سرماديا

سرماديا

ديوان من نسيم الفؤاد*** كامل


ديوان
(من نسيم الفؤاد) 
الديوان الثانى عشر
من الأعمال الشعرية الكاملة
(ديوان حدائق القمر)
----------- خالد العرفي


---------------------------------------------------------------------

قصائد الجزأين الأول والثانى
(واحد وأربعون قصيدة)
---
ألا أيها الفجر- كيف يغفو الفؤاد- شاعر هذا- أبدا لم يكن- ذات يوم- كيف الحب يكون- هذا قلبى- فى ظل سؤال-  فى عينيها القمر- فتاة الغصن- زهرة الشعر- مصير الشعراء- القصيدة الممنوعة- فى ساعة الشعر- فى ضوء شمعة- بعد مائة عام- لم يعد لى عين- قصيدة خضراء- فى تاريخ الشعر- شجرة الأرواح- فى ليلة شتوية- آخر أسطورة- حيرة غروب- على قدر- أتذكرين- أمسية صيف- لعلنا ننسى- فى ذكرى لقاء مفقود- همسة حائرة- فى خميلة حزن- أنا لست من يقول - خفقة سماء- يحدّثني البنفسج- أحلام شاردة- لعلى اتذكر- لو كنت شاعرا- متى اللقاء- لعلى أعرف- أنا في حبك- هذا من كان- لم يبق منى- لمَ تأخرت.
---------------------------------------------------------
قصائد الجزء الثالث
أين ذهبنا- أين أنت- بماذا أناديك- ربما نلتقى- إثنا عشر قصرا- قاعدة واحدة للحب
----------------------------------------------------------
(1) ألا أيها الفجر
---
ألا أيها الفجر
هلا شكوت سهرا من الوجد
كسهر مثلى
زادى فى السهاد وجد وأشواق
والذكرى سفينى
ورحلى
--
نبئها عن فؤاد غريب
كلم بهواه
أسير بين اليأس
والأملِ
--
يطويه مرة هجرة إلى عينيها
ومرات ذهاب الشعث
والشملِ
--
يناصبنى فيها طول ليل
ومع نسيم الفجر مسافرة
كل رسلى
--
لولا آهات ما حسبتها
ما سمع بلبلا ورى بفجر
ولا بليل
يكفكف عبرات عاشقين بتغريده
وقد أدركه من هواه
ما لا ينجلى
--
ألا أيها الفجر نبئها عنى..
----------------------------------------------------------
(2) زهرة الشعر
---
بغيرة المروج من غضّ الكلام
ومسير نسمة الفؤاد
ليال وأيام
رحلت زهرة الشعر فى الروح
فعرف القصيد الصبر
والصيام
---
رحلت إلى أفنان نهر
بعيد بعيد
وفى السماء توقفت تسأل
عن حلم جديد
---
أول ما سألت إمرأة
تسبح بين نجوم وأقمار
تحمل فى قلبها عنقودا 
من أسرار
وفى موعد اللقاء
ضمت زهرة الشعر إلى صدرها
وأخبرتها بمَ تشاء
كيف صار للبحر موجا فى الشمس
وكيف عرف الربيع ألوان الهمس
فى السماء
-----
وكيف كانت فراشات القلوب الفيروزية
سكنا للروح
وأزاهير الهوى الوردية
من أنين الجروح
---
منذ هذا الموعد
كانت لزهرة الشعر أغنية
بلحن ينادى عذبا 
كل مساء
---------------------------------------------------------
(3) كيف يغفو الفؤاد
--------- 
أنطقت وجودا بعذوبة صمت
فكيف يموت الكلام
وعارج معناه فى هواكِ
يموت كل عاشق بلوعته
ومكنون سرى وسر هوايا
بصدح محياكِ
--
وكيف لا يكون شعرُ وقصيد يغرد 
شاديا يجوب
يصف جمال ثناياكِ
نجوم وأقمار سابحة فى فؤادى 
وقد أضاءت لروح
لا وطن لها إلا عيناكِ
----
هل يسلو عاشق لذة الفقد 
ومن حنينه الطير قد عجب
ولم تريه يوما أو يراكِ
---
كيف يشكوه الموج لكل ساحل
وقد جرت من فؤاده بالأرض
دموع كل باكِ
أنهار وقد شقّت صدرى ضفافها 
عنك تسأل كل من هوى
شوقا لرؤياكِ
----
ومن الوجد أواه الزهر ولونه
وأناته ديوان صمت عاشق
أبدا لا ينساكِ
فكيف يغفو فؤاد به تحيين
وفى الروح منك وجود مسراه
وعروجه هواكِ

