------
حينما، أدرك أينشتين النسبية، لم يحركه، إلا شيئا واحدا، لم يفكر فيه
إلا هو وحده. حينما، ذكر إذا لم تبد الفكرة، من البداية عبثية، فلا أمل، فى تحقيقها. وهكذا، إكتشف بخياله أولا، نظرية النسبية. والأديب، أولى بذلك الخيال، صنوا للعالم، لتظهر أفكاره، من حيز لآخر، وليؤثر فى قارئه. أحيانا، عليك أن تتحرر من المنطق، ومن تصوراتك المسبقة، لتكون، فى كل نص، بروحك، وكيانك. تنطلق، بسرعة أسرع، من الضوء.. فلا تضيع فكرتك، وأنت ساكن، ثابت على منوال واحد. حرك كل شئ، فى عقلك.
إنها حقول قوة، كامنة فى عمقك، أنت. أكتشف بها السفر، فى الزمان، والمكان. إستوعب المكنون، فتستوعب
مخيلتك، كل شئ. إنشد ما لا يُرى. هذا هو المقصد، وهذا هو السؤال. أعبر التضاريس الغريبة، خطّ أثرك. احفره، خطوة، إثر أخرى. لتكتشف الحلم، وما لا تعرف. حقق ذاتك.
أنا أتعلم كيف أصنعه فى عقلى إلى الآن، وما زلت.. بصوت منحفض، يزداد قوة، شيئا فشيئا، فى أذنى، قبل أن أراه. وأحاول أن اضعه فى كل نص أكتبه.عبثية الفكرة، أنت،
الذى يضع منطقها المستحيل، بسؤال وراء سؤال، وتصورات تضع نفسك، فى داخلها. من غير الممكن، أن تحقق شيئا، وأن تظل هكذا، لو لم
يستغرق ذلك الأمر، وإبداعك، من خلجات نفسك، وحنايا روحك. تراه بعينى عقلك، أولا. ثم تدرك حقول القوة هذه، داخلك،
بعد ذلك، فتنطلق بك، وتنطلق بها، متحرر فكرك، وممتلكا أنت أفكارك، ونصك، لغة ومعنى، ومضمونا. فى النهاية التأثير، الذى تلمسه على نفسك، قبل قارئك. حتى العلم، يقرر أنه بدون الخيال، وبدون الإرادة، لا يمكن للإنسان، إلا أن
يقع فريسة للواقع، ويستمر فيه، راكنا إلى لا شئ، لا يتحرك. أعجب، لمن تدور أفكارهم، حول نقطة ما دائما، لا يتخطونها أبدا، ولا يحاولون طرق كل ماهو غريب. يدورون، فى فلك واحد ونفس المسار،.. يسلكون ذات المدار. يدورون، ويدورون. كأن، لا هناك أمكنة، ولا أزمنة أخرى، فى الكون. ببساطة، لا مستحيل. هكذا الأمر. وأنا لا أندهش، فى نفسي، لمستحيل فكرة
أبدا، طالما يمكننى تخيلها، ثم كتابتها. أضعها أمامى، فى الأفق البعيد، فأرى كل تفاصيلها.
