سرماديا

سرماديا

ديوان أغانى الشتاء الحزين

 من قصائد
 ديوان
 أغانى الشتاء الحزين
---------------------


 رفات القناديل
--------------
(1)                                  
كعادتى،
أعرف خط المطر
حين أرحل ويرحل
أعرف أن كل شئ ممكن
على هامش التاريخ
يمكن أن أحيا فيه وأموت
بشطر بيت مرسل
جندى أربض متأهبا
فى خط النار
ضد الخيانة
أنازل الردى
أقتل إنتظار الخطر
بغصن الأمل
 (2)
بسنين عمر نازحة منتظرة
بلون الأرجوان
نضجا أحصد فى موسم الروح
زهرة أقحوان
بهذا أعترف وأؤمن
وهكذا أحببتك
من بين النساء
أحصى لك حروف الربيع
فى رقة قلب كالعلم
هكذا أحببتك..
وهكذا سأظل..
كعادتى،
أستمع ماقال بحر لسماء
فى سدول ليل غريب
تحت الماء..
ريثما أرتب ما لنا من شدو وبكاء
فى نهار ساعِ بهمس صمتنا
حثيثا فى مساء !
وأضع الفقد فى الخزانة
ريثما أسكن ذكريات
وحين بدأت هذه المرة العمل
وجدت ذاك الإسم المعنون
منه وفيه
حكاية عمر بالدماء
إسمك..
(3) 
فريد الوحدة
صلب العقيق
مشيج
ترائب الوجدان
مختوما به كل يوم مضى وكل ليلة
بالشجن
أخبرت أنى أخو المطر
وابن البحر
وأنى وأنى ..
وأنى الراوى للنهر
من قلب الحجر
وأن منه فاض بى ألمى
وسلواى رهين
بالطبع،
كم سُألت عن اسمك
ولم أٌجب مرارا
فيمن أكتب قرمزا
ويغزلنى حريرا
ألم أقل مَوْتَى...
لا يرون الشمس جهارا
ويعودون القهقرى..
وهي بين عينيَّ نهارا
مَوْتَى... 
 (4) 
لم يسقط عليهم
من قبل فى حياتهم المطر
ملقاة عظامهم ملهاة مندثرة
موصدة عليهم
أبواب الوهم 
تائهون
بين الظنون والرجم
يتيهون
لا عليك،
هكذا لنا الوداع منفى
جبرا علينا لا اختيارا
وغربة فينا لا تخفى
وداع نتركه برائحة أزاهير
تعانقنا
تضمنا ذكراه الدهر
يترك لنا الكلمات الثكلى
ملّت عندنا بعمق النجوى
 مترملة المقام
بين دموع مرّة ودّم
 (5) 
منذ عام لم أرتب أياما
ربما لم أرها شكوى
على ما ينبغى بين الأسفار
وحينما شرعت من جديد
كعادتى، أرتب السنين
أطبقت على الليل بقبضتى
إلى زمن آخر يهوى
وكان قد ولّى منى هاربا
وحملت النهار
بين يديَّ منتحرا
وكان هو الآخر غائبا عنى دهرا
رغم ذلك،
حينما عثرت عليهما صريعين
الليل والنهار
وجدتهما
أمواجا من غيم يسقطان
يرسمان
الأفق ضفتين فيروزتين
تعلوان من نزيف السقم
وأسفاه
كان النهر ضاجّا يبكى
على بُعد شجون أرض
وقد مس المدى منا
جنون وصرعات نبض
شهرا
همسا بظل أسّرار ذابلة
علاها صخب بعد سأم
 (6) 
من سنين
لم يصل العُقماء بعد..
عجموا.. لم يفهموا السّر
لم ينجبوا
لن يفقهوا جديد الولادة
أن مطرا ينجب على مهد الكلمات
وليدا لنا بين الضفتين
دوما سابحا
على بعد المسافات
نسميه ابن الحياة
كل مرة
نهبه لسر الحياة
ونظل نخفى فيه العمر
فى فمّ مخاض غد
حذرا من منفى الحلم
 (7) 
غريب حقا،
ألا يسرق منا مدى مجنون
الإشتياق
وصدى عمر يحكى
أن الوليد صار طفلا
والطفل صار طائرا
والطائر صار ملكا
والملك يحكم بين قصائد
ترعرت بين شفتيك
بلسان العرب أمدا
تحت سماء بلا صوت يحبّ
إلا صرير قلمى
هذا ما أذكره ،
قبل أن يفترق دمهما بين الشهداء
بين ثنايا الضفتين
بلا شك، ابتسمت الضفتان لهما
والعرائس
كعادتى،
سأعود أُحصى فيهم عددا
من رفات القناديل
لتنضم مهرا
إلى ديوان حزنى وألمى
(8) 
بين قصائدى الضحايا
رعايا ..
يحكمها طفل ملك أسأله
يا أيها الملك
هل أخفيت لى صورة حكاياتى
فى جسد النهر
هل خبأت مرآة روح كلماتى
جديدة للفجر
هل أُوتيت بنبأ منصرم
أما لك من هدهد ؟!!
ورغم مزيج وعدد الميلادات
حضور فى غياب
موؤودة حزينة ..
وليدا فطائرا فطفلا
فملكا بلا عرش إلا الشعر
فقد قضى بيننا الأمر
 (9) 
كنت أعرف رائحة بكاء الأزاهير
أعرفها بسيماها
 ها هنا حاضرة
مبتعدة عن قمر مسيرة
تغرد بحكاية طفل ملك
على الأسطورة
يرعاه أنين المفردات
وصمت حزين
فى المهد
بين هاويتين سماوايتين
وأفق روح مدينة
قاب قوسين أو أدنى
قابضة
النور من قلب الظُلَم
ينبت للبشر رياحين
من قلب الألم
هكذا أذكرك
وهكذا لا أنسى
كعادتى...
-------------------------------------------------