----------------------------------------------
(4) شاعر هذا
-----
شاعر هذا
الراحل فى تاريخ عينيك
شاعر هذا
المسافر بين أريج شفتيك
شاعر هذا
الذى يروى عنى وعنك
أتعرفينه حبيبتى؟
لا. لا..
لا أظن..
بين همس الجنون ففتشى عنه
إن أردت
فى ضوء ذاك القمر
المسافر من سويدائى
مسافة شمس
بين يديك..
-----------------------------------------------
(5) هذا قلبى
----
هذا قلبى
فيه شئ من أسطورة
همس المطر منذ مصرع الشعر
على باب قصيدة
وحشية برية
فى قلب الصمت
فولد ألف بيت من الألم 
والفقد
وشئ من جنون
فى هذا المهد
قلبى..
-----------------------------------------------
(6) أبدا لم يكن أبدا
-----
أبدا لم يكن أبدا
أن عزف الشرق
على أوتار قيثارة الورد
سوى لحن سرقته الروح
ذات حلم
من خزانة الصمت
---
أبدا لم يكن أبدا
أن كان السحاب راويا لعطش الشّعر
من ماء الفؤاد
والدّم
الذى يرسم عصفورا
يغرق فى حلقه البحر
ليلمس قصيدة
على أطراف الكون
حيث أنت هناك
حيث شرق لم يعرفه شاعر قط
ولا يدرى
كيف يكون الحلم
----
أبدا لم يكن أبدا
السّحاب قد ولد بعد
إلا حينما عزفت النجوم فجرا
على وتر فؤاد 
مشدودا بين كوكبين
منذ ألف عام
فى سماء باحثة
عن شاعر وأسطورة
بين وجنات زهر
يهيم
حينما أكتب عنك..
-----------------------------------------------
(7) ذات يوم
----------
إلى أين تذهب القصيدة
وقد مزقت خريطة الشعر
فى قلبى
منذ رأيت عينيك
---

إلى أين مسير الأحلام
وأين رحلت ألوان الربيع
والأحمر قد سرقه الديباج 
والعقيق
وإغتصبه الورد والمرجان
من شفتيك
وأين أذهب أنا..
وأين يذهب ضوء الشمس
كلنا تائهون
فإن إستيقظنا أضمرنا النية
لعلّ أحدنا يسرق قبلة من البحر
ليكتب الشّعر
ذات يوم..
-----------------------------------------------
(8) كيف الحب يكون؟!
------
سألت شمس إمرأة
كيف يصبح البحر فى جِيد زهرة
فلم تعرف كيف تجيب
ولا كيف كان السحاب سنابل مرجان
والمطر قناديل
وكيف ذهل ربيع عاشق
والورد وسنان
زمن الرحيل
----
وكيف وكيف .. 
فى العصر الأول
حينما كان القمر طفلا سجين الأشجان
والليل برفقته طويل حيران
وكيف وكيف..
والشمس ذاهلة فى قصيدة 
على غصن شجرة
عالقة وحيدة
تسألنى عن ذلك..
----
ومرت دقائق وساعات
ومضت سنون
وبعد مائة عام فى المتون
راودنى شذى زهرة عن نفسي
أجبت فى صمت 
----
وهل يسأل الشاعر كيف الحب يكون؟!
ليرى البحر فى جِيد زهرة
والسحاب سنابلا 
والقمر حرّا
والمطر قناديل..
-----------------------------------------------
(9) فى ظل سؤال
----
يحضرنى ذكرى موعد
لم يكن إلا فى ظل سؤال 
من خيال..
كانت الشمس راحلة 
والبحر أدماه غروب
غارقا فى جمال
وقد فشل فى صدرى 
الهروب
------------
وأسّرت لى الشمس سرّها
عن بحر غريب
وما أبكاه ذات يوم
من مصير عجيب
قلت لها
ليس الأمر جديدا
وقد لمحت الموج نائما
فى أحضان المغيب
وحلّ المساء
وانتبهت فى رمق أخير للإجابة
ذكرى موعد 
لم يكن أبدا..

