----- خالد العرفي
يقال أنه إختفى.. ذهب ولم يعد. جاءت أرواح من السماء، وإختطفته من الأرض. إستقر فى خبر مجهول. لكننى لا أصدق، فالكتاب باق.. ولأسباب أخرى، عديدة، الكتب خير من الناس. لا جدران
بيننا.. هى الجسور، مع الحياة.. فمن قبل كتبوا ثم ذهبوا.. وتركوا، بعدما
ماتوا.. هؤلاء، هم الأحياء. قرأت لهم وما زلت. فتعلمت، كيف أعلم نفسي الحياة.
ربما يوما، أكون واحدا منهم. ولآخر لحظة، لا أعرف حقا، ما سوف يأتى به القلم، من عواصف للنفس. تجعل الأفكار أمامى، كأنها ذهبت هى الأخرى، ولم يرها أحد. إختفت، فاستقرت هناك، فى فوضى عقلى، لا فى الفضاء. ولم يكن لى لأندم كثيرا، لو فعلا أحببيت يوما، أى شئ آخر، غير الكتابة. فكأنى أعانى، من غريزة
الشعور الدائم، أنى بين خطأين،.. خطأ ما كتبت، إلى وقت قصير مضى، وخطأ ما لم أكتب، بعد.. هو داء لابد
منه،.. عادة ضرورية. فكدأبى، إكتشفت مجددا،
أنى لا أكتب شيئا، له قيمة.. لايزال الكثير، الذي يجب على أن أفعله، حينما يتوقف الليل البارد، فى النفس، وتكنس عواصف الخريف، الأفكار البالية.. وتمسك قبضة الفكر، بما توارى فى عقلى، مختفٍ، من أصوات غريبة، ليس لها أثر..
وتوقظنى مقولتى
من غفوتى. فأهم مما كتبت، وما مزّقت.. أهم من الإثنين معا، هو ما لم أكتبه بعد. حقا
لو كنت جادا، مع نفسي لحققت شيئا، ذا معنى.. أن أجد ما يربطنى،
بأوهام الخيال، لأجعلها أقوي من الحقيقة.. أتمنى أن أكون بارعا، في هذا الكذب
الجميل، المسمي بالخيال.. خطيئة، أحاول دائما أن أقترف إثمها. ليتنى أفعل أو
أستطيع... تصور، أن هذا من جوهر القصّ. قوة الإيهام.. تماما، أن أجعلك تحبّ
مثلى. تعشق مثلى، أو حتى تكره. أن تذوق الحياة. تحلم بها. تحب الماضي. أن
أجعلك ترى ما لا ترى. أسمعك ما حولك، فتندهش. وتسائل لتعرف. أن تشعر بالموت. حينما
تقرأ.. للأسف أفشل فى ذلك، دوما...