سرماديا

سرماديا

ديوان الفصول الأربعة





 ديوان
 الفصول الأربعة
---------------------------------------

 )زهرة بحر - حادى الأهازيج - فصولى الأربعة - فى ظل الروح -  بين البحر والصخرة - ميلاد الأسئلة - قبل الحياة - أيها الملاك - أو تكفى ساعتان - سنا المشرق - فإذا هو الليل  - المعانى المجنحة - بروق ورعد - وجه السندس
---------------------------------------
1 - زهرة بحر
------
ذاك الشوك
حاكه الإسكندر من درع الأرض
ومقدونيا وليدة
فى قوس النصر
---
في لحظات الانتظار
الصاعقة
من ثغر زهرة بحر
قصيدة
عزّة وكرامة
---
فى القرص الذهبي الثمرة
الكلمات
تحدّى
ينير الطريق
لغافين
على ضفاف الشّعر
سبيلا
إلى السماء
فى قلبى
----
2 - حادى الأهازيج
-------
رأيت حادى الأهازيج
من سلالة
غربىّ المراثي
فى الحزن البعيد
سراجا
والشرق
أعنابا من مغان
ونخلا وزيتونا
ترانيم
بشرى للنجوم
بشراع السّحر
فى الكون
-----
أشتاتا على أعراف
تائهو الملامح
بحدِّ حسام حفر فى الوجوه
يقظة مرتعبة
من مصير ماض
مبتور
----
3 - فصولى الأربعة
-------
وحدها
لا تبقى ولا تذر
من الوهن من شيئ
لوجه الريح
فى نعومة الليل البارد
على وجه الصخر
وحدها
فصولى الأربعة
جبّارة
فى لحظة خاطفة
لا تظهر
على وجه خجول
إلا مطرا من ذهب
عقيق
على قلب زهرة
مرتجفة من بكارة
عشق الحلم
----

4 - فى ظل الروح
-------
طبيعة المهجورين المنهكة
فى إنهيار الوجع
فى الصوت
إنطلاقة هدأة
فى علائق مختفية
بطيف
فى ظل روح
---
الطبيعة
على متن إعصار
بعناة فرس
غريب لم يسكن 
أرضا
هذا المَلَك..
5 -  بين البحر والصخرة
-------------
شددت قوس غموض المطلق
من حنين
أيتها الغربة
وأنا جامح فى رحابك
بين البحر والصخرة
فى أنفاس نسائم
فجر الغرابة
فى بدايات عروش اللؤلؤ
فى نبضة قلب
فى خميلة صباح بالكاد
تُرى
فى رعشة فراغ خائف
من خطوة برعم
تطارد رغبة الرؤية
وراء النجوم
حينما شددت قوسى
بين قصيدتين
بين قلبينا 
مستحيلا
-----
6 - ميلاد الأسئلة
-----------
فى إنتقاضة محال
ولدت الأسئلة
على لسانى
فى غموص الأشياء العجيبة
وغرابتها
من الظلام الهائج
والنور منتظر
فى مسيرة أطوار إغتراب
على ضفاف حجاب حلم
حينها
ولدت أنا أيضا آنذاك
فى رقة صفاء أوراق
شجرة هدوء البحر
وعاصقة متأخرة
سنوات
أعلنت القصيدة بعدها
بصوت ملك
يضئ بداية نهار العمر
أن لا صمت
فى السموات
----------
7 - قبل الحياة
-----------
طائر شتاء الرحيل العزيز
من وطن البراءة
إلى وطن
إنطفاء البسمات
أنت الذى أحسست بالخوف
من مصير البدء
حين إنتحر حرف البداية
لا أنا
حين قتلت النجوم الصغار
فى قلبى
بشئ لا يوصف من دهشة
قبل الحياة
على بساط الكون الضائع
يا طائر الرحيل
----
8 - أيها الملاك
---------
أيها الملاك
آه لو أموت
فى نهاية
تسمعها قصيدة
أقول لها
كيف أنساك
----
أما ترى
أيها الملاك
أن لدى الفصول الأربعة
وجهك المستحيل
نداءات
تحصر لك 
من حبّى المعانى
تساوى
فى مقياس الزمن
بُرهات
تبّددت فى الكون
والوجود
منى
أيها الملاك