تنبئنى أن هذا فى إمكانى. فقط أبدا حلقة الخيال، تحيط بى. وأقيّدها بالعقل، الذى يقوم بدوره، باذلا قصارى جهدى. وتتوالى الحلقات. أقحم نفسي فيها
إقحاما، يلتهب بها خيالى، قبل مدادى، فأشحذ فى نفسي، روح مغامرة إكتشاف المجهول،
ليكون ممكنا بين يدي، لتنطلق الفكرة فى المداد، هادرة، بصوت أكاد أسمعه، حتى أراها نصا. إن تقدير العلماء لمبادئ العلم، لا تقدم جديدا، دون تلك
الروح الوهاجة، للمستحيل، وكسره فى الخيال. فما بالك بالكاتب، أو الأديب دون خياله، أو إلهام له. إن المفارقة، تكمن
دائما، فى هذا السبب، والمحرّك الجوهرى والأساسى، الذى يدفع القلم للإبداع، من حلقة، إلى أخرى. فيظن القارئ، أو المتلق، أنه داخل النص فعلا. ويأسره النص تماما. يقع بين براثنه، فريسة للجمال، لا يود أن تنتهى قراءته. وهذا ما يهزّنى، حينما أقرأ. وهذا ما يعلقنى بكاتب أو أديب، ما. من هنا، إقنع نفسى دائما، أن كل شئ ممكنا. لا أعطى تنبؤات مسبقة، لدائرة الخيال الواسعة فى الكتابة، وبيدي أن أتأمل، بين الفكرة والمعنى واللفظ. إنطلق فحسب. ثق أن
قدراتك أعلى مما تتوقعه، فى نفسك. لا مستحيلات دوما. وإن ندرت. وما أكثر الممكن حولك،
وهو متوفر، ولكن بلا معنى. الفكر الخلاق دائما، يكون على حافة المستحيل، وما لا تظنه أبدا. وكذلك الإبداع الرائع ينقلك، من عالم إلى آخر. من زمن إلى زمن.. ومن معنى إلى معان، لا يمكن تصورها. وإن إفتقدت روح
الخيال، وعبثية الأفكار، فلا تنتظر شئ، من نفسك. هذا شئ، أشبه بالسفر عبر فضاء فائق متعدد، أو ما يسمى فى الخيال العلمى، عبر الثقوب. أن تخترق الماضى، والمستقبل، فى
لحظة الحاضر. هنا أتذكر مرة ثانية، حلم أينشتين الكبير "نظرية لكل شئ" أو ما
يُصطلح عليه "النظرية النهائية". التى تفسر كل شئ. لكنها ها هنا، فى مضمار الكتابة والأدب، أنت
صاحبها، تضعها لنفسك، لتكون، أو لا تكون. بدون الخيال، حول ماهو
ممكن، وما هو مستحيل، والحدود بينهما، التى ننتقل فيها وعبرها، فإننا لا نصنع شيئا.- الصفحة الرئيسية
- مقالات من كتاب الحياة والكون **
- خواطر فى الفن والجمال **
- مقالات علمية
- مقالات أدبية وخواطر قصصية ***
- عشر قصص من مجموعة "إنتماءات غير موسمية"
- مجموعة بين الحلم واليقظة * قصص قصيرة *
- خواطر ومقالات أدبية منوعة
- خواطر عابرة **
- مقالات فكرية
- مقالات أدبية
- مقالات و خواطر أدبية 2 - 3
- مقدمة وفهرست ديوان حدائق القمر **
- غربة طفل ذي تميمة
- من كتاب (فى ماهية الكتابة والإبداع) **
- رواية جذور * سرد متفرق من الفصلين الأول والثانى* ...
- سرد مختار من رواية جذور **
- صفحات أخرى من رواية جذور **
- مقالات من كتاب فى ماهية الكتابة والإبداع
- من ديوان "متى نلتقى"
- خواطر 1 - 4
- من سرد رواية "صوت الحياة" ***
- من المجموعة قصصية - لون التوت**
- متفرقات من رواية
- نصوص مختارة ***
- من فلسفة رجل**
- جدارية حديث تغريدة الأطيار****
- ديوان من نسيم الفؤاد*** كامل
- ديوانا طائر النور* دعنى أتذكرك
- مختارات شعرية ******
- ديوان سنا الخاطر
- ديوان سنا الخاطر
- ديوان أمواج كامل
- ديوان أمواج كامل
- ديوان الفصول الأربعة
- ديوان الفصول الأربعة
- ديوانا ** أريج المسير * من نسيم الفؤاد **
- ديوان أريج المسير*** كامل
- ديوان أريج المسير*** كامل
- ديوان أطوار إغتراب
- جدارية نيكروبوليس **
- جدارية هذا ما أذكره *****
- ديوان أغانى الشتاء الحزين
- ديوان عناقيد الروح - كامل
- جداريات شعرية ** بين حلم ويقين ****
- مسيرة الإنتاج الفكرى والأدبى
- سرديات مختارة ***
- متفرقات من رواية
- من فلسفة رجل**
- ديوان أطوار إغتراب
- ديوان أغانى الشتاء الحزين
- ديوان أغانى الشتاء الحزين
- ديوان أطوار إغتراب