-----------------------------------------------
(10) فى عينيها القمر
----
أليس هناك قصيدة كبيرة؟
بلى هناك
إمرأة تحمل فى عينيها قمرا
أكبر من ديوان
فى شروق لغة الصمت شمسا 
بين الأهداب
وموج البحر مسافرا يغنى
فى صدر الزمان
---
القصيدة الكبيرة
أن تكون زهرة
فى حديقة السماء
مثل نجم هاد
فى قلب عاصفة الأشياء
ورغم ذلك
لم يكتب شاعر القصيدة الكبيرة بعد..
لم يعرفوا إمرأة
فى عينيها القمر..
-----------------------------------------------
(11) فتاة الغصن
---
أخبرنى البحر كثيرا كثيرا
وعلى ما أذكر من ذلك
فتاة خجلة حييّة
تقرأ عن الحب
لأول مرة
وقد مر ملاك عابر يحدو سحابة 
عيناه تبرق 
مثل زهرة
--
أشارت إليه أنى هنا أيها الملاك
لك وحدك
ولِها مبتسما رحل
ملق لها بنظرة
---
منذ هذا اليوم البعيد
عزف المطر وضحك الشجر
وكان الحب
وعرفت النجوم ما السهر
---
منذ هذا اليوم البعيد
روى البحر للشمس والقمر 
والبشر والحجر
عن الملاك العابر وفتاة الغصن
وكيف ولد الهوى
من تلك الزهرة البارقة
فى عينيه..
--------------------------------------
(12) مصير الشعراء
---
هذا مصير الشعراء
ليس لهم ضرائح
إلا المتون
ليس لهم شواهد 
إلا الدواوين
ليس لهم بالأرض
من عناوين
---
الشعراء لا يحبون
مثل كل البشر
الشعراء يفنون
كبارقة الشرر
---
وهل يموت شاعر
وفى حلقه قصيدة يتيمة
وهل يموت شاعر قبل أن يحب
فتحيا حقيقة أليمة..
الحب..
-----------------------------------------------
(13) القصيدة الممنوعة
----
هل أخبرك عن القصيدة الممنوعة
فى وجه من سأل عنها
متى تموت المعانى
متى تصفو
ومتى تستعر نارها
----
تلك التى لا أذكرك فيها
قصيدة ممنوعة
تلك التى لا أراكِ فيها
قصيدة ممنوعة
تلك التى لا يجمع مطرها اسمك
قصيدة ممنوعة
تلك التى لا تذوب فيها الشمس وتغرق
قصيدة ممنوعة..
تلك التى لا تكونين فيها فأكون..
-----------------------------------------------
(14) فى ساعة الشعر
---
فى ساعة الشعر
تحضر أرواح الورود والياسمين
والحكماء والشياطين
فتولد روح الشاعر
بين النور والنار
وتموج البحار وتعذب الأنهار
وتولد القصيدة
فى قلب ينفلق طودين عظيمين
فيولد شاعر فى العالمين
بين أرض وسماء
-----------------------------------------------
(15) فى ضوء شمعة
---
أصدقك القول
أنا ما زلت لا أعرف بعد
ما هو الشعر
يقولون الشعر جنون
يزعمون منون
وما أدراهم أن الشعراء 
فى ساحة الموت يعترفون
تحت الدخان يموتون
ما أدراهم
أنهم سحرة ودجالون
يعاقرون آلام
---
أنا لم أعترف ولن أعترف أبدا
أنا لم أشهد
سوى زواج السماء بالبحر
أنا لم أرَ
إلا مطرا يقبّل وجنات الزهر
أنا لم أسمع
إلا آهات فى تغريد الطير
---
لست بشاعر
لأعرف
كيف يدرك الجنون
قلبا عاشقا
فى ضوء شمعة ..
-----------------------------------------------
(16) بعد مائة عام
---
سألتنى
هل أنت هو؟!
أحق أنت هو؟!
أأنت أنت؟!
--
ولم تدرِ أن السؤال يجب أن يكون
هل أنا أنت ؟!
---
غرابة الأمر
أنى عرفت السؤال
ولم أعرف كيف أجيب الدموع
والقطار سائر
فى إتجاهين
---
لم أعد أنا هو
ولا هى أنا 
ولا أنا هى
ولا هو أنا
---
تلاشينا كلنا 
أنا وهى
فى خضم الشعر
لتبق القصيدة بعدنا
لتجيب بعد مائة عام
من موتنا
أين هى وأين أنا؟!
ويحيا الشعر..
-------------------------------------------
(17) لم يعد لى عين
---
وبدأت أكتب عنك 
بطول ديوان
فى شرايين سحابة
لعلّها تمطر
--
ليمير أهل الهوى
وتسقى  منها قلوب
الياسمين وشعرا تقطر
من شغاف قلبى 
وأغصان نور روح
تورق وتزهر
---
وبدأت أكتب وأكتب
بريشة من أضلعى
----
يا حبيبة فى جبينها إثنا عشر ديوانا
من الوجد
لا لا
يا حبيبة كبرت بين يديها الشمس
لا لا
يا صنو روحى يا شقيقة الهمس
لا لا
----
وكتبت سطرا فى شهر
فيه زاد من مداد العمر
صوت الشعر
لعلك تسمعى
---
أتذكرين مذ إفترقنا
منذ ألف عام
كيف صار الشعر وهما
وتأويل أحلام
وكيف أصبح الزهر جسدا
للآلام
أنا أذكر من هذا شيئا
فاذكرى معى
---
أذكرى شمسا غائبة
دهرا فى الفؤاد
أذكرى همسا نابضا سرّا
فى البعاد
أذكرى حبيبتى رَدَىَ النجوم
فى الوهاد
أذكرى حبيبتى تلك الأصفاد
أذكرى بدموع قاهرة
فلم يعد لى عين لأبكى
إلا عين أدمعى..
أذكرى.. أذكرى..
 -------------------------------------------
(18) قصيدة خضراء
----
الشعراء لا يكتبهم التاريخ
فهم التاريخ
وشئ من حقيقة
الشعراء رواة للجنون
يكتبون بريق الحياة
وكيف تحيا 
وكيف تموت زهرة..
---
الشعراء
أنصاف ملائكة وأشباه شياطين
سحرة
تسهر فى آخر هزيع
تعاقر خمر معانٍ
معتقة فى البحر..
---
أعرف واحدا منهم
نصفه ملاك
والشطر الآخر أحبّ يوما
فلا بات إنسانا ولا ملاكا
بل قصيدة خضراء
نبتت فى الحجر..
---
وتشابكت الغصون
بين كواكب ونجوم
مسافرة
وغار الشجر
---
ورغم أن الحياة والتاريخ شقيقان
منذ زمن آدم
فقد نكرا شقيقا ثالثا
الشعر
إستاثر وحده بالحقيقة
أهداها للبشر..
-------------------------------------------
(19) فى تاريخ الشعر
----
والنهار معلق بصره بباب السماء ينتظر ضحاه
أتت
تلك السحابة الكبيرة المسماة قصيدة
هكذا مكتوب فى تاريخ الشعر
وهكذا قرأت
أن النهار كان ينتظر
والكلام فى مدينة الصمت يحتضر
قبل أن تأتى مضيئة
تزفّ الضحى للنهار
الشمس
---
وفى الباب الثانى بعد المائة
أمعنت النظر
كان هناك حكاية غريبة
عن طفولة  البحر
وغربة القمر
--
كان هناك صورة
لتمثال وباب وإمرأة فى كهف
ودققت
فإذا التمثال لتاريخ عصور
والباب للشعر أنهار من نور
والمرأة قصيدة من ذهب وعقيق
لؤلؤة
---

