سرماديا

سرماديا

جدارية حديث تغريدة الأطيار****




جدارية
 حديث تغريدة الأطيار
 مختارات
----   خالد العرفى

----------------------
حبيبى
يا تغريدة الأطيار
فى الأسفار
حبيبى
يا قلب عصفور
لا يأنس إلا النور
حلا وترحال
يا ذاكرة حلم
عاص على فهم موت
كم حاورتك
فتلامس منى
حقيقة الحياة
---
يا شعاع شمس
ترفل فى مهجة نفس
فى رقة غمامة ضحى
أو بَرق فجر شَّرود
يا منضود حبات مطر
يا ساكن أفنان طوال
فى أيكة فردوس سماوية
ليس لها مكان

-------
رغم،
أغانى الشتاء الحزين
رغم،
أطوار الإغتراب
رغم المنفى
رغم الغربة
رغم سنا خاطر فى لحظة
وداع
رغم الأمواج على وجه الشمس
لم أكن أهلا للشعر
حينما كان فيك
وبين جوانحى
الشّعر فيك 
قد ضاع
حبيبى

----
كم أنبت الوجع فى دمى
معان باحثة عنى
كم ذرتنى فى راحتيك نجما تائها
رسمها سحاب الغروب
وفشلت فى حبك
أن أغدو بلا أثر
فى السماء
-----------
كم
ناديت أيتها الساهرات
يا كلماتى الصارخات
فى عمق الهزيع الأخير
من القلق
كم
جُبت شرقى وهج عينيك
لأدرك وأفهم وأعى
اتجاهات الغياب الأربع

--
كم وكم
كم صرخت فى فضاء الشّعر
كم
ضربت صحراء الشّعر
أين الكلمات؟
أين ذهبت المعانى؟
كنت أوقظ كل كلمة جديدة
من غفوتها
لتجاهد معى لأنطق
بنزيف الليل المنفى
فى وسن الورد
والشتاء الخفي
بين أسوار غربة ووجد
ورحلات إغتراب وفقد
كم وكم
كم همست للظلّ ونادمت الطلّ
كل فجر
بأبيات شهيدة
بين الغروب والشروق
على حدود عينيك
ليزداد ما قدمته
من شهداء بعد المائة
ألف ألفِ
خزنّتها بقلبى
لئلا يراها الشعراء فتزيد جراحهم
بسراب سرّ لا يُدرك
ينسل خمرا من كفِّى

------
كم وكم
كم ناشدنى القصيد جنونا
كأننى على حافة الهاوية
كم
ساومنى الشّعر
كم رادونى عن روح الشمس
وحديث البحر
وكيف لى ولست بشاعر
كان يُخفى
وليس لى إلا نفس واحدة
بثثتها بين أريج الأزاهير
لكن
وعلى الأهبة دوما
ذاك نجمى
كان بازغا
رابضا سناه بين أهداب عينيك  
مرتقبا جناح الحرية
ليطير
لينطلق على جناحى اسمك
محلّقا بين النجوم
بالشّعر

-----
هكذا أحببتك
وأحصيت لك حروف الربيع
وما زلت أحصي
كل معنى
فى رقة قلب كالعلم
هكذا أحببتك
وهكذا سأظل
كعادتى،
أستمع ماقال بحر لسماء
فى سدول ليل غريب
تحت الماء
أرتب ما لنا من شدو وبكاء
فى نهار ساعِ بهمس صمتنا
حثيثا فى مساء

----
حكاية عمر بالدماء
إسمك
فريد الوحدة
صلب العقيق
مشيج
ترائب الوجدان
مختوما به كل يوم مضى وكل ليلة
بالشجن
بالحزن
بالفقد
كم سُألت
ولم أٌجب مرارا
كم وكم
كم صمت
عمّن أكتب قرمزا
ويغزلنى حريرا

----
وحينما أوقد الحلم الكبير
مشكاته فى قلب الشمس
كان الجهاد الطويل
ضد الموتى
ضد الأشباح
ضد الأرذال
لم يروا الشمس جهارا
عادوا القهقرى..
وبقيت لهم الجراح
والموت
من جديد
على حافة تخوم كلماتى
-----
وبقينا نحن
الحقيقة الغائبة
أنا وأنت
المكان والزمان
سرمدية صدى ساكن
حلم برئ
دون وصفِ
كل ما فى الأمر حبيبى
فقط أنا وفقط أنت
فقط " أنا " واحد
آخر من يحب بالأرض