السنابل الحرة لا تُكمم
----------------------

حبيبى
سيأتى يوم آخر أحبك فيه
يوما بعد يوم
مرة تلو مرة
آلاف المرات وآباد الأيام
كل مرة  وكل يوم
تماما كما أول عهد اسمك نطقت 
تماما مثلما أول مرة لك أحببت
كلما قلت أنى أحب ولها سمعت
سأظل أحبك بصمت
و سيأتى زمن آخر فيه أحبك
طالما حييت
---- 
حبيبى كم أخبرت
لا أنا أنا.. ولا أنت أنت
تائهان غائبان
مصفّدان بحيرة
غارقان جبرا بمتاهة الصمت
إختارنا المطر دموعا يزرفنا
صباحات
على أوراق الورد
لحنا بعد لحن
لتدعو لنا بسكينة الرّب
نتسائل عن مخاض ربيع حلم
يكسر كل قيد
وأنت حبيبى لا أدرى أم أنا
أم هُم
من احتضنته خميلة الموت
لم نعد نحن كما كنا ذى قبل
بمرآة الشمس يُرى ماكتمنا
ترسله لهم خيوطا من دمّ
يتساءلون دوما
ما الذى نبّأت به الشمس عنا
من أسئلة الغياب
ومحاكم تفتيش على كل أفق
رابضة كما السد
تفرى عنا الجواب
أما مازلنا موجوديْن حبيبى؟
تعالى نسأل نحن شمسنا
فهم راقدون فى قاع جُبّ
مازلنا نرى وهم زالوا..!
لا يكفى للإجابة تاريخ   
فمن يجيب والشيطان له الوليمة
يرصد طهر القلب
أما مازلنا موجوديْن حبيبى؟
أم رحلت وصايا الحلم
للسماء عنا مهاجرة
بأجنحة الفجر
للأمل مسافرة
إلى بداية من جديد
لتوقظ ومضتها البريئة
غضة الطرف
ويقتل بياضها
القهر والعنف
النور ما له حَجْب
يبدّد ستارالظلام
يمزق سترالظلم
هذا كل ما فى الأمر حبيبى
فقط أنا وفقط أنت
فقط " أنا " واحد
آخر من يحب بالأرض
نرسم على وجه قصائدنا اليوم
جنانا وفراديس وحدائق
وما للنعمان من شقائق
يحيا بها اليوم من لم يحبّ
ويْحِى حبيبى إن لم أفعل
ويْحِى  ويْحِى  
كيف أزعم لك بعدها أنى أحب ؟
ويْحِى ولم أقتل طول انتظار بعد
أسمع همسه كما النبض
ليس لى أقلّ من ذلك
أحيا وأموت أمامك
شهيدا فى نهر الوجد
لتظهر زهرة من رفات قصائدى
مما قلت وما لم أقل فى صدرى
على ضفاف النهر
من رماد صوت الحزن
ينير ملامح الدرب
لتائهين حائرين جبرا بجور مثلنا
ويْحِى  حبيبى إن لم أفعل ويْحِى 
بل ويْحنا إن لم نفعل أنا وأنت 
إن لم نقل ونعلنها لا وألف لا
وقد عُلقوا على سياج الرق والعبودية
وصلبوا معهم تاريخ العذرية
سلسلوه. وأدوه. قتلوه بهمجية
كأننا أول من نحب وآخر فرد
ولم يبقَ فى الشعر حديث
إلا ما بيننا من نبض وصمت 
ويْحَنا إن لم نقتل ذاك الوأد
تحت سفح الألم !
ونُسلّ سيف اللاخطيئة
على رقبة الكِلم
نطعنه فى عمق
بدعوات وكلمات سرية
كبرت فى هجير الجرح
فى أقصى مكان بالقلب
تهمس فى آذان الحرية
تالله لا يفتؤوا ذاكرين
أنك حبيبى أنا وأنت أنا
تالله ما الحب ذنب
حبيبى
ماذا لوغير ذلك قلت؟
أترانى كفرت ؟
ماذا ترانى لو مرة ثانية قلت
أنك أنت أنا.. وأنى أنا أنت
بحلول فردوس اللحظة فينا ؟ 
وأكدت وأقسمت
أن خارج معهود الخرافة والأشياء العادية
زهرة برية المجهول
وغصنة زيتون بتول
والأغنيات القمرية
نبتت لتحيى أموات
ليس لهم من قلب
أترانى فى حبك صبأت ؟
لا ، فعلى أجنحة وجه الشعر البهيج
لا إكتراث إلا بلغة حبلى بالنهار
غشاها القلم بى وبك..
فقط أنا وفقط أنت
تحجبنا عن الوغى وإثم الخروج
لحظة ميلاد سماوية
حين نخط الحدود
لوطن حب آمن ونجوز
إلى تخوم كلمة بالقلب تموج
ينشق عنها الصدر صارخا
أن ها هنا الوعد
سنابل حرة طليقة
أبدا لا تُكمم دقيقة
فى هذا الزمن الصعب
----------------------------------------------------