----
أية مشاعر تلك
التى تكون
بقدر ليال الوصول
فى نهاية تأخرت
ثلاثة ألاف عام أو يزيد
من بعد إدراك
---
تتيه خافقة التاج
هدوء الرؤى
مكللة بالتعزية
شمس غربتى
قنديل
من ضياك
وأنت على مدّ بصرى
معجزة
أيها الملاك 
تعيش بين مساء ونهار
لا يدركان 
إلا بعجزى
أن أراك وترانى..
-----------------------------------------------------------

9 - أو تكفى ساعتان
------
 أو تكفى ساعتان فى المدينة
أمام البحر!!
--
أسرّ لى البحر لمحتها
على بُعد
سبعة موجات
من البرّ
كيف كنت سأنجو
وكل موجة ألف عام
من الفقد
---
وفى نفس اليوم
عادت
لم تنظر فى عينيّ
الهروب
فى مدينة الأسئلة
----
لا تكفى ساعتان
لتطفأ الوجد !!
فى المدينة ينام الليل فى الساعات
والساعات تنام فى كفّى
وكفّى يُهدهد البحر
بين عينيها
بقبلة ألف عام
من الظمأ
لشفتيها
أو تكفى ساعتان
من الدهر.. 
-----
وعلى بُعد إجابات تائهة
عن الشوق الغريب
وإفتقاد  الحكايات
فى همس الموج
لا يكون كلام
---
إنما القبلة المعلقة
تثمل
على أمل عودة
من ديوان
وعهد
نجالس البحر سويا
يقرأ ما فى أعيننا
من همس القلب
----
فى مدينة الأسئلة
أنا وهى
وظمأنا
تتلصص علينا
عينا البحر
----
فى ساعة لا تمرّ
البحر يعرفنا
يتبعنا
يسألنا كيف يكون
عاشقا مثلنا
ليتعلم كيف تكون القبلة
بقصيدة شّعر
----

10 - سنا المشرق
---------
من نسيم مروج طفولة ربيع
على جبين يتمادى

وطيورَ الروض
شاديتى
وجدول بالروح
يتهادى

وحبيبا فى ضحو سماء
عيناه
صباحات
وأعوادا

كيف أنهار الشّعر لا تغنى
وقلبى بظله
له منقادا

تهتز له أنفاس الشّجر
وصحو الفجر
منه مُنَادى

يتوارى سنا المشرق
بوجهه
والغرب آتيه
مرتادا

ليت شّعرى
وفؤادى يفيض منه حبّا
ويأبانى عنادا

حبيبى يا وداعة الصبّا
ولذة تسابيح زهرة
وأورادا

ما أشقانى
لو لم أغرد بالسماء
تردد منى
لك إنشادا

ما أبهاك
وبصدى الكائنات
صوتى ذهب
ماعادَ
حبيبى
يا سنا المشرق..
أخجل ألا أغنى لك..

----------------------------------------------------



من
قصائد الجزء الثانى لديوان
الفصول الأربعة
-----------------------------------------