-----
هكذا أذكر
وهكذا لا أنسى
حكاية العمر

-----
حبيبى
سيأتى يوم آخر أحبك فيه
يوما بعد يوم
مرة تلو مرة
آلاف المرات وآباد الأيام
كل مرة  وكل يوم
تماما كما أول عهد اسمك نطقت
تماما مثلما أول مرة لك أحببت
كلما قلت أنى أحب ولها سمعت
سأظل أحبك بصمت
وسيأتى زمن آخر فيه أحبك
طالما حييت
-----------

حبيبى
كم وكم
حاولت أن أصفك
فى سماء كلمتى
بصبوة شمس عاشقة
من خزائن دمي النازفة
يا زهرة برية المجهول
ياغصنة زيتون بتول
يا لحن الأغنيات القمرية

-----------
علموا منى
أنك نبوءة من ألف عام أو يزيد
نعم النبوءة
فانتظروا التأويل
وانتظر الشعراء أيهم يحمل الرسالة
فى عصر يسبي القصيد
يحسبون أسهمم فى الغنائم
بقرض كل خبر
بوحشية الإدعاء أنهم وحدهم شعراء
ولم أكن شاعرا قط قبلك
ولن أكون
بعهد بيننا
ألا يصف فى يوم غيرك
وقد أعجزنى فقط كلمة واحدة
كلمة واحدة
مستحيل
أن أقول مرة أنى أحبك
ورغم ذلك فى النهاية
جلسوا حول عامودي
يقرأون أكفَّ السمر
دجّالون
كذّابون
بينما ببسمة حلم لاينكسر
كانت أبياتى تختال
فى مناكب اليقين
أن النبوءة لى حصادا
من ألف عام أو يزيد
بتعبير فريد
أنت حبيبى

-----
واحبيبتاه
يا صفو السحاب يا رضاب الطلّ
يا صبحا لا ينام ولا يكلّ
أنت النبوءة حبيبتى
مهما مضى من تأويل جامح
مزّق عُرى الشعراء
تمزيقا
حينما سلمتينى لوح النبوءة
وكانت بعينيكِ
الأسطورة
وقصيدى بحر مدخر
واحبيبتاه
يا صفو السحاب ورضاب الطلّ
يا صبحا لا ينام ولا يكلّ
أنت النبوءة حبيبتى

----------
حبيبتى
يا طفلة السماء
يا ابنة البحر
يا براح الصحراء
كم صرخت وصرخت
كم  ركضت على البحر
فهل سمعتِ مرة من صرخات
ومن همس و بكاء؟!
ناديت يا أرض يا نهر يا بحر
أيتها الجبال أيتها السماء
ها أنا وها حبى
باسمك ترتل مآقيا
بمحراب الصمت
تناجيكِ رغم أنف ليل غالس
كم أبّى الشروق
وإنشق الليل من قلب الدجى
بشموسى
تتوارى عندى
وتشرق عندك
-------
يا شطر الروح
يانداء الصمت والهمس
كم قدمت فى حبى إليك
من شهداء
وكم أزهرت من أقمارِِ
كم من كلمات جامحة استشهدت
وكم من وتيرة نبض
كانت شظى محترق
كم كنت أنا نفسي شهيدا
كم وكم
من كلمات شهيدة
زففتها إليك
مطهرة بنور
فراشات حوريات عذروات
من عناقيد موشاة
زبرجدا وياقوتا
من زمن سليمان
من تحت عرش ممرّد
إليكِ مرساة
لكِ وحدك
الكنز المخفى
بين عينىَّ
وسيظلّ حتى موتى
-----------
هى حبيبتى
من لؤلؤ مكنون ثنياكِ
طهورا
غيثا
رواء ما بعده رواء
سقاء ما قبله سقاء
تصلك
فى أى أرض كنتِ أو سماء
إلى اللا موجود
فى الأرض الثامنة
بما وارء الوراء
فليس لها حسبان بجهات
ولا مكان معهود
لا تهتدى بنجم إلا أنت
-----------
يتعقبنى بها
عرّافون ودجّالون
من بابل
يلاحقون
مشعوذون
للغيب يرجمون
وسحرة فرعون
فى المدائن مجتمعون
وكهنة
لم يفلحوا،
أمام النور
تأويل رؤانا
رؤى الروح
أنا هو أنت وأنت هو أنا
-----------
لن تنفذ أبدا أنجمى إليكِ
فهى ليست وما كانت
من وادى عبقر
إنما من قلب ليس لشعراء
ستناديكِ فجرا
تحملها نسمات ليست مثل كلماتهم
إنما فقط تهمس
فتزيد جراحهم
فهى لكِ وحدك
أنت فقط وحدك
تكسر الوزن والعيار
وإليك تعبر البحور
-----------
تنطق عنى
وعن كل من أحبّ
وأنى أحبيتك وحدك
----------
غربة ما لا يكون
مما كان وسيكون
فى حبك من دوواوين
تعبر لجى بحار
وظلمات حنين
أطوى العالم بما فيه
على طريق النور
قلب
فى كنانته تبيتين
زهرة تحيين
حورية حوراء مكنونة
أسطورة
أنطقت الحجر بنهر من نور
طالما
السيف لايدركه إلا حسام المنون
ومازال سيفى يزود عن حبى
على رقبة الظلم مسلولا
فتدور أعينهم فى مآقيها
وتبلغ الحناجر عاليها
ومع ذلك
ما زالوا لايصدقون
فارس بقلب
صهرته أسطورة!
---------