عما قليل 

------------------------------
عمّا قليل حبيبتى
يتدثر هدوء القمر الآثر
بلحظات محمومة
فى قلب السنبلة
وتتفجر قيثارة الصمت حياة
عمّا قليل
يطلّ عبق الجنون حارسا
على قلبك مرساة
ينتزع الحزن من عمق الوطن
إلى تاريخ جديد
تسطره الروح بنهار
ليس له من عنوان
عمّا قليل
نعم
لموكب طفولتى بين يديك
نعم
سألهو بذكرياتى
فى عينين لا أنساهما
وأين هما..
وكيف لهما نسيان
عمّا قليل
أعود طائرا مسافرا بالأفق البعيد
أقر الهجرة إلي مواعيد
أطل على شرفة أميرة
لا يراها إنسان
أسرج صافناتى فى سفحها
فى باحة النجم الغائب
أطير بها فى لا زمان
عمّا قليل
النشيد أعيد
سحرا لقصائد لا ترفع موائدها
خبزا للعاشقين
خمرا للحالمين
فى مدائن لا مكان
عمّا قليل
يصب النهر فى بحره
سأحمل المجرى العتيق
أمزج بينهما فى سماء كلمتى
 بصبوة شمس عاشقة
من خزائن دمي النازفة
فلا بغيرى يلتقيان
عمّا قليل
أعيد ترتيب شظايا اللحن المنكسر
على لسان بلبل منتحر
بسيرة قلوب واجفة
بأحاديث الأقحوان
تدفئ أغانى الشتاء الطويل
نقتل الدقائق والثوان
عمّا قليل
يرحل خريف ريح الأرض
يحدّق بالبقية الخائفة
يفجّر دم الليل مسفوحا
يحرق الصمت الطويل
عمّا قليل يلتئم شطران
من روع الفقد
من الافتقاد
يخبران أين ذهب البحر
وماذا أضمر النهر
من غربة أغنية مفقودة
الحلم الضائع بيننا
بين وريد وشريان
عمّا قليل
لن تسجن الأفكار
فى صدور أبياتى
لضيق المدينة مع إتساع الكلمات
تزرف بكاء الألحان
عمّا قليل
سيدنوا الشهود معترفين
مالنا..  وهؤلاء عاشقين
يقولون
مالنا وهذا الشدّاء القتيل!
يخرج لؤلؤا و مرجان
عمّا قليل
أيها الموتى تحت عصف وقصف
أتنظرون الحزن فى حديقتى يزفّ
علنا ها هنا على جناح قصيدتى
وأبياتى أسيرة
لا ولا ألف لا
فشطرا الروح حتما
نورا للبشر يزهران
عمّا قليل
--------------------------------------------------------

نبوءة ألف عام
---------------------------
من ألف عام أو يزيد
نبوءة
تشعرنى بالضجر
أن رسولة تجدد ديوان الشعر
على نبض رجل سعيد
تنبعث ذات فجر
بالعشق يستعر
وانتظر الشعراء أيهم يحمل الرسالة
فى عصر يسبي القصيد
يحسبون أسهمم فى الغنائم
بقرض كل خبر
بوحشية الإدعاء أنهم وحدهم شعراء
ورغم ذلك
جلسوا حول عامودي
يقرأون أكفَّ السمر
ويوم أنجب الفجر لى صبحا تعجبوا
وتذكرت النبوءة
تسترق العيون
ببسمة حلم لاينكسر
وتختال أبياتى فى مناكب اليقين
أن رسالة الرسولة لى حصادا
من ألف عام أو يزيد
بتعبير فريد
أهذه النبوءة تندثر؟
واحبيبتاه
يا صفو السحاب ورضاب الطلّ
يا صبحا لا ينام ولا يكلّ
أنت النبوءة حبيبتى
مهما مضى من تأويل جامح
يمزق عُرى الشعراء
يغتال قبلات الوهم فى المرايا
بتراتيل وجد المساء
بروح النبوءة تأتمر
وكيف لا حبيبتى؟
وبك اختصرت إنتظار ألف عام
أخبرينى كيف أدخلتينى
فى عنوان تلك النبوءة
أحتضن بك النهارات
وأسافر للسماء أجمع خيوط الشروق
أهديها للشمس من جديد
بسنا عينيكِ لتزدهر
يا لحبيبتى حينما عيناكِ تبوح
فيصطفينى وصفها
بعد نداءات الصمت
عاما بعد عام بأريجها يفوح
على الأفق ينتشر
أخبرينى حبيبتى
كيف سلمتينى لوح النبوءة
وكيف كانت بعينيكِ
الأسطورة
وقصيدى بحر مدخر
واحبيبتاه
يا صفو  السحاب ورضاب الطلّ
يا صبحا لا ينام ولا يكلّ
أنت النبوءة حبيبتى
انبعثت ذات سحر
--------------------------------------------------------

قصيدة أغاني الشتاء الحزين
----------------------
مهما  ومهما  ومهما
 مهما يكن من أمر
إلا معك
مهما يكن من أمر
إلا أنت
فشلت المعانى فيما كان ممكنا
على عتبة قدر
مهما يكن من غيمة البكاء القديم
وأغانى الشتاء الحزين
فأنا لست أهلا للشعر حينما يكون فيكِ
أشيده على مصارع كلمات بحروف
فى حبك تنتحر
تحملق الحرية فى حديقة كفى
ترمقنى منبأة من طرف خفى
بنشيد منسى
فى أغنية شهيدة
لا يوقظها إلا المطر
على أنصاب وتماثيل
لاتعبأ كيف صار الطائر مدينة
ولما غابت أسيرة سجينة
أبياتى فى المدينة
على مرمى البصر
مهما يكن من أمر
على ضريح قصائدى
شاهد عظيم أنى فى الهوامش والمتون
أكسر اللغة وأعبر الكنايات
أحيا منذ نطقت
بليل السفر
ينبت الوجع فى دمى
معان باحثة عنى
سرقتها من عينيك ذات ليلة
أغنية القمر
لتذرونى فى راحتيك نجما تائها
يرسمه سحاب الغروب
فأغدو بلا أثر
لا الليل مخاض حلمنا
ولا النهار بحر ضمنا
حين عيى كلماتى طول انتظار
متبرما بالسهر
حينها ستصبح الأسطورة قصيدة
لايقرأها البشر
--------------------------------------------------------