 فإذا هو الليل  - المعانى المجنحة - تباعا
------------------------------------------ 
1 - فإذا هو الليل 
----------
أيها الليل
يا ليل الصمت
فى براح الروح
ألا ترانى
ضد الريح أقاتل
فى وهادها
بسيف ملك
ألا تسمع نشيد السماء
ساربا فى أجفانى
ألا تنصت
إلى تلك الصلاة الهاجعة 
فى كفّى
ترتل من ألم الإفتقاد
من جديد
هاهى أعماقى
بهياج البحر فى فؤادى
وأنا منتظر
إشتياقا لشطرى
---
أأنت أنت أيها الصمت
لا زلت منذ الأبد
أأنت لم تخلق إلا لى
لا أحمل فى ذاكرتى
إلا صداك
وبضعة كلمات نضجت
فى السماء
تمزقنى
----
الصمت هذا القاتل
الهابط على مسير طويل
لثمرة جمال
من ذاكرة الطفولة
أينعت بين جناحى ملك
يحملنى
--
ذاك الحلم البعيد البعيد
فى تكدس الظلام
فى لهفة الأسرار
بحنينى الأول والأخير
المارّ فى الليل
على حنايا نفسي
للنور المرهق بين عينى مستحيل
أن يكون شئ إلا صمت
شطر روحين
ولا جسور
فإذا هو الليل
ليل الصمت
يتغلغل صوته
فى قلبي


 ------------------------------------------------


2 - المعانى المجنحة  -
----------

تلك المعانى المجنحة التى تأسر قلبا
فى الهاوية
بنوبة غضب من نهار مهموم
أن المطر فى رعاية ظلام الوحشة
فى ملامح نهاية قصيدة
ساكنة أفواه أدمع
وراء الأجفان
----
تلك النظرة من خفوت وقع الخطى
فى سماء المعنى
وراء لا مكان بلا إنتهاء
لا يعرفه إلا مكلوم
بالغياب
لا يشفى أبدا
مثلى
---
فى دوران النبض
بلا إعتراض
فى الدوائر التى سحرتنى
ذات لحظة
بين أوتار قيثارة
لا يفيد أبدا من شئ
حتى رهبة الإبتسامة
من كلمة مسماة لى
قبل مولدى
-----------------
أتعرف أيها القلب تلك الكينونة
فى سويدائك
إنها المشاعر الملأى بالمجهول
بلا مطاف إلا لك
بمسيرة الموت ألا تظلّ تحبّ
أن تظل منغمسا فى صرخة مكتومة
ألا يكون لك ذات
والمطر يهطل
-----
هذا الكيان الذى ينمو فى المروج خضرا
تلك الأمواج من النور
بين الأرواح
مثل راع فى أقاصى نفس شاعر
هجر كل شئ
إلا السكن فى عيني محال
ليبصر صنيع القدر
لا يوقفه شئ
فيصير له شئ من معنى
يحيا
----
إنها تلك المعانى المجنحة
التى تأسر قلبا
فى الهاوية
فى طريق بلا جهة
باحثا عن يقظة طقوس وهج اللحن
ليبزغ النور
سراجا من القلب
ليتلاشى الظلام
فى مهبّ البعد
ويظلّ يحبّ هذا القلب
----------------------------------------------------------

بروق ورعد
---
على إمتداد سماء الروح
تبتلع بروقا ورعدا
قصيدتى
----
ينحنى جوع المعانى
ترنيمات
قبالة مسحة موت
جاثمة 
على وجه الظل
بين أوتارى
----
وهاجا
صوت الحق
جمرة
صبح الأسرار
لا شئ سواى
والشمس
والنهار صورة كلمة 
محفور
على جبينى
----
نهاية المطاف
حوم الموج
مطرا
فى غور البحر
وعلى إمتداد سماء الروح
البروق والرعد
مبتلعة
فى عمق قصيدتى
معان لم تقلْ بعد
منذ بدء الزمن 
--------------------------------------------

وجه السندس
-----
إلى النهاية
ما بقى من ليل أستعيره
لشظايا رماد
تتنفس الصعداء
أى شئ لوردة قصيدة
سوى لون ينبو عن الوصف
ينبع عنبرا
من فؤادى
----
دثار إقامتى فى قلب الكون
شعاع يلامس
ألف شمس
بلا حدود لسمائى
فحسبى هذه الكنوز
كاشفة عنى
فى صبيحة قصيدة
مرجوّة
موطنها آفاق دمّى
-----
فى بوتقة صمت الموج
موطنى يتكلّم
فى صفاء قمر يتلألأ
والشروق ينتعش
حياة
فى بدء النهار
فى صخب إبتسامة الشمس
على وجه سندس
لا يبقى من ليل أستعيره
لشظايا رماد
فى حياتى
من
 قصائد
ديوان لغة الفجر
----------------
- ما الذكري إلا فجر كذوب
 - كيف أعود من عينيك
 - سبعمائة يوم 
------------- خالد العرفي