--------
عاتبونى فيكِ

وهم من أحب لا يعلمون

نسبونى إلى الجنون

والجنون منى براء

فأنا الجنون نفسه

وغيرى عقلاء!

----------

جدائل مطرى

على العمر الجديد

جنون الدرب

مروج الروح

بكارة لغتى بين ماء وصحراء

بعين مبحرة وراء الححاب

كم ناديتك

أيها النشيد فى قلب النور

ياطائر اللامعقول

أفق

صنعت لك من قلبى

خاتما أبيضا

ومن نصاعة الروح

قلادة خضراء

وتميمة بلون الربيع

-----

أيها النشيد المغشي عليك فى قلبى

أفق

هنا شجارات مجنونة لريح باردة

تحارب عذرية الحلم

بالظلام

فى تغريد طائر حزين

على غصن الحياة

أفق

---------

كم حادثت عنك البحر

كم سامرته

أسمعتينى وأنا أسأله

أتبادلنى أيها البحر؟

أيها البحر

كم أحبك أيها البحر

ياسارق الفجر

فى عمقك حريرا

لم يتبقَ إلا القهر

بادّلنى أيها البحر

--

أتبادّلنى أيها البحر؟!

سوف أبادلك

بسرج مدينتى

على جناح يمامة

واعطنى عصفورا أخضرا

مرآة قلب

عقله الصبر تحت صخرة

أود لو بادّلتك..

أتبادّلنى أيها البحر؟!

عمرا داميّا

وصمتا طويلا

بأغنية من ضوء الشمس

أضمد بها نسيم الحلم

فى قلب زهرة

تنبلج من فرح شرنقة

ذات صباح

قربانا لحرية

فنطير كما نشاء 

بادّلنى بادّلنى

أيها البحر....

------

كم قاتلت فى حبك

صخبا على لسان البحر

والهواجز المفقودة

كانت تنادينى

وغائر أوهام قلوب واهنة

وريحا تتأبط ظلاما

دوما ينتظران

إنخراط قصيدة فى ماضٍ مأزوم

لحظة إحتضار

لينقضان

على آخر بيت عليه اسمى

بموت يتعلم مخاصرة الريح

من جديد

على جسدى

فى مجامر عظيمة

من سويداء قلب زهرة بتول

وكم جُلت

مروضا لهما الغموض

الموت والريح

بين شفتى آخر سطر

من لا معقول

بلغة جديدة لا يعرفها شاعر 

لا يدرى منها

أى شئ

مهاجرا فى غواش القلب

كعهدى،

مهاجرا إلى الغربة

بهوية ابن البحر

حازما السراب

والغياب

أتلمس الطريق لأنسى

لأجاوب

 أأنا أنا ؟

ورعاة تائهون هائمون

يتبعونى أسفل عدوتى

ينتظرون شيئا

نلقيه لهم تحتنا

-------------

وما كانت حيلتى حبيبتى

وقدرى أورثنى هذا الداء العضال

إبتلاءا،

خبالى مهووسين

بؤساء غارقين

فى خيال الأشعار

وأنت الحقيقة الوحيدة

التائهة بين الأسفار

أطارد بها متلظيا

بين ألسنة النار

وحين أعود بلا مطر

أتذكر عينيك

فأهدأ،

وسرعان ما يهب

إعصار!

فأروّده فى قصيدة إليك !