الهزيع الأخير  
---------------------------
بادئ الأمر لم أعِ
لم أدرك
 لم أفهم
الهزيع الأخير من عمق القلق
أنادى أيتها الساهرات
يا كلماتى الصارخات
أجوب شرقى وهج عينيكِ
برحلة دوما صيفِ
تحلم مثلى أن تدرك وتفهم وتعى
اتجاهات الغياب الأربع
أصرخ فى فضاء الشعر
أوقظ كل كلمة جديدة
تجاهد معى شفتيكِ
لتنطق
بنزيف الليل المنفى
وشتاء خفي
وأهمس للظل
كل يوم بأبيات شهيدة
ليزداد ما قدمته فيكِ
من شهداء بعد المائة
ألف ألفِ
أخزنّها بقلبى
لئلا يراها الشعراء فتزيد جراحهم
بسراب سرّ لا يُدرك
ينسل خمرا من كفِّى
ويناشدنى القصيد جنونا
كأننى على حافة الهاوية
يساومنى الشعر وكيف لى يخفى
وعلى الأهبة دوما
ذاك نجمى بازعا يرتقب جناح الحرية
رابضا بين أهدابك سناه
بما وراء مفهوم
دوما ألاّ نفترق
بغرابة لا تعرفِ
كلما غاب فينا الغياب
وسكنتنا عزلة
نحضر محاصرين
نسخر من انتظار سنين
سأما أن يمضى بنا إلى ساحة الأبد
نهاية الأمر
يلقى حتفا بصفِ
بيضاء عارية
الحقيقة الغائبة
أنى وأنت المكان والزمان
سرمدية صدى ساكن
حلم برئ 
دون وصفِ
-----------------------------------------------------

فى تاريخ عينيك
----------------------
الكتاب العاشر ربما بعد المائة
الذى أقرأه
فى تاريخ عينيك
واعجباه لم يذكره المؤرخون
أأصدقهم بعد ذلك ؟
وكيف أصدقهم ؟
وفى السنة الواحدة ومائة
على ما ذكر الراوون
كان ألف شاعر
على باب قلبك يجاهدون
ألقوا قصائدهم
شدوا حبائلهم
أيهم جدير بوصف عينيك
وكان أن كسرت الهدنة بينهم عشرة أيام
وتدبروا بينهم أمرهم
وتساءلوا .. أيفلحون؟
وروى الرواة كذلك
أن فى نفس هذا العام
إحتدمت معركة أخرى
بين ألف شاعر آخرين
جاءوا من المدائن ساعين
وكانوا قد اشتهروا
فى وصف العيون
كذلك
ألقوا قصائدهم وشدوا حبائلهم
وفى نهاية الأمر
إكتشفوا أن ليس هناك
غير عينيك من عيون
وأقر الشعراء أنك وحدك
فى النهاية
صاحبة أجمل عيون
كانت تلك مجرد سطور قرأتها
فى تاريخ عينيك..
فى الكتاب العاشر ربما بعد المائة
واعجباه لم يذكره المؤرخون
أأصدقهم بعد ذلك ؟!!
--------------------------------------------------

ديوان أغانى الشتاء الحزين
(أليس لنا أن نعزف؟)
---------------------------
عزوف عن التمرد تماما
يشعرنا بالسأم
فلا نتحسس نبضنا بين الهواجس
بعالم آخر أصم
مع نقاء الأسرار العذرية
نشتهى عودا للغرق
فى عذوبة خمر
نسينا سكرتها فى خضم الألم
بين أسماء ومسميات
فى غاية الإتقان بلا عدد
فنعود عنها عازفين
حتى لا يسقط القلم
إنه الإبتسام من الغباء الموحش
والجهل الغجرى
نراه ساخرين فلا نسبح بفلك
نقف أمامه ونبتسم
ونعود مجددا نتحسس نبضنا
بين الهواجس
بيقين لا يعبأ بصنم
تختارنا الكلمات توشى لنا بغيب الأسرار
بوعد الليل أن فجرنا
دوما لم ينم
ألم تك بشارة الرؤى ملاذ صمتنا
وصدى الروح
فيما مضى انطلق
وكم جاز طريق المنون القلم بنا
فلا طائر سمع الصدى
إلا وحتما قد شهق
كم ساقٍ للخيال سرى بنا
لتاريخ ما ليس ينسى
كم ذقنا خمر الهوى
وسمعناه ينادي همسا
إن كذب التاريخ
فالقصيد قد صدق
بعد ذلك
أليس لنا أن نعزف
عن الهوى تماما
أليس له أن يكون
تحت الردى ركاما
هذا الهوى فى الجور احترق
--------------------------------------------------


