى أتذكرك- أطوار إغتراب-  الفصول الأربعة- أمواج على وجه الشمس- لآل - عناقيد الروح- أريج المسير). فى طبعة واحدة مجمعة، بعد تنقيحها، وترتيبها، لتكون ديوانا واحدا، ووحيدا لى..، إن قدر الرّحمن لى شأن ذلك، بفضله، وكرمه جلّ شأنه، وتبارك اسمه. وعلى هذا النحو، أمضى، فى طريقى.. 
--------------------------------------------------------
 ديوان حدائق القمر
( فهارس الأعمال الشّعرية الكاملة)
----------------------
1.   رفات القناديل
2.   السنابل الحرة لا تُكمم
3.   عما قليل
4.    نبوءة ألف عام
5.   أغاني الشتاء الحزين
6.  الهزيع الأخير
7.   فى تاريخ عينيك
8.   أليس لنا أن نعزف؟
9.    لله درك كيف أحببتك
10.  آن لك الزهو حبيبتى
11.  ها أنا ذا
12.  قصة أسطورة
13.  هذه أنت
14.  تحت قوس مدينتى
15.  فهرس ألوانى
16.  نبوءة
17.  خلى لى
18.  مهاجرا فى غواش القلب
19.  لا شيء سوانا
20.  أيتها الغربة
21.  اسم حبيبتى
22.   كيف لا أحيا
23.   إعصار
24.   على أهداب إبتسامة
25.   أو تدرين ماذا حدث؟
26.   غرباء على حافة الذاكرة
27.   زهرة البحر
28.   حادى الأهازيج
29.    فصولى الأربعة
30.   فى ظل الروح
31.   بين البحر والصخرة
32.   ميلاد الأسئلة
33.    قبل الحياة
34.    أيها الملاك
35.    أو تكفى ساعتان
36.    سنا المشرق
37.    فإذا هو الليل
38.    المعانى المجنحة
39.    بروق ورعد
40.    وجه السندس
41.    جُدت بهوايا
42.   أيها الوطن
43.   بحسبى وإياك
44.   غنوة صمتك
45.   كأس الزمن
46.   حنانيك ترب الروح
47.   وليس إلاّ قدر
48.   هيت لنا
49.   قالوا
50.   لا تبكنى ياصاح
51.   ولئن عادت أجمل أيامى
52.   نأينا فاقتربنا
53.   وبنا ما بنا
54.   مصدوع الفؤاد
55.   حينما شرعت القواضم
56.   أسبق بزمنى الزمانَ
57.   ولى مذهب فى حبكم
58.   غاية الروح
59.   لى ما يحيّرُ
60.   ولى مذهب فى حبكم
61.  جُدت بهوايا
62.    تحت جناحيا
63.   حلقى يا طيور الحرية
64.   ألا ليت شعرى
65.   ولا شئ لكم
66.  يا حاسدى
67.  دائرة بعد دائرة
68.  إشراقات المنفى
69.  قل لأصحاب الشوق من بعدي
70.  خبأتك فى جوقة أغصانى
71.   يا نفس لا تكونى ظلا
72.   لا تسألنى كيف تلقانى
73.   وداعا للشعر
74.   أوخز جراحى
75.   أتبادلنى أيها البحر
76.   ونجمى ناعس فى كفيك
77.    أجنحة الملائكة
78.   سأحيا
79.   ذاكرة البحر
80.   طفولة لون
81.   فيروزة
82.   سوار القلب
83.   ما الذكري إلا فجر كذوب
84.   كيف أعود من عينيك
85.   سبعمائة يوم
86.  عصفور النور
87.   مالك الحزين
88.   تنهيدة حنين
89.   وجه الرحيل
90.   فيروز الشعر
91.   تعالى أخبرك
92.   يا نفس
93.   بسمة الملائكة
94.   إن أردت هزيمتى
95.   أسّرّت لى
96.   أأكون وحدى؟ّ!
97.   عرش السراب
98.   على تخوم المهجر
99.   تلك اللحظة
100.  أين أنت..؟!
101.   وشاح الروح
102.   في مغبة ريح
103.  دعنى وهجرتى
104.  كيف أتذكرك
105.  إنتظار
106.  للوجود فصل خامس
107.  أتصدقين؟
108.  ملكوت الشّعر
109.  ابن الشّعر
110.  وصايا
111.   وفى دمّى الشّعر يبكى
112.  لم أعرف
113.  يا أنت
114.  الفجر الذي ذهب
115.  أتذكرين
116.  نسمة ذكرى
117.  ويتلألأ الحنين
118.  كلما أردت أن أطير
119.  البحر الذى يغنى
120.  أنا أذكر
121.  أين حبيبى
122.  بلاد الروح
123.  رحّال
124.  أرخت زمامها
125.  مجرد همسة
126. مقام الهوية
127.  للصمت صوت
128.  أو تعرفنى حقا
129. تعالى أخبرك
130.  وماذا مثل حبك
131.  هل لى ان أسأل
132.  قيثارة زمن
133.  بين الأندلس وقرطبة
134. لأنى تذكرتك 
135. أنظم من الحزن 
136. كما كنت دوما
137.  النداء الأخضر
138.  أعاتب عينيك 
139.  هديل النجوم
140.  عذرية حلم
141.  جدارية بين حلم ويقين
142.  جدارية حديث تغريدة الأطيار
143.  جدارية نيكروبوليس
144.  جدارية جورنيكا
145.  جدارية حب وجنون
146.  ثلاثية فى هالة قديسة