-----------------

أحببتك قبل أن أكون

قبل أن أراكِ أو ترين

ولو وزعوا عشق قلبى

على الورى

لأحبك الرجال من آدم

إلى يوم الدين

--------

بفؤاد مرتجف يضطرمه الحنين

أحببتك. نعم أحببتك

عشقتك. نعم عشقتك

وليبحثوا ولينقبوا ولينبشوا

كل سطر وكلمة

مما كان وسيكون

فتاريخ حبى لك

تاريح وسنين

كان ولايزال

محفوظا مطويّا

 تحت حنايا الجفون

فى دمّى مخفيّا

طيفا أسكنته جراحى

أحببتك

ولم ترَ عيناى أبدا لغيرك عيون

كم تساءلت

كيف أراكِ وأنا فيهما

أخبرين

---------

خبأتك بين النجوم

فى الفضاء

فلا يعلمون لك اسما

ولا حرفا من هجاء

لم يكن لهم يوما

ولن يكون

أنا إن متُ يوما عن اسمك أزود

فهى شهادة لى كنتُ

فى حبك

العاقل المجنون!

-------

ما كان في المقدور

ما يشتهون منى

والقصيدة تحتضر فى حلقى

تترنح إلى آخر رمق

إلى مجهول

منتظرة تولد باسمى

---------

يا لحبيبتى حينما عيناك تبوحان

فيصطفينى وصفهما

من بين البشر

بعد نداءات الصمت

عاما بعد عام والأريج يفوح

على الأفق ينتشر

فقط من عينيك

لا من وصفى

---------

إزهِ حبيبتى

بحبى إليكِ

أليست هذه ثماره

فقط من عينيك

مزامير وتراتيل

وطائر شدّاء

إزهِ حبيبتى

وأسرابى فى السماء محلقة

من هوايا

عن بكرة أبيها إليكِ

تكسر الوزن و البحور

وتُظمأ لقوافيها النور

لأنها منكِ

إزهِ

---------

ها هو الكتاب العاشر

ربما بعد المائة

الذى أقرأه

فى تاريخ عينيك

واعجباه لم يذكره المؤرخون

أأصدقهم بعد ذلك ؟

وكيف أصدقهم ؟

وفى السنة الواحدة ومائة

على ما ذكر الراوون

كان ألف شاعر

على باب قلبك يجاهدون

ألقوا قصائدهم

شدوا حبائلهم

أيهم جدير بوصف عينيك

وكان أن كسرت الهدنة بينهم

عشرة أيام

وتدبروا بينهم أمرهم

وتساءلوا .. أيفلحون؟

وروى الرواة كذلك

أن فى نفس هذا العام

إحتدمت معركة أخرى

بين ألف شاعر آخرين

جاءوا من المدائن ساعين

وكانوا قد اشتهروا

فى وصف العيون

كذلك

ألقوا قصائدهم وشدوا حبائلهم

وفى نهاية الأمر

إكتشفوا أن ليس هناك

غير عينيك من عيون

وأقر الشعراء أنك وحدك

فى النهاية

صاحبة أجمل عيون

كانت تلك مجرد سطور قرأتها

فى تاريخ عينيك..

فى الكتاب العاشر ربما بعد المائة

واعجباه لم يذكره المؤرخون

أأصدقهم بعد ذلك ؟!!

------------------

أعرف أنك وجدتينى

ولم أجد نفسي بعد !

فكيف أعود من عينيك 

لا أعرف لا أعرف

أخبرينى أين أنا ؟

----

على ما أذكر آخر مرة

كنت أحادث الثريا عنكِ

وحينما وصلت آخر مجرّة

عابرا آخر بُرج !

حملقوا كثيرا فى عينيّ

حتى علموا منهما السرّ

وتركونى ألج بعدما

قرأت لهم طوال أمسية

قصيدة جديدة عنكِ !

----

هكذا ولجت لآخر حدّ

وهكذا كنت دوما أمرّ

من عالم إلى عالم

من كون إلى كون

فى سماء غير السماء

وأرض غير الأرض

وفى كل مرة

يسألنى من يرانى

من أين الرجل ؟ ومن أين أتيت ؟

فلا أتذكر إلا أنت !

----

لم أعرف كيف أعود أبدا

من هناك !

 وقد تاه منى السرّ

فأخبرينى حبيبتى

كيف أعود من عينيكِ!!

----------------

نهاية الأمر

ها أنا

مجرد ذكرى قصيدة

يمّ لا ساحل له

إرهاصة لمعة برق

يوما ما لها ستذكرين؟!!

كائنا بخبر كان

أو يكون!!

فى ديوان ملكة

عرشها فى قلبى

طوال العمر

-----

فما كنت لأهوى غيرك

وما أحببت سوى اسمك

ما مليكة إلا أنت

وذاك فى الروح

مُلكك

وذاك هو عرشك

هاهى فى الفؤاد

مملكتك

أنظريها. أقرأيها. ألمسيها

براحتيك

جنة

تلك الحقيقة الوحيدة

وطنا وأمنة

لغة الفجر

ألست أنت هى لغتى؟

بلى وهى أنت

وما كانت يوما

إلا من فمك لا فمى

------

ومع ذلك،

لم تزل قصيدتان

لم أكتبهما بعد

فى كيف سنبتدي أو من أين؟

من أول غربتنا إلى صدفة

جعلتهم يلاحقونا

فى عمق القتامة !

-----------------

ليشموا رائحة الحياة

إلا الذين ماتوا عطاشى

وهم يتاجرون فى الوهم

بحثا عن إجابة

عن أنفسهم

على حدود قلبى!

فأهديك من رفاتهم زهرة

ظامئة لعينيك

يحملها كنارى الفجر

يغني لحبيبتى

-----

ولما لا ؟

وحبي لك لم يعطني إلا القصيد

ومنطقا لم يكن لى من قديم

إلا ميراثا !

ينابيع وقد تفجّر

عن ظهر قلب سليم

للسان شعر من الفرات إلى النيل

بين بادية وحضر

يسكنان عينيك

حبيبتى

-------------

وأحتفل

على درب حزني

وأكتب شيئا هذه المرة

فى عينيَّ أنا

أوتدرين لما ؟

لأخلد الحزن باسمى

خلا معلقات

اسم حبيبتى

----

فاعذرينى اليوم،

مرة إن شيئا ذكرت

عن عينيَّ وكتبت

فكم فى تاريخ عينيك

ما كان،

فبهما أقتفى أثرك

فى النور

------------

سوار القلب

سلام عليك

أيتها الروح

أينما كنت

تبحرين بشراع الصمت

بلا وجهة

بوجع الإنتظار

فيمّمّي وجهك

بسوار القلب

بأحزانك

حلّقى مع الملائكة

ابحثى عن الأمل

فى الملكوت

----

تُرى أى ريح سيلاقى النهار

والأنواء طوته

وهو جريح

ولا أثر لقادم يحمله صبح

والكروان غائب حزين

ولا مرافئ لذكريات

سوى شطآن

تركض بدمائها

من سنين

بلا مشوار

يجبّ الحنين

بلا منارة

سوى القلب السليم

----

أين الربيع

ولا هادٍ

ولا أحد يبكى اليوم

أجنة مؤودة

فى القناديل

لا أحد يفهم أو يدرك

ولا يكاد يبين

ولا يستوى أعمى ولا بصير

والشئ نفسه دوما

لا ظل ولا حرور

ولا ظلمات ولا نور

لا تساوٍ

فى الأزل من قديم

----

أكواما كبيرة من ضجيج

فى عين الشمس

ضد النور

ضد الحلم الدفين

والأمل خلف الحجاب

متوارٍ فى أعين حور

تضفره جديلة وردية

فى رحم فجر من نور

----

وليس سوى،

أن صوتا لعينا يمضى

فى حدقتى وجود

غافلتين

بعباءة تخفي نفسا صائمة

تجمع الأجنحة النازفة

آبية أن تذبل

تهدر صمتا فى الرقيم

لكنها،

مشغولة برصد الذهول

فى أفئدة زهور

نائمة فى القلب

ومكنون الأسفار

على مسيرالدرب

تغوى الحلم بأقمار

وشهد نشيد سماوٍ

لا يردده المساء حين يبكي

ليال مسافرة

فى لغة برية

على ضفة النهر

بإنتظار نيزك هاوٍ

شهبا

على رؤوس الشياطين

----

سلام عليك

من سيلاحق آخر البحر

حتى طلوع الفجر

من سيكسو المروج ذهبا

على ضفة العمر

من سينسج حرير الأمل

بزيتونة الدهر

من يعيد هالة الأقمار

وبسمة النجاة

لأشلاء شمس إختفت

فى دم الحياة

وراء أغصان منتظرة

بُكورالحروف

تطرز تاجا للأفق

بفيروز يطال التاريخ

وديباج براعم غضة

أفنان فؤاد قانتة

أبِكارا

سبكها الابتهال

فى المآساة

بما لا تراه أعين ليل

فى شغاف روح

وطنها النور

---

سلام عليك

أيتها الروح المرهقة

أينما كنت

أبحرى بجناجى ملك

لأى جهة

يمّمّي وجهك

شطر ملكوت الله

بسوار قلب متوّج

بالذكر الحكيم

أيتها الروح

ألست من أمر الله

سلام عليك

------