لله درك كيف أحببتك
 (1)
أين كنت
وأنا أجوب شرقا وغربا
لآتيك بكنوز
ماليس لكسرى ولا قيصر
من الجنون
وفجر المرمر
أحمل من سندس ثغرك
آخر لغة
عنبر الرشيد
ومصباح الجوهر
لله درك أين كنت
 (2)
لله درك أين كنت
وأنا أحفر صحراء الشعر
صارخا  بصمتى
أفتش غربة الفجر
أنقّب عمق البحر
أبحث عما لم يقله
أحد قبلى
فقط لأنطق
أنى أحبك..
وفى النهاية
وبعد كل هذا،
ما تسرب منى إلا حرف
بطول ديوان ولم أنطق
لله درك أين كنت
عندما أحببتك
(3)
لله درك أين كنت
ولم أكن شاعرا قط قبلك
ولن أكون
بعهد بيننا
ألا يصف فى يوم غيرك
وقد أعجزنى فقط كلمة واحدة
كلمة واحدة
مستحيل
أن أقول مرة أنى أحبك
(4)
لله درك أين كنت
وأنا أعبر حصار الصمت
عبورا
وأنا أحطم أكمنة المنطق
شهورا
غامرت وخاطرت
كأنى
صاحب قضية وحدى
لأعلن بعدها أنى أحبك
هل هذا هو الحب ؟
لا.. أنا هنا من أحب
ولا زلت أحب
ولا زلت أشك
فى أننى أصبحت
معنى الحب
فى معجم جديد
لكل من يريد أن يحب
ولن يجد مثلك
لله درك أين كنت
عندما أحببتك
(5)
لله درك شطر الروح
ملمس الكون
إلى عالم آخر
أكثر فضاءا أأطير إليك؟
وأنت كونى الوحيد
لله درك أين كنت
عندما أحببتك
(6)
لله درك أين كنت
والمحراب خواء؟
كما طيور ماقبل الوجود
كما فراشات ما قبل المفقود
لم يثلج قلب طائرى
حتى غرّد فى عينيك
ولا فراشتى صارت فراشة
إلا إحتراقا فى شفتيك
أين كنت
وأنا أقفو آثار الزمن الغائب
فى عمر حائر
بعطر روحك
لأجد فى حبك فقد التاريخ
أقرأ فيه غد المجهول
عندما أحببتك
لله درك أين كنت
(7)
لله درك أين كنت
والنهار ينتحر على شفا الغروب
 حاضرا ببقية الحلم يذكرك
يصدح به كل كنارى وبلبل
تحت بقايا شمس
كانت تتكسر
زائغة أمام رجفة موت
وبرودة زمن لا تتقهقر
لله درك أكنتِ حاضرة
 تلملمين معى ما تبقى
أم أودعتيه
وأودعتينى
قلب الرحيل
(8)
لله درك ألم ترِ الأفق يتعجب
 كيف لى القدر قد إختار
والليل وقف صامتا
ثم حملنى والنهار
قطعة قطعة دسّها فى دجاه
والحزن باكيا
تلك ليلة وهذا يوم
أشلاء وسط أشلاء
لله درك أين كنت
عندما أحببتك
(9)
فى الخلف كنت أسمع ضجّة
القصيدة الأخيرة
بجدال الذكرى
والأسمار الصاخبة
و صديقاى البحر والنهر
كانا يتخاصمان
أيهما يتقبل
رحيل النهار
صرخت فيهما وفى وجه الريح
إذهبوا
لا حاجة لى بضفاف أو أمواج
 لى من البحر أبحر
ومن النهر أنهر
إسمعوا، أنظروا
وأنا أمشى على وجه الشمس!
بحبى أترنم..
أنا إن شيّعت نهارا
غدا من نورحبك
يولد لى ألف نهار
لله درك أين كنت
عندما أحببتك
----------
أليس هذا نجم ساكنا قلبك
كيف يغيب يوما سبحه
وقبل أن يكون
مستقره والمدارعندك
لله درك
أين كنت
عندما أحببتك
------------------------------------------------------
آن لك الزهو حبيبتى
آن لك
آن لك الزهو بحبى إليكِ
أليست هذه ثماره
فقط من عينيك..
مزامير وتراتيل
وطائر شدّاء
إزهِ حبيبتى
وأسرابى فى سمائك محلقة
من هوايا
عن بكرة أبيها إليكِ 
تكسر الوزن و البحور
وتُظمأ لقوافيها النور
لأنها منكِ
إزهِ
---------
إزهِ حبيبتى
أليس هذا بقميصى من الشمس
المقدّ من عينيك وشفتيك
الليلة أبهى وهو الممزق
وصدر القصيد عارٍ
أمام موت جسور
يرتق الأفق 
بزادٍ من ميثاق
لا يهب ديَاجٍ
يفتّت صخرة الجدب
بوجد غذاه السير إليكِ
وماهو بناجٍ
بمَ سال من دُرر العقيق
بين حطام
وركام المنطق
إزهِ
---------
إزهِ حبيبتى
