سرماديا

سرماديا

ملكوت الشّعر




ثلاثية
( ملكوت الشّعر)
أبدا لا أنسى الشّعر.. 
--- خالد العرفي


 ( ملكوت الشّعر - ابن الشّعر -  وصايا )
----------------------------



ملكوت
-----------
لا أعتقد
بحتمية نهايات
أو بتلاق بعد غياب
إنما هى أرواح
نعست فى شرانقها ليلات
يوقظها النهار
بين أناملى
لتذوق مسّ الظمأ
وجوع المعنى
لرائحتى
----
هو الشّعر
إرتجاف طائر الأسرار البارقة
ساعة الموت
والحياة
وأنا ناظر إليه 
----
فى ملكوت الشّعر
الهاوية محض خرافة
حجارة خريف
مبعثرة
فى لحظة سكون
أبيات ممسوخة
فى جرح
لا تشفيه تمتمات الجنون
من أوراق قصائد أذبلها
الألم
فى مهاوى عبثية الصمت
وتعاويذ
ربما البدايات
لا حتمية قطعا
إنما شك فى المسلمات
قضاء
فى الشّعر
----
هكذا،
دموع باردة ترخى سدولها
فى مآق أفكار خديجة
تتشبّث بها
أسنان برد عارية
تغرس السخط
فى لحم المعانى
والعتاب شعلة مجهول
أكثر مرارة
وأكثر عذوبة
إرث مآساة
من لا يملك وطنا
إلا الكلمات
والشّعر
-----
فى ملكوت الشّعر
ترى المطر شائخا
فى السحاب
يُلقى السمع
عند أبواب الليل
يُصغى
وترى السراب
ساكنا جسد النهار
فإذا هو فراغ  للموت
والحرف يصبح
صخرة
مثل كل شئ
أهرمه طول إنتظار
لموجة
لنجمة
لحبة مطر
لكلمة
لطائر مناد للحظة
فى سماء
ملكوت الشّعر
------
فى ملكوت الشّعر
فى مكان ما
يسقط الألم الشجرة
كورقة ذابلة
من غصن قصيدتى
والحزن محاصر لحياة
على مرمى خضر
ظلال ناجية
من شجرة واحدة
تبقي
الشّعر فِيئا ممدودا
فى قلبى
-----


ابن الشّعر
-------------
فى ملكوت الشّعر
كان ميلادى الأخير
بعد ميلادات
وسط وشوشة جراح عنيفة
وأريج أفكار مرتجفة
تتألم من المخاض
مرتعبة
إستقبلتنى أيدى
نداءات القريض
صاخبة
ككل مرة
أطلقت قابلتى حكمها
كبيرة القصائد
أن ها هنا شاعر رغم أنفه
ابن الشّعر
وإن تنصّل
أنا
----
مكتوب
فى خضم كل الأشياء
أنى أحاصر الأسئلة العالقة
وتحاصرنى
أمسك بها
وتمسكنى
على لسان البحر
فواصل مقدرة بيننا
أنى سأموت يوما
فى عيني ساحة ما
هناك
مفقودا فى مكان ما
فى ملكوت الشّعر
------
لم يكن بوسعى
إذن
ألا أن أولد فى بقعة ما
من ملكوت الشّعر
منذ عهود طويلة
لأسمع
مع صرختى الأولى
وخطوتى الأولى
وكلمتى الأولى
من ينادى
بصوت هادر
يابنى
فالتفت فإذا هو الشّعر
نسبا وصهرا
ودمّا
----
وصايا الشّعر
---------
وتلقيت الوصايا
أن الشّعر
صوت الروح فى لهث المساء
ليكون ليلا
أن تبحث فى الموت عن إجابة
والحياة سؤال
------
أدركت أن علىّ أن أتمتع
إلى حين
من موضع ميلادى
بين الدواوين
أن أحيا فى زهرة فجر
إنبلجت
مع إنبعاث العزلة
للشمس
-------
الشّعر
أن تذبل الأحزان
وأعيش أنا معان
ألف مرة
فى كل قصيدة
----
الشّعر
أن تنظر ميلادك الجديد بعينيك
وتصادق قابلتك
الكلمات البرية
وغجرية الرحيق
----
الشّعر
مخبأ الحزن فى عين الصمت
مختفيا
فى رجفة كلمات
تتحرق لهفة
قلقا عليك
فى صحراء نجم
-----
الشّعركما فى الأحلام
الشّعر
أسطورة إجتازت
عينا إمرأة عاشقة
يقتلها الحنين
وهزيمة الصمت
----
الشّعر
أن تواصل النظر
فى إمتدادت ريح شاسعة
الشّعر
أن تحدق فى إلتماعات قمرية
حبّات لؤلؤ
إمرأة لم تولد بعد
فى كفّ قصيدة
أو قبضة عاصفة
------
الشّعرأن تشّمّ رائحة الغسق
فى رماد الليل الساهد
أن تختطف قبلة من ربيع
يتنفس روح عاشق
فتغدو أنت
بلا روح
-----
الشّعرأن تقصف بمزق
من الفقد
مظلمة فتنير
بفرحة شمس بالشروق
أن تعرف كيف
تظمأ حروفا مشتعلة الرؤوس
بلغت من العمر
عتيا
فى إنتظار معنى
لم يقال
ورهفة السمع لطائر
لا يشدو
بألحان قد لفت وباتت
بمهترأ أسمال
ولا تبدو
----
الشّعر صراخ مديد
يعلو
وصمت تليد
يخبو
فى هالة قدّيسة
-----
الشّعر إيماءات
روح معنى
إرتعاشة
ممدود الصدى
بلا ضفاف 
روح ملكة لم تولد
أنتظرها
أنفاسي تحملها
تراتيل هامسة
لحدائق خدر ربيع
سادر
فى الأنغام
-----
الشّعر
بين كلمات منذ بداية الخليقة
وسكتات ريح حريرية
فى إستيقاظ نور الشمس
يُحركها حنين
على بُعد من الخافقين
فى الروح
وجه طفولة بيضاء
تتسائل دوما
إلى أين؟
الشّعر 
طيّات تتسارع
الشّعر 
تأويل حلم ملك
فى قلبى
-------