----------------------------------------------------------------------------

سبعمائة يوم
--------------
أيتها الحقيقة المسطورة فى القدر
نعم أنت
وليس إلاّ أنت
أو تعلمين لما تأخر الرّد؟!
لأن الزمن متوقف ها هنا
من سبعمائة يوم !
هذا هو الرد قبل أن تندثري
من سبعمائة يوم..
فكيف كنت أجيب ؟!
-----
من سبعمائة يوم..
أسبح وراء اللامعقول
بين النجوم
بسرّ أخفته حنينا
فى همسها
النجوم
وحينما كان الإياس
يسرى فى القلب
كانت عيناي تبحران ساهرتين
وكل من فى الكون هجود
نعم أنت
وليس إلاّ أنت
والزمن ما بزمن
من سبعمائة يوم
ظل كما هو
وأنا هو أنا
بسرّى والحقيقة
سابحين بين النجوم 
----
من سبعمائة يوم
وأنا ساكن الفضاء مرتحل
من سبعمائة يوم
لم أرَ حقيقة بازغة ولا شيئا يكتمل
إلا قدر ويقين
أيتها المسطورة
تلك هى الحقيقة
من سبعمائة يوم
فى الحساب
وهى من قبل أن نولد
خارج حدود الزمن
والمعقول
----------------------------------------------- 

كيف أعود من عينيك  
-------------
أعرف أنك وجدتينى
لكنى لم أجد نفسي بعد !
فأخبرينى أين أنا ؟
----
على ما أذكر آخر مرة
كنت أحادث الثريا عنكِ
وحينما وصلت آخر مجرّة
عابرا آخر بُرج !
حملقوا كثيرا فى عينيّ
حتى علموا منهما السرّ
وتركونى ألج بعدما
قرأت لهم طوال أمسية
قصيدة جديدة عنكِ !
----
هكذا ولجت لآخر حدّ
وهكذا كنت دوما أمرّ
من عالم إلى عالم
من كون إلى كون
فى سماء غير السماء
وأرض غير الأرض
وفى كل مرة
يسألنى من يرانى
من أين الرجل ؟ ومن أين أتيت ؟
فلا أتذكر إلا أنت !
----
لم أعرف كيف أعود أبدا
من هناك !
 وقد تاه منى السرّ
فأخبرينى حبيبتى
كيف أعود من عينيكِ!!
----------------------------------------------- 
ما الذكري إلا فجر كذوب 
--------------------
يا نفسُ من أنت؟
ومن نحن؟
يالفصول الحياة
كل يوم نسبر غورا
ونخفى سرّا
وطوايا الروح تئِد ماضٍ
نحفر لحدا فى عمق ذكرى
نوارى فيه من مات
----
يا نفسُ
من نحن إذا دفنا كل يوم
ذكريات
ووارينا فى النسيان
من كان
يا نفسُ من أنت
والليل الغائم يتبعنى عمرا
مسافات
يذكّرنى أننى رحلت ذات يوم
فاتبعينى للحظة أو مرة
       كما أنت
أريك طريقا خفيا
وحدى أنا من أراه
من هنا صوت الذكرى
ومن هنا يتردد صداه
ما الذكري إلا فجر كذوب
وقد بلغ حده الأخير
منتهاه
----
إلى ذاك الحِمى فاعبرى
واطمرى ذكريات
ساجية بصمتك
يا نفسُ
بين الظلال
فما أنت والغربة
إلا رفيقان
-----------------------------------------------