وأرتال سحابى بجناحيكِ سابحة
بحبك تزهو
بربيعك تترنّم 
بنهار جديد
على جبينك يتنسم
بأنى أحبك
إزهِ حبيبتى
--------
إزهِ
أن باسمك ترتل مآقيا
بمحراب الصمت
تناجيكِ رغم أنف ليل غالس
يأبى الشروق
تضيئ سنابل ترقب فجرنا
أتوجس ألا يأتى
يرشف فيضا من أمجادنا
لا يهمنى،
سينشق الليل عنه فى النهاية
من قلب الدجى
طالما شموسى
تتوارى عندى
وتشرق عندك
إزهِ
------------
إزهِ
فكم من كلمات جامحة استشهدت
بين عينيك
وكم من وتيرة نبض صامت
كانت شظى محترق
لديكِ
لأنها يوما لم تحتوينا
قهرا لم تنطق 
 إزهِ حبيبتى
-----------
إزهِ
كم قدمت فى حبى إليك
من شهداء
وكم أزهرت من أقمارِِ
كم كنت أنا نفسي شهيدا
أهديت له نور الأسفارِ
لايهم حبيبتى،
فيكِ الشهادة
فأنا وأنت شطرا
روح سواء
إزهِ
-----------
إزهِ
وكلمات شهيدة
ترتدى الثريا أزفّها إليك
مطهرة بنور
أبثها فراشة حورية عذراء
لتحطّ بين كفيّك
ربما على قلبك
أو وجنتيكِ
أيا كان،
ستدثّرك حبيبتى ببرد الشتاء
وقصيدة أخرى جديدة إليكِ
من عناقيد موشاة
تهبط على مهدك
كعادتى،
عقدا أهديكِ
زبرجدا وياقوتا
من زمن سليمان
ربما كانت من وادى عبقر
لايهمنى،
فقد تركت لغيرى فيه فتات الشعر
لاتقلقى،
فعندى غيره لك ألف وادٍ
من بين يديَّ لن تنفد
إزهِ
فلم يعرفه قبلى أحد
بكلمات ليست إلا لك وحدك
وحدك تعلمين
أنها لكِ وحدك
إزهِ
----------
إزهِ أنها إليكِ مرساة
ألست أنتِ ؟
ألست أنتِ من أورثتينى كنوزها
من تحت عرش ممرّد
وماء  طهّرنى
وكم جُزت بها إليكِ
لفضاء كم حيّرنى
إزهِ أنك أنتِ الكنز المخفى
بين عينىَّ
وسيظلّ حتى موتى
-----------
إزهِ أن كلماتى كانت سَنَا 
بين شفتيك
يتعقبنى بها
عرّافون ودجّالون
من بابل
يلاحقون
مشعوذون
للغيب يرجمون 
وسحرة فرعون
فى المدائن مجتمعين
وكهنة
لم يفلحوا،
حتى فسّرته أنا النور
أن التأويل ها هنا
رؤانا
رؤى الروح
أنا هو أنت وأنت هو أنا
وليدان على وجه القمر
وها أنا قبس من نورك
لك يزدهر
والآن
بطريقتى أؤوله لك أنتِ
فى سِفر إليكِ
فراشات عذراوات
يمامات بيضاء
وحدك تعلمين
حبيبتى
 ليست إلا لك وحدك
إزهِ
---------
إزهِ
لا تقلقى،
ستقفو فراشاتى عطرك
تحملها على أجنحتها اليمامات
هائمة حالمة
خلف إثرك
تصلك
فى أى أرض كنتِ أو سماء
إلى اللا موجود
فى الأرض ثامنة
بما وارء الوراء
فليس لها حسبان بجهات
ولا مكان معهود
لا تهتدى بنجم إلا أنت
إزهِ
-----------
إزهِ 
ستخبرك حبيبتى
لا ضيم ولا جدب
ألا تنتفضى من رعد ولا برق
هذه إرهاصات قطوف الشتاء
من غيثك
أستودعنى واستودعك إياه
كما عهدك
بمسك من طيفك
وعنبر
عودا من أهدابك تعتق
سرقه ساحر ذات مساء
إزهِ حبيبتى
----------- 
أتدرين
ما كانت زخات تنطق
ما كانت مجرد كلمات
ولا مطرا من حبات
إنما هى حبيبتى
من لؤلؤ مكنون ثنياكِ
طهورا
غيثا
رواء ما بعده رواء
سقاء ما قبله سقاء
كل يوم نجما أهديكِ
إزهِ
-----------
لا تقلقى،
لن تنفذ أبدا أنجمى إليكِ
فهى ليست وما كانت
من وادى عبقر !
إنما من قلب ليس لشعراء
ستناديكِ فجرا
تحملها نسمات ليست مثل كلماتهم
إنما فقط تهمس
فتزيد جراحهم
فهى لكِ وحدك
أنت فقط وحدك
تكسر الوزن والعيار
وتعبر إليك البحور
إزهِ
-----------
إزهِ
فسوف تنطق عنى
وعن كل من أحبّ
أنى أحبّ أحبّ أحبّ
وأنى أحبيتك وحدك 
إزهِ
--------------------------------------------------------