وبخط ملائكي جميل
يكاد يُقرأ 
صورة فى سنة الشعر
ألتقطت
بكوكب آخر شقيق
عثر عليها بحّار غريب 
فى محارة قصيدة  
تحت مدينة صمت خاوية
من ألف سنة
-----------------------------------------
(20) شجرة الأرواح
---
وأخبرنى البحر أيضا
فى رحلة الشعر عليك أن ترى قلبا عاشقا
والروح فى قبضة الألم
أسيرة تذوب
أن ترى كيف تحلق روح للسماء
فى لحظة وداع الشمس
ساعة غروب
---
لا يكفى فقط أن تحبّ
لترى تلك الشجرة المسماة الروح
لعلك تصطلى
تقبض من سناها قبسا للحقيقة
فتنجلى
ولا يكون أبدا
حتى ترحل الروح 
وراء الكون
فى نور تجوب ..
---
فى ساعة الشعر لا تدرى أين تكون
إلا بين موت وحياة
غريبا  فى كون غريب
لتوقن
أن ليس للروح نجاة
أن للزهور شرايين في شذاها تسبح
شمس لا تغيب..
---
وتنتظر دهرا لتدرك
كيف تضئ
أفئدة أغصان شجرة الروح
فى القلوب
--
لم يخبرنى البحر لأعرف 
متى موعد اللقاء
بسنا الحقيقة
فى عالم آخر رحيب..
----------------------------------------------
(21) فى ليلة شتوية
--
فى ليلة شتوية
والقمر شاحب حزين
وبشارة الربيع سرقها
كفّ الضباب
--
مثقلة أغصان الأشجار تردد دعاءها
وقفت تتأمل
هجرة معان للسراب
--
والبرد خاف ألا يذهب
والريح تبكى صامتة
دهرا تنتظر
فراشا قد ذاب
--
وعلى مهل هبّت عاصفة
فى شرنقة قلب
فانطلقت القصائد فرحة
بالسحاب
--
وعاد الشعر مبتسما
وأخذ يضم نسيم الصّبا 
سائلا القلب
عن أسباب
صمت ولم يعقب
أهداه من شذاه الأزاهير
والربيع نهرا
قد جرى وانساب..
--------------------------------------------------
(22) آخر أسطورة
---
فى لحظة قدر
كان علينا أن نلتقى
لكنها بعد لم تكن
كانت هناك تلك الخرافة..
                      العالم
وأشباح محطمة..
                     الناس
وأشياء يطلقون عليها مدنا..
                     الدخان
تتلظى مهشمة تحت الرماد..
----
وطاردتنا اللحظة
لعلنا نلتقى
وهكذا مضت أعوام أخرى
من الأمنيات
لكننا أيضا لم نلتقِ
وتلاشينا فى انتظار..
---
ومنذ أن نسينا أن نلتقى
مرّت أشتية حزينة كثيرة
تسأل عن ربيع
قد ضاع
ونسيم القلب حزين
فى غيم الوداع
---
وذات لمحة ربيع
وقد عاد
دّقت أجراس ناقوس الذكريات
فتذكرنا أشياءا كانت تسمى
المطر والطيور
والأنهار والبحور
وحديث الأشجار
ذكريات كانت نائمة
إنبثقت من شرنقة دنيا
كانت قد علقت منا ذات يوم
فى وهم السراب
---
وأشرقت شمس نضرة
معجزة
بدّدّت غيوم سماء الروح
لتسطع فى الفؤاد
--
وفى ظل آخر أسطورة شذى ربيع
قبل أن يرحل مهاجرا
إلتقينا
فى همس النسيم
للزهر والفراشات..
------------------------------------
(23) حيرة غروب
---
بين معنى فى قبضة الألم 
والقمر أسير هاذيا  يشكو
فى الغمام
كان القصيد طفلا
فى البرق
ولا دواء لفؤاد
بمعنى حائر 
قد هام
ينتظر مطرا غاب من دهر
وروح الشتاء ذاهلة
فى آلام
--
وفى لحظة قدر
شبّ المطر فتيّا
منهمرا من روح قصيدة
وجعا وأنغام
بصوت نبض أفئدة النجوم
ونهر الحرف جار
فى أحلام
---
ولم ينجب معنى يوما 
إلا فى ألوان ربيع والهة
من وجد نسيم
تاق شوقا
للقاء البارحة
فى بستان ذكريات
تودع شمسا
صامتة هائمة 
--
وعند الشروق
ووهج القصيدة غاو لفراشة الفؤاد
كان اللقاء
وكانت حيرة الشعر 
فى الغربة
والكروان شجيّا شاد
يزجي بشراه
لحزين الطير..
------------------------
(24) أمسية صيف
----
على بعد قرابة قصيدتين
من موعد اللقاء 
بين قمر وشجرة
ذات أمسية صيف
والمراثى سنابل صفراء حصادا منتظرة
كان كل ما تبقى جانب الطريق 
شئ من ذكرى..
---
كان القصيد لايزال متعبا مجهدا
وجدار اللقاء الأخير
يتداعى للسقوط
فى ظل نظرات شاردة..
--
وشجار السنوات التى مضت  
والدقائق التى تبقت
والفؤاد ينتظر معلقا
بأغصان خريف ساهدة..
---
والنسيان غاف فى الظلال
عن آخر ذكرى بيننا
أنا وصمتى وحيرة الأسئلة
فى أريج زهرة..
--
ورغم ذلك
كنت قد إدخرت شيئا
من آخر ضوء شمس غاربة
شئ يقال له الشعر
نظرة راحلة
فى برودة الموت..
--
ومرّت القصيدتان بغتة
صوب فجر غريب 
وفى لمح البصر
إخضرت قلوب المعانى
متعافية
فى أكمام حزن الزهر..
--
ونهض النسيان
آخذا بيد الذكريات بطريق جديد
لمرثية
ولم يعد للصيف ما يتذكره يوما
من آخر أمسية
--
كنا قرابة قصيدتين
من موعد اللقاء معا    
بين قمر وشجرة..

