سرماديا

سرماديا

ومضات جمال** مقال

الجمال ومضات.. تظهر من خلال فن الوصف والرؤية، وزوايا ومستويات التعبير، سواء أفقيا أو رأسيا، بين المفردات الفنية، والعلاقات التبادلية فيما بينها، كما فى الجماليات المتعددة، التى أعرضها من حين لآخر، من فنون شتى.. وتشرق روح الجمال، عبر القصّ المتقاطع، وتداخل الضوء والظلال، وتتوهج مع تباين درجات الأبيض والأسود، وبقية الألوان.. آنذاك تنبلج رؤى اللاوعى بعديد من التفسيرات غير محددة على الإطلاق لهذا السرد الخاص،.. وبعمق الربط الذى يدرك الإطار، وتأويل يجمع بين التفاصيل وعلاقات العناصر، فإن التأثير لا ينتهى على الحواس.. رحلة وراء أخرى، تجد العقل يبحر بين وجوه بشر، ومفردات عمارة، وملمس الأحجار، وغيرها.. وكل تفصيل صغيرا كان أم كبيرا، له دلالته، حاملا الروح على أجنحة الخيال، فى عالم جمال.. مزيد من حيرة لا تتوقف، تدهشك، وتستثير خيالك، طمعا فى تأويل وحيد، للعلاقة بين هذا وذاك، أو مصدر هذا التأثير الفريد، على العقل، ومنشأ سره الغريب، فى الروح، وعلى الحواس.. ممّا تتخطّى  به أبعاد المكان، وتعبر معه حدود الزمان.. ولا يعدك هذا، إلا أن تقع فى دائرته، ودائرة بعد دائرة، تجد نفسك أسيرا فى زاوية درج أو تاج عمود، أو درب بازلتى طويل.. أو جانب موقد حديدى قديم.. أو طالا على نافذة حجرية.. أو سابحا بهدأة موجة، سكنت شاطئ بعيد أو عانقت رصيف ميناء تغادره سفينة، وراء بحر لا ساحل له.. أو إلتقاء متناقضين يمتزجان فى مدخل مبنى، أو يفترقان بنهاية طريق... فى معبد أو تمثال أو قطعة آنية.. فى زخرفة أو نقش أو حفر..،.. كثرة من الأشياء، وعديد من مسميات قطع بديعة،.. عناصر وجود ما زال قائما أو إنقضى عهده، من بعيد.. إنه جمال الفن الذى تقع فى براثنه، هاويا بأعماقه.. هى لغة الروح المعبّرة، وحروف نبض الحياة، التى تنطق مجتازة كل تفسير، ولا ينتهى تأثيرها، أو أثرها أبدا.. وفى رواية من أكثر من مائتى لوحة زيتية لعشرات الفنانين العالميين، وضعت عملا إبداعيا للغة جديدة، من نوعها أعتقد أننى صاحبها.. يمكننى أن أستعيض عن أى لوحة بعبارة أو فقرة، كروح من السماء تأتينى،..لا أعرف حقا، كل هذه المعانى التى تأتينى حينما يأسرنى عمل فنى.. فى كل لحظة، أتعلم كثيرا من الفن بكل صوره وأشكاله.. يعطيك هدوء النفس وعواصف الوجدان والشعور الدائم بالمعانى الحية... يجعل الأفكار أمامك ويعطيك الصوت والحركة وكل شئ.. أكتشفت كثيرا أننى ما زلت لم أكتب شيئا، ليس له قيمة، أو تأثير.. لو لم أشعر بهذا الإحساس.. ولا يزال الكثير لأمضى نحوه، لتمسك به قبضة العقل والروح، فكرا وأدبا وفنا..  وما أجمل القصّ، وما أقوى الإيهام، والتعبير، لهذه اللغة، التى تتباين معانيها وتتوارد، بشكل مذهل.. تسمعك ما فى العالم من حياة، وتندهش لكثرة مدلالوتها، وإرهاصاتها.. إن العلاقة بين الألوان والفراغ أو فضاء اللوحة والعناصر التى تتوزع عليها ... كل شئ يجعلك تتسائل ماذا قصد الفنان هنا، فى هذا اللون، أو هذا التكوين.. تستنطق الصمت فتهدر المعانى، فى الروح.. تود لتعرف، فيما كان يفكر، وبم كان يشعر، حينما أبدع هذا.. الحياة والموت والكون وكل تفاصيل الحياة.، وكل معنى يمكن أن تجده، حينما ترى وتقرأ الصورة، بهذا الشكل، فتذهب بك إلى عالم آخر .. بعض هذه اللوحات يرجع عمره لأكثر من مائتى سنة، والبعض الآخر من القرن العشرين.. فترات تغطى تاريخ الفن.. ويتباين نوع  المدرسة الفنية الذى ينتمى إليه الفنان بعمله.. من الكلاسيكية.. التعبيرية.. الرمزية.. إلى الإنطباعية.. وهكذا، لو تضافرت هذه الخلفيات والإنطباعات عن الفنان والعمل وموضوع اللوحة.. مع الربط والتنامى فى الخط الدرامى، للتشكيل ككل.. أو الموضوع الذى عبّرت عنه اللوحات.. تجد هذه اللغة الجديدة... تتناول المكان والزمان والشخوص، لرواية يمكن قراءتها وتذوقها.. لكن للأسف ليس كل فرد قادر، على هذه القراءة الجديدة، وقد يفشل فى ذلك،... والعمل يلقى تبعية المضمون والرؤى المتنوعة، على ثقافة القارئ والمتذوق للفن والجمال.. وربما هذا أفضل كثيرا، لإنعاش الفكر والتأمل.. فللفن بكل أنواعه، أهمية كبيرة فى تكوين وتشكيل وجدان الأديب، كالفنون التشكيلية، والموسيقى، وغيرها من فنون.. بل هو كذلك حتما، مما له بالغ الأثر والقوة فى الإلهام والخيال، ووهب معين لا ينضب من الأفكار، للكاتب والأديب.. وبلا ريب هى من جماليات الفن وعلاقتها بكينونة الأدب، وفحواه..وقد سبق أن وضعت بعضا من هذه المحاولات بصور متنوعة من الفنون،.. محاولا خلق معان جديدة بتذوق جديد.. وقد تابع قراء ومتابعو المدونة، من هذه المحاولات بصور من جماليات متعددة.. وهذا هو رابط ذاكرة البحر بالمفهوم الذى إختصرت الإشارة إليه آنفا.. على الرابط الآتى: 

---------
راجع مقال: "الفن والجمال".. 
وأيضا: مقال "قلب الرؤية" .. 
وأنظر مجاميع التشكيلات البصرية المتنوعة وسلاسل الجماليات الفنية الواردة، للتذوق الروحى لمفردات الفنون المختلفة وغرس الجمال فى الوجدان..) ..