قصيدة ها آنذا
--------------- 
هاهى هى شموسى
مالكم من سماء تظلّكم
هاهى رياحينى 
ما لكم من أرض تقلّكم
ها أنا ذا
سيف الحق بيدى مضاء
يأتى الباطل سمّا زعافا
بكلماتى
ناعمة حيّة لها البقاء!
فلتنغلق موصدة بمن فيها
كهوف البغى كلها سواء
بمفاتيح الحق
ونور من الله
ماله آخر منتهاه
ها آنذا
أنين الصمت
وذاك أنا أجنحة الطيور
أنا صبر الليل
وشمس النهار
كل جريح أنا صرخته
أمام موت الضمير
 أنا دمّ لا يستغيثوه
كيف لا ؟!
وفى قلبي أنا أحمل أسطورة
فليأكلوا لحمى
وينخروا عظامى
لكنى ولو بعد حين
مغردا آتى
طفل أنا من قلب النور
أنا السجن والسجان
للظلام والطغيان
القيد بلا طوق أنا ذا
كيف لا ؟!
وحريتى ليست لعبيد!
أنا الفخّ
أنا الضمير
 أنا الملح
من عذب النهر
والشهد أنا
من لّب القهر
يذوب الليل على بياض جبينى
أنا السجن والسجان
للظلام والطغيان
القيد بلا طوق أنا ذا
فذاك من الذى يمنعنى؟!
من يوم أن أكون
يحيا من كان له قلب
فيه كلمة الله
مشكاة نور
من له مثل أجنحة قلبى
وفيه كلمة الله
سنا نور
       يعانق السماء
--------------------------------------------------------
 قصة أسطورة 
------------------------
آه يا سيدتى
زعموا أنى طفل تائه مشرد
غرّت به سنون
حملته سفن الغربة إلى ما لا يكون!
أنا الذى..
غرّرّت بهم وبمن مثلهم ..
أيقوم أم لا يقوم؟
بؤساء. مساكين. بصمتى ينخدعون
لم يعلموا أن لقلب طفل عاشق
مدنا وتاريخ
لدولة عاشقين
وما سُطر وما بغد  سيكتبون
ليسكر من خمره
فى بطون الأمهات بنون  
ولا تفق من ثمالة تأويله
رجال فى سنين
مما كان وسيكون
فى حبك من دوواوين
-------------------
أسمعتِ ما سمعتِ
أم كنت علىّ حالى فيما مضى تبكين؟
هل ظننتِ يوما عنى أنك سترحلين؟
لا ياسيدتى 
أنا فى قلبك قدر قبلما تكونين
أَقتلوكِ كما ظنوا أنهم قُتلون؟
أم كان بيديك مثلهم
ألف سكين؟
------------
هاهو قلب الطفل الصغير
بضعة منى
بغضاته يعبر لجى بحار
وظلمات حنين
طوى العالم بما فيه
بنبل وكرامة وصبر صابرين
ينبت لآلئ مثمرة
وارفة على طريق النور
بكل آن وحين
-------------------
ألف غصن من زيتونة خضراء
على موتى وجرحى على جناح الأفق محلقين
و من شهداء ومكلومين
هذا كله يا سيدتى 
فى قلب طفل
فى كنانته تبيتين
حورية حوراء إلى يوم الدين
فى جنان الخلد مكنونة 
ببراءة طهر ونقاء طفولة
ساكنة على جبين قصائد
أعرف أنهم لها ينتظرون
هيهات هيهات
أنّى لموتى يقرأون 
أنى لنور شموسك فى قلبى يفسرون
ولك ألف شمس وشمس مهما تغيبين
-------------------
ألدى أحد مثلى أسطورة
أنطقت الحجر بنهر من نور
والله إنهم لمحرومون
هاهو قلب ذاك الطفل الصغير ..
طوى العالم بما فيه
أتعلمين لماذا؟
ففيه أنت زهرة تحيين
أتعلمين من هى؟
هيهات هيهات
أنت نفسك لا تعلمين
فكيف يقولون أنى
فى حبك مجنون
مجنون مجنون مجنون
فإن استطاعو أن يقتلوا
الحلم الصغير
فى قلبى الصغير
للطفل الصغير
فكيف طاوعهم طفولتى يذبحون
وقد أخذتهم صافرات رحلة طفل مجنون
إلى ما لا يعلمون
وما رأوا من سحره شيئا بعد 
والرجال بالنور يهتدون
أليس السيف لايدركه إلا حسام المنون!
فأنا فى حبك
مازال سيفى على رقبة الظلم مسلولا
نسوا ما عتقته لهم فى عشقك من خمر
فما بالهم بطفل صغير مجنون
---------------------
آه يا سيدتى
لا أهوى قطف رقاب صبية عند قدمى يلعبون
فأنا أهوى الصيد الكبير
بقدر حديث إفك الماجنين
بقدر ما ظنوه وهو آتون
بقدر مانمت فى عينيك حزين
وتقطع ألسنة الحب من قصائد 
وتكمم أفواه العشق بالمكائد
لا يعلمون أنى هناك
ألم يقولوا ذلك
ووجدونى أمامهم فى نارك
-------------------
يثرثرون
أن فى البرية طفل عاشق مجنون
وليتهم يصدقون
 يتسامرون
على لحمى يصبحون
وعلى دمى يمسون
هكذا يكون المجنون
-------------  
ياقوم استرهاب السحر لم يأت بعد
سيتسلل من قلب الطفل إلى قلوبكم
فتدور أعينكم فى مآقيها
وتبلغ الحناجر عاليها
ومع ذلك ما زالوا لايصدقون
فارس يقلب طفل صغير
صهرته أسطورة!
-----------------
ياقوم
الموتى فقط من لا يتكلمون 
ستسقط الأقنعة عن الوجوه
ستقول حينئذ ليتنى ما أكون
القائمة طويلة...
فى يد الطفل الصغير
من قلوب أبيات الشعر الحزين
أم تراكم بعرب لا تفقهون
لغة العاشقين
وكيف يكون المحب مجنون
لا تاريخا ولا لغة 
تفهمون
هاهو المجنون.. 