---
لم أعد أتذكر ثوان منسية
ذكرى أمسية بعيدة
فى فؤادى..
--------------------------------
(25) لعلنا ننسى
----
مثل عصفور أخضر
فراشة كلمة
ملهمة ألوان الربيع
الورود
قلت لها أريد أن أنسى
قالت لى أذكرى؟!
لم أجب 
وأردفت
أريد أن أنسى
والتقينا أنا وقصيدة بطول ديوان
لعلنا ننسى
--
وظللت أستمع لهمس المستحيل  
حتى ظننت أنى نسيت
وعلى صدى صوت السماء
إستيقظت
فى زمان غير الزمان
وإذ القصيدة مخلوقة
من نسيم الفجر
وإذ كائن غريب يتنفس
فى حيرة الصدر
وأنا لم أعد أنا
من يوم الرحيل
لأنسى
-----------------------------------------
(26) فى ذكرى لقاء مفقود
--------
على أن أعترف
أننا لم نلتق من قبل أبدا
أنا وهو
إلا يوم هجرة سنابل القلوب
كان ممتلئا مكتظا
له ملامح السنين
سألنى وسألته وكتمنا السرّ
التاريخ..
--
حدثنى عن إمرأة من منزل قمرىّ
وكيف أن ضفائرها رحلة خمس سنوات
بعد آخر مجرة
ثم ذكر إثنا عشرة
قلت: نجما
قال: لا
قلت: كوكبا
قال: لا
قلت: وماذا بعد
قال: بل شاعرا
فى ذكرى لقاء مفقود
وتمتمت:
إثنا عشرة.. إثنا عشرة.. فى بضع سنين..!
وأضفت:
أين كانت الشمس والوجود؟!
أجابنى: ضاعا
فى ذكرى لقاء مفقود 
ومراثى الشعر غريرة فى المهد 
بين رجل وإمرأة 
حاولا أن يتذكرا مأساة  
من بضع سنين..
------------------------------------
(27) همسة حائرة
-----
من همس أفئدة ساكنة
حدقتى القمر
تتسامر والظلال أن وأن.. وأن..
أن الشعر خيال نوّة
من سلالة الحقيقة..
---
وفى همسة ثانية:
شبّ عن الطوق
بين الموج والصّخر
كان أسيرا
فى قبضة الريح
يتذكر فيروزة غرقت فى البحر
بسر الشوق
وبالغيم ضوء الشمس
راقد جريح
----
وأدرك الشعراء ألم وحزن
تاهوا فيما كان الأمر
وكانت الدواوين
غابوا فى شعاب الكلمة
زرعوا الشعر
جنوا الوهم
فى أودية السنين..
---
وظلت الفيروزة تنتظر عاصفة
من دهر إلى دهر
شاعرا
يدركه الجنون..
---
وزادت الرسائل التى تسكن حدقتى القمر
بهمسة نسمة حائرة
بين هدير الموج
فى موسم حصاد
ربما يأتى يوما
ويكون..
لنتسائل أين كنا وأين نحن..
أين القمر..؟!
------------------------------------------------
(28) أتذكرين
--
أتذكرين مروج صمت داكنة كالليل
والذاكرة أشلاء وهباءات
من ضجيج
أتذكرين كيف كنا..
--
أتذكرين
كيف مضى موسم الحياة
ولم يترك غير أثر
من أريج
أتذكرين
كيف رحل عنا..
--
أتذكرين
كيف جرت الذكريات أنهارا
من دهشة
والدهر حار منا..
أتذكرين
--
أتذكرين
كيف رسم الهاجس الأخير
ملامح الأمل فى قصيدة
بين قلق وأجيج
وكانا جنة
أتذكرين..
--
أنا أذكر
تلك الومضة الخاطفة
فى الفؤاد
مثل بارقة
أضاءت حدائق السماء
 في لحظة واحدة
أنت..
--
لكننى نسيت اليوم
من أنا .. ومن أنت
---------------------------------------
(29) فى خميلة حزن
--
لم يكن يحلم بعد
هذا القلب
ليصبح شاعرا
لكن لا أدري كيف إستيقظت ذكراك
ذات غروب
فى قصيدة منفى تبحث عنى
لأرث مجرد لحظة
تاهت ذات يوم
فى خميلة حزن..
--
لا زلت لا أعرف
منذ متى قد ذهبت
تغرس أشجارها فى فؤادى
ذكراك..
--------------------------------------------
(30) أنا لستُ من يقول
-----
أنا لستُ من يقول أحبك
في مهب عاصفة
ومثقلة من حمل بحر
ما زالت كلماتى..
--
كيف أقولها
وجراح العمر شاردة
لها من الأسرار
ما يكفي
--
كيف أقولها
وفصول العمر مدن زاخرة
لها ما يكفى
لترهق أسئلة لائذة
بغربة
لا زالت تحيا فى عينيك..
--
ألا يكفى كل هذا الحب..
لا أظن يكفى ..
----------------------------------------
(31) خفقة سماء
--
أن أكون شاعرا للحب
لا..
كلمة فى مهجر الروح
لا..
إنما خفقة سماء فى شجن معنى
لحظة قدر تمضى بى
قبل أن تغرّد فى الفؤاد
ذكرى قصيدة 
لتحيا..
-----------------------------------------
(32)  يحدّثني البنفسج
--
يحدّثني البنفسج دائما
من سنوات قديمة
عن أسى ضوء قمر
كان ينحسر
تباغته ألوان الذكريات
والأحلام الوردية
بيد أني
حينما أنصت إليه
أكثر وأكثر
ألهم من متناقضات الحياة 
والموت
خضرّة شاخصة تغشى
الروح
بين ضفاف كلمة تحتضر..
أحبك..
----------------------------------
(33) أحلام شاردة
--
بجوار الأسئلة الحيرى
وهى تذوب شوقا ووجدا
وصوت الوداع
ما زال يحكى
يتسائل متى العودة
والشعر كان يبكى
وهو يجمع ظلاله
من قصيدة
يتسائل والبحر:
هل يفنى عاشق بأحلام شاردة
وزادت الأسئلة
لماذا أنكر الليل هذا الضوء
وكان يوما
سبيل الرحيل
من مقلتيك..
حبيبتاه..
-------------------------------
(34) لعلى أتذكر
----
 حبيبتاه يا حبيبتاه
ما أحوج القصيدة لشئ من الحزن
لتبقى
لذا أسكنتك ذات يوم النسيان
لعلى أتذكر
لكننى تهت في زحام الكلمات
ولم أفعل..
--
أترانى أتذكر
وقد تركت قصائدى تنام فى قلبك تذكارا ؟!
أترانى أتذكر 
حبيبتاه
ولم أجد من الوداع بعدك
إلا شوقا ونارا 
--
ليس لدى ما أقول
غير لعلي أسترد الذاكرة المفقودة يوما
لأجمع الآلام المبعثرة
من بين الذكريات
أتذكر متى كان لقاؤنا.. متى كان الوداع؟!
أتذكر أين أنا ؟!
ومتى نسيتك؟ !
----------------
(35) لم يبق منى
---
حبيبتاه يا حبيبتاه
ضعى اسمك فى هذا 
من كان مسماه
أنا..
إقرأيه جاريا على نهر
نورا جرى وسنا
حاولى السفر مرة 
فيمن كان يوما 
أنا..
لكن لن تجدي من دمى وروحى
شيئا أبدا
فقد ذابت بعدك الحياة
شوقا ووجدا..
--
لم يبق منى غير الحب
وشى من نسمة فؤاد
تهدى العاشقين بعدى..
---
يتعلمون
كيف يرهفون السمع لحديث الزهر
وهو يغازل همسا
الفراشات
كيف يصبحون ألحانا
توقظ أسرارا
نعست دهرا
فى نجمات
--
فى حبك هذا..
أنا حب هذا العصر..
فى حبك هذا
لم يبق إلا أنا أحاول أن أتذكرك..
---
ورغم ذلك، أتعلمين..
أننى مازلت بعد لا أعرف
من أين جاءنى هذا الحنين
والشجن
إلا بعد أن حاولت أن أنساكِ
ألف مرة...!
ورغم ذلك لا زلت بعد لا أعرف
كيف أنساكِ
------------------------------------------
(36) هذا من كان
----
حبيبتاه
هذا من كان يسمى
قبلك عاشقا
هذا من كان يسمى قبلك حببيا
هذا وذاك..
ومسميات كثيرة
لكننى لم أعرف بعد كلمة
لأصف بها
من ذهب عمره قبل أن يولد...
باحثا عنك فى الشمس
فولد من حبك ألف عاشقا
وألف حبيبا
وألف زهرة تفتحت 
فى سويداء فؤادى
---
إذن
فليكن مزيدا من سفر فى النور 
وترحال
حتى أجد كلمات سوى
أحبك
أعشقك
أفتقدك..
--------------------------------------
(37) أنا في حبك
--
أنا في حبك مثل سراب حلم
واحة طائر
يهفو إلى البعد
أنا فى حبك مصير كلمة
حاولت أن أهديها قبل أن أولد
بين يديك
فكان الشعر من دمى..
--
ولا زلت لا أدري لى مصيرا
إلا أنت..
------------------------------------------
(38) لعلى أعرف
---
ما زلت أفكر فى بقايا سنا
سكن ذات وجود 
غصنا بيننا
ممدودا بين الدموع..
--
ما زلت أسمع 
شكوى دمع الأحلام
والنهار لا يأتى
ما زلت أرى 
مدينة تحدق في الشروق
من بعد ما أرهق الليل 
سهرى
--
لازلت لا أعرف من أنا..
--------------------
(39) متى اللقاء
----
لو كنت أدرك
أن حبك سيحملنى بحّارا 
فى الخيال
لأصبحت شاعرا
لكننى معنى كلمة
بعد لم أزل 
--
و ما زلت الدهر أنتظر
الشعر من عينيكِ
والألم يتردد فى النفس
وهذا السبيل الشارد
منذ أحببت بين
أمل ويأس
يتساءل متى اللقاء
---
ولم أدرك شيئا
لم أعرف ماذا أفعل وقد كنت غريبا
فى قلب زهرة البكاء
يرافقنى بحر
مفتقدا مروج السماء
وزهرة الذكرى الناعسة حزنا
بين ذراعى المساء
لم أفهم
أن شيئا ما يسري من قلبى
نجوما 
من هذا البحر
شيئا اسمه الحزن..
-------------------------------
(40) لو كنت شاعرا
---
ماذا كنت أصنع
ونسمات الشوق تعبر بى
إلى مشارف قبضة آلام
ولم تكن أيامى بعدك
إلا سراب ريح
وهى ترتقب شيئا
من أحلام
---
وظلال الوهم تتهاوى
فى المعنى تتخبط
ليال وأيام
وجوانح الذات تتبدّدّ
فى ظل عاشق
يشتاق إليك من دهور
---
لو كنت شاعرا حقا 
لعرفت
كيف أصف هذا الحبّ..
لكننى بعد لم أزل أتعلم
لم أعرف
كيف يكون هذا الحبّ...
------------------------------------

(41) لمَ تأخرت
---
أترين تلك الكلمات
وقد صارت فى قلب خطى
تقاتل المستحيل
تذكرنى كلما تنفست
أننى وأنت تهنا
فى درب الذكرى الطويل
--
أترين كم قاتلنا الصمت من أجل لحظة
بعمر خمسة عصور
أترين ..
---
أم لم تسمعى صوت هذى الدهشة
فى روضة الذكريات
وهى تنادينا
أم ما زال الخريف يتربص العمر
على أغصان حزن
يظنّ يشجينا
أنا لم أسمع حبيبتى إلا همس حبك
بروحى يجرى شوقا إليك
أنا لم أر إلا ليلا
وهو يجمع السهر الساكن جفونى
بعد الرحيل
----
وفى كل مرة
كلما قلت هذا آخرعهدى بالشعر
عدت ألملم بقايا غربة تسألنى
لم َ تأخرت ..
ولا أجد نفسي
إلا وقد تغربت من جديد
فى زهرة تنتظر حبيبها
كل شروق..
--
وكل مرة أقول: 
أذهب فى المحال
ولا أعود..
لكنه هذا الذى يخفق بالشوق
الشعر لا أنا.. حبيبتى
---
ما تمنيت يوما 
أن أكون شاعرا 
إلا لأحلق فى سماء الذكريات
منذ وداعنا..
ولن أكون..
---------------------------------------------------------
قصائد الجزء الثالث
(تباعا) 
---------------
أين ذهبنا- أين أنت- بماذا أناديك- ربما نلتقى- إثنا عشر قصرا- قاعدة واحدة للحب-
-----------------------------------------

قاعدة واحدة للحب
-----
بدون قواعد
كان هذا الحب
وكنا
الحقيقة الوحيدة التى تبقت بعدنا
أننا رحلنا 
--
ومنذ الرحيل
للحبّ قاعدة واحدة..
لا أربعين ولا مائة
نحن..
منذ إلتقينا بقدر..
---

من يومذاك
وفي سرمدية حياة
عينان تجاريان دهشة الشعر
فى فمى
ومن فجاج القصائد إلى شِعاب المعانى
تتبعنى الظلال..  
ويتجدّد الشعر فى دمّى..
منذ إلتقينا..
--
 
 


إثنا عشر قصرا
--
سؤال أدهشنى
أبكانى
لمَ بنيت لإمرأة إثنا عشر قصرا
بين الشمس والقمر
لم أجب
فمنذ شيّدتها وأنا أسكن بين النجوم
مسافرا
لبناتى من سنا عينين
بهما أئتمر
--
لم توجد إمرأة من قبل
لها إثنا عشر قصرا فى الوجود
إلا فى قلب مثل قلبى
وخاطرى الناظم 
والبانى..
--
فى سماء حبك نجمة بعد نجمة 
تنير ساطعة
تجيب عنى العاشقين
من مداد الروح
ديوان بعد ديوانِ..
---

ولا يزال السؤال الذى أدهشنى
وأبكانى
لم َ بنيت لإمرأة إثنا عشر قصرا 
وأجبت
يكفى أنها الوجود 
فى قلبى
يكفى أننى الذى أحببت
لأبنى ...
-------------------


 


أين ذهبنا
---
سل النهار ياليل
عن حبيبى
منذ رحل عن عيني
إلى خطرات الوداع
لم يبق شئ لم أسأله
أين قد ذهبنا
أين الطريق
أين من خطانا 
قد ضاع
---
وفى وسط أنواء الغربة أَتانى
من العين حيرة
ومن قلبى كان السماع
لكن لم يجب منى إلا موكب دموع
قد تشتت دهرا
بين المداد واليراع
--
حتى  همسنا 
إنقضى فى قلب الردى
إنقضى منا
كما تنقضى الأحلام
--
ومن عجب
أني ما زلت أحيا
على أطراف مستحيل
تلتهمنى الأوهام
لعلى أستيقظ من لحظة وداعنا
لنلتقى ثانية
نجد ما ذهب من أيام
نتسائل كيف ضاعت الحقيقة منا
كيف يوما قد تهنا
ودوننا كل غرام.. 
--------------------------------
أين أنت
----
كيف يموت كل شئ
يا كل من كان لى
كيف يموت كل شئ
يا كل ما تبقى لى..
--
يا كل شئ
يا روعة السكون والغضب
وحلما سرقنى
يا سر الوجود الذى إغترب
بقلبى وقتلنى
--
أين أنت
كل ما في يصرخ أين أنت
أواه من هذا الحنين
--
أين أنت
منذ هذا الأمس البعيد الحزين
أين أنت ياعمرى..
--------------------------------
بماذا أناديك
--- 
بماذا أناديك وكل كلمة ولدت
فى ثغرك
بماذا أناجيك وكل همسة
سرّى وسرّك
وماذا أقول
وأنت أنا..
--
تاهت خطواتي..
إنتحرت كلماتى..
ماتت عبراتى..
لم يبق شئ منى إلا ليسألنى
أين أنت 
وأين أنا
--
لم يبق إلا أن أموت إشتياقا
وأنا أناديكِ..
------------------------------
ربما نلتقى
----
أألقاك فى زهرة..
وشذاها يجمعنا
أألقاك فى خاطر..
وسناه يجمعنا
أألقاك بسحابة..
ومطرها يجمعنا
أخبرينى
فلم يعد القلب يعرف شتاءا
ولا يدرك ربيعا
ما باتت فصول الأشعار
كما كانت سريعة
تمضى مشرعة من جمال إلى جمال
منذ أحببنا
--
ضمي تلك النسمة الشرقية من ذكراى
إلى صدرك
تنفسى عطرها من أنفاسى ستجديها
تنادي باسمك
مناجاة
ربما نعود يوما كما كنا..
----
ربما لن يعرف الوجد سبيلنا
بنفس ملامح الحزن
بذات الحيرة
ربما نكون معا فى نفس الطريق
نتلاقى والربيع
فى مسيرة
ربما إشتاق هذا الكائن الأسطورى مثلنا..
الشوق..
ربما نلتقى..