سرماديا

سرماديا

وقع الكلمات

أسير على البحر أعوام عديدة، وصولا لمنارة، لم تغص فى البحر. أحيانا يصبح من طقوسي أوسم بها نفسي، ركوبى قطارا أصفرا، يشق بطن مدينتي. حينما أفعل، أخرج من جلدي. جسمي كلية.. أرتحل..
أحب آخر مقعد قبل الممر، بين عربة وأخرى. أحجزه لنفسي، بذهابى لأول محطة. أضمنه، فلا ينازعنى فيه أحد.
هناك زاوية كاميرا ممتازة، أرى من خلالها وجوه بشر!
 تصعد.. وأخرى تهبط.. هذا عجوز وذاك شاب. كهولة. طفولة. رجال. نساء. أجساد مشحونة بملح.. !
قلّما تجد من يتفرّس وجه مثلي. حفظت وجوه كل من رأيت. رتبتها فى ألبومات. ألبوم الأطفال يستهوينى. براءة. ابتسام.  بكاء..
فى القطارات، أسمع أصوات، لا أسمعها إلاّ هناك.. تحمل ملخص حياة. يفاجئك نداء بائع متجول!
فاصلا لمشهد تراه عينا عقلك. تصبح الصورة هكذا..
الزمن .. نهارا. ليلا " لا يهم "
المكان .. داخل عربة قطار سائرة. متوقفة " لا يهم "
الصوت.. منولوج داخلى. مشاجرة. نداءات. أو صمت..
الكاميرا.. إقتراب. تجول. تركيز. محمولة. ثابتة " إختيارات "..
رجل.  شاب. طفل. عجوز. إمرأة " لا يهم "..
يجلس منفردا. أو ينضغط بين الزحام. على سطح قطار، يقابل دفقات هواء.. الحياة
إضاءة خافتة. ساطعة " إختيارات "
إبدأ ليلا. إنتهى نهارا. أو إعكس الإتجاه. إختار..
" كلوز " للكاميرا. تحرك للأمام، بدون علامات تعجب، لسنياريو.. فاصل..
فرح. حزن. حياة. موت. مسميات. دلالات. وجوه مستعارة. ذهول!
تتكون عشرات الصور. ثابتة كصنم. متحركة كطائر. ملامح وسيناريوهات. دراما شكسبيرية. نصر. هزيمة.
شريط يمضى. صورة وراء صورة. تلاشى. نبض. وقوف. تحرك. تعثر. تقاطع. بصوت فى الخلفية.. كوميديا سوداء..
خروج من " الكادر". أحمل زاوية " كاميرتي" لشارع. لمدينة. لرصيف. لميدان. لسرداب. لدهليز. لصندوق. لقبو. لممرّ. لسوق. لمولد. لمعبد. لمسجد. لكنيسة. لإعتصام. لمظاهرة. لثورة. لحاضر. لمستقبل.
أو أعود لماضيّ. لمدينتى. لبحري. لسمائي.
للنهار"فلاش باك" ..!!