مجرد طفل لم يلهُ بدمُى وعرائس
أسطورة ولايشعرون
---------------------
آه يا حبيبتى
كم من مرة صرخت بها
يا حبيبتى
يا طفلة السماء
يا ابنة البحر 
يا براح الصحراء
وصرخت وصرخت وصرخت..
وبها ركضت على البحر
فهل سمعتِ مرة من صرخات ومن همس و بكاء؟!
ناديت يا أرض يا نهر يا بحر 
       أيتها الجبال أيتها السماء
إنطقى عن قلب الطفل بحبها
أبلغيها أنها كالأم والأم بعهدها
فهل تيقنتِ أنى من وراء الصمت
كنت أسيرا
بين حروف اسمك بصمتى كنت مسجونا
أفى هذا الحب مجون!!
أفى هذا الحب جنون!!
آه يا حبيبتى
لو كان بيد الطفل أن يحب أولا يحب
ماذا كان سيفعل؟
وما له من خيرة فى الأمر ولم يُكمل 
ما يُردي به الرجال
ويُصان به الحرائر
ماذا كنتُ أفعل غير غير أن أكون طفلا فى حبك؟
وماحرصت إلا أن أصون سرّك
وهكذا مرغما بقدرى
وبغربة طفولة حبك
وأسطورة يحكيها طفل صغير لم يشبّ عن الطوق!
فنسبونى إلى الجنون
والجنون منى براء.. فأنا الجنون نفسه
أم غيرى عقلاء!
نعم مجنون مجنون
--------------------
آه يا حبيبتى
إذا كنت أنت كل عبثى وجنونى
فلما سرقوا كلماتى فيكِ
إذا كانوا لا يعرفونى كما تعرفين
ولماذا إذن أحلوا دمى فيكِ
وهموا أنهم بكلماتى سيعشقون
أفى دمائهم مثلك كما فى دمى تجرين
-------------------
آه يا حبيبتى
وزعوا لحمى على تاريخ السنين
فازدادت نضرا
وحملت أجنّة ياسمين
لايعلمون ياسيدتى
أنى أحببتك قبل أن أكون
قبل أن أراكِ أو ترين
نعم أنا مجنون لى قلب طفل
ولو وزعوا عشق قلبى
لأحبك الرجال من آدم
إلى يوم الدين
----------------
آه يا سيدتى من جمرة حب فى قلب طفل عاشق
حملها فؤاده الصغير
مرتجفا يضطرمه الحنين
عاتبونى فيكِ 
وهم من أحب لا يعلمون
ونعتونى ووصفون
فكيف لا أكون فى حبك
مجنون مجنون مجنون
وقلب كل منهم يقول
ياليتنى مثل ذاك الطفل الحنون
ياليتنى
كنت مثله فيحبنى مجنون
-----------------
آه يا سيدتى
ألهم مثل سيدتى فى الخافقين
ألكِ شبيها مَلَكا يطير بجناحين
أدفعوا مهرا لإمرأة كما أمهرتك
بمَ قدمت من دمى ولحمى
وأحببتك
وما من غال فيكِ إلا ولك يهون
ومع ذلك
ذبحونى مرارا وما كادوا يفعلون
حتى قالوا أنّى لطفل 
من عشق وجنون
--------------
نعم يا سيدتى يا كل النساء
نعم تاريخ حبى لك
تاريح وسنين
كان ولايزل محفوظا مطويا
 تحت حنايا الجفون خفيا
آه ياسيدتى
عنك فليبحثوا ولينقبوا ولينبشوا
كل سطر وكلمة
فلن يعثروا إلا على دمى مسفوحا
رغبة بضمة
ألستُ أمهرتك نفسى كلها
وما مضى وآت من سنين
مثلى أبد الدهر لا يخون
كيف ذاك ؟
وأنا لا أرى إلا بعينيك النور
فأحببتك
نعم أحببتك. عشقتك. نعم عشقتك
وليقولوا ما يقولون
---------------
آه ياسيدتى
أحببتك طيفا أسكنته جراحى
أحببتك ولم ترَ عيناى أبدا لغيرك عيون
كيف أراكِ وأنا فيهما أخبرين
كيف وأنا مجنون
--------------------
آه ياسيدتى
كم من ليلة سهرتها جافيت الورى فيها
إستأنس بطيفك أنتِ يحوين
وظنوا كلهم هم من جافون
من كان الخاسر يا حبيبتى
أأنت؟  أم الورى؟
أم طفل مجنون؟
----------------
آه يا سيدتى
أبعد كل هذا الحب حب سيكون
أبعد هذا الحب فيكِ من مجنون
صامتا حاميا عينيك حتى عنى
بطفولة مشردة
وغربة يتيم
ورعشة قلم لايطاوعنى
وحياة فارقتنى
وفى ظلمة حسبوا قبرون
هم لم يفعلوا أبدا وأنت لم تفعلِ أبدا!
فقد كنت معى بنور يحيين
---------
آه ياحبيبتى
حينما أكتب عنك أجد نفسى
أنتِ التى كتبتين
آه يا سيدتى لو تعلمين
كيف فى عشقك كتبنى الجنون
فأكتب معه
أعذب جنون بأريج رياحينِ
نعم مجنون مجنون مجنون
وكيف لا ؟
وهم منى فيكِ يستعذبون
ما يجئ به سحر قلمى عنك
ولا به جان يأتين
أهذا هو الجنون يا سيدتى؟
آه ياحبيبتى
لا والذى خلق السموات
فما زال هناك ما سيروه عنى
يرويكِ ويروين
سيقولون ماعرفنا من عاشق مثل هذا
يخفيكِ فى دفء الشرايين
------------------
آه يا سيدتى أنت هناك هناك
خبأتك بين النجوم فى الفضاء
فلا يعلمون لك اسما ولا هجاء
لم يكن يوما ولن يكون
أنا إن متُ يوما عن اسمك أزود
فهى شهادة لى كنتُ
فى حبك عاقل مجنون!
------------------
أه ياسيدتى
أأرانى كما قالوا عنى
أنى فاقد وعى بحبك
أم مجنون
أم أنا مجرد ذكرى
يوما ما لها ستذكرين؟!!
كائنا بخبر كان
أو يكون!!
---------------